لا أحد كامل ، معلومة نعرفها جميعاً وندركها في حياتنا اليومية وفي تعاملنا مع الآخرين. كل واحد منا لديه نقص في جانب معين قد يكون قادر على سد هذا النقص وقد يكون النقص أحياناً خارج عن إرادتنا ولا نستطيع تغييره. النقص قد يكون في أي شي في عملك ، تعاملك مع زوجتك ، أسرتك ، أصدقائك حتى في علاقتك مع ربك. لكن كثير منا يجهل عن قصد أو عن غير قصد فكرة تعويض النقص الذي نعاني منه بأشياء أخرى قد نكون نبدع فيها ونجيدها.

الزوج مثلاً قد يكون لديه نقص في التعامل مع زوجته من خلال التأخر في السهر خارج المنزل أو كثرة الأعمال والإنشغال عن البيت والأولاد. تخيلو لو أن الزوج عوض عن هذا التقصير من خلال زيادة الكلام الحلو لزوجته ، أو من خلال هدية لها كل كم يوم ، ألن يكون لذلك وقع كبير عليها ، أليست ستنسى بعض النقص الذي تشعر به لأنها وجدت التعويض في اشياء أخرى.

الموظف الذي لديه تقصير في عمله “ومن منا ليس لديه تقصير ولو يسير في عمله” ، مثل التأخر في الصباح أو كثرة الغياب أو كثرة الإستئذان ، ماذا لو قام هذا الموظف الذي يشعر بأنه مقصر في عمله بتعويض هذا التقصير من خلال زيادة جهده في العمل أو من خلال تنفيذ بعض المهام الإضافية التي يطلبها منه المدير بالتأكيد سينسى هذا الأخير تقصيره ويركز على نشاطاته الإضافية على بساطتها.

أثر التعويض عن النقص لو طبقناه في حياتنا بشكل مستمر ستكون كبيرة علينا وعلى من حولنا خصوصاً الأشخاض المقربين الذي نقصر في حقهم كثيراً عن قصد أو عن غير قصد وسيكون له أثر كبير في العمل من خلال البركة في الراتب ، بالإضافة إلى الشعور بالرضى عن النفس وهذا الشعور قليل من يصل إليه ويشعر به.