الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة

ذكرت إحدى الصحف الجزائرية أنّ معهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى للدراسات الاستراتيجية رصد فى تقريره الصادر عن شهر نوفمبر الحالى الميزان العسكرى فى الشرق الأوسط، فارداً مساحة ليست بالصغيرة للجزائر.

وتساءلت صحيفة "الشروق" الجزائرية عن توقيت إخراج التقرير فى هذا الظرف السياسى الحساس، مضيفة أنّه "وكأن إسرائيل تبحث لها عن أعداء وعن معارك جديدة"، لافتة إلى أنّ الجزائر كانت على رأس قائمة الدول العربية والإسلامية وروداً فى التقرير الاستراتيجى الإسرائيلى تليها مصر وإيران.

وفى السياق نفسه، تطرق التقرير الزاعم باهتمام ملحوظ لأسلحة الدمار الشامل وتطور السلاح فى الجزائر، محرضاً لتحريك الرأى العام من أجل قيام منظمات دولية بمراقبة ما يحدث فى الجزائر.

ووفقاً للصحيفة فإن التقرير تحدث حول القدرات النووية والبيولوجية والكيميائية، مبيناً أنّ الجزائر تملك مفاعلاً نووياً صينياً قدرته 15 ميجاوات، ومن المحتمل أن يكون قد تم تحديثه إلى 40 ميجاوات، فضلاً عن امتلاك الجزائر مفاعلا للأبحاث النووية من الأرجنتين قدرته 1 ميجاوات.

وأضافت الصحيفة أنّ التقرير ذكر أنّ الجزائر قد وقعت على معاهدة "بيلندابا" ومعاهدات عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، وكأنه يوحى أنّ الجزائر خرقت المعاهدة الدولية.

وأشار التقرير الاستراتيجى الإسرائيلى الذى يعده عدد كبير من كبار المتخصصين من الضباط الإسرائيليين والمتابعين الأمنيين إلى أنّ الجزائر أبرمت صفقات أسلحة كبيرة مع روسيا بحوالى 7 مليارات دولار، مضيفاً أنّ القوات البرية الجزائرية استلمت 180 دبابة من طراز"T-90" ومتوقعاً استلام المزيد من الدبابات بنفس الطراز، كما أنّ الجزائر استلمت أيضاً جميع الطائرات المقاتلة التى طلبتها من روسيا وهى من طراز "Su-30 MKA".

وأوضحت الصحيفة الجزائرية أنّ التقرير يريد صنع مناخ معين يوصل صورة معينة لترويجها عن الجزائر.

وعن القوات المسلحة بالجزائر، أورد التقرير الاستراتيجى السنوى لإسرائيل عدد أفراد القوات النظامية الجاهزة للقتال، ذاكراً بالتفاصيل أنواع المدفعية، وبطاريات الصواريخ من نوع سام الثقيلة، والمتوسطة، والخفيفة، وكذلك السفن القتالية، وزوارق الدوريات، والغواصات، وكل أنواع التسليح الجزائرى.

وقالت الصحيفة الجزائرية: "نحن ندرك أن إسرائيل تتابع كل شاردة وواردة، وهى تكيف المعلومات وتنقصها أو تزيد عليها لخلق صورة للرأى العام الدولى، لكننا ندرك أيضا أنّ توقيت نشر التقرير له أهمية فى فهم الموقف الإسرائيلى، كما أن استخدام تحريض المنظمات الدولية ضد الجزائر يعنى بوضوح أنّ الجزائر حققت نصراً حقيقياً على الإرهاب، فضلاً عن تحقيقها تقدما اقتصاديا بعد إغلاق ملف ديونها، كما أنها بصدد مشاريع تنمية واعدة للنهوض بالبلد على أكثر من مستوى، وهو ما يزعج أطرافاً خارجية".