عد يا أبى
رأيتك فى يوم زاد ضياؤه
فأخذت صورتك فى خيالى
ورسمتها بقلمى
وعلقتها بقلبى
فحفرتها فى كيانى ولم أبال
أخفيتها كالحجارة بالرمال
بل وقيدتها كما
يقيد الرعاة الجمال
أعطيتنا حب الحنان
فكان لنا شوق الجنان
أعطيتنا قلبا وفرحا
فصرت لنا أبا مثالى
أبتاه اشتقنا لك
فعد سريعا ولاتنسان
أبتاه قد أخذوك من
جوف قلبى بالحزام
أبعدوك عنا
أخذوك إلى جوف الجبال

بحثنا عنك فى كل مكان
فلم نجد أثر الحذاء
يا ترى هل أخبروك
لهف قلبى وامتنانى
ياترى فهل أنسوك
ذكر عقلى وامتثالى
أبى أين أنت
قد سرقوك من أحضانى
أبى أمام عينى قد
شردوك بالأهوال
لو كنت أعلم
لربطت يدنا بالعقال قد فطر قلبى لما رأيتك
تترك يدى وأنا أنادى
هفوت خلفك فقلت لى
عودى هيا ولا تشادى
أبى مازلت أحمل على جبينى
ودائع القبلات
وعدتنى يوما أن تعد
وتحضر لى رقائق النسمات

أتمنى أن أراك
أو أرى لآلىء الدمعات
أبى هيا عد سريعا
فقل لى لن أنساكى
أبى
سأغلق عينى للأبد
عل ألقاك فى منامى