(السوق اليوم)

الاستقرار الاقتصادي المزعوم و مبررات الموقف الأوروبي المتشدد ضد التحفيز

الملخص:

الفشل في التوصل إلى قرارات حاسمة في إطار قمة مجموعة العشرين من الممكن أن يؤدي إلى تفسير الأزمة في ضوء الأسباب الخاطئة..

العناوين الرئيسية:

قمة العشرين:
في أحد الأعمدة المنشورة في الـ "هيرالد تريبيون"، صرح الرئيس الفرنسي، "ساركوزي" بأنه على يقين من أن هناك حاجة ماسة للتوصل إلى نتائج عملية يوم الخميس القادم في إطار اجتماع لندن لأنه لا مجال للفشل حيث لن تتوافر لدينا أي مبررات يقبلها العالم و لن يغفر لنا التاريخ حال فشلنا في هذه المهمة"..

و أضاف الرئيس الفرنسي؛ "لن ألزم نفسي بقمة تنتهي ببيان ينطوي على مجموعة من التعهدات الزائفة التي لن تؤدي إلى حل للقضايا التي تثير مخاوفنا جميعاً حيث اتضح لي من أحداث اليوم أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول معظم الأمور التي تناولناها في الاجتماعات". كما انتقد ما تناقشه القمة من قضايا و ما تطرحه من حلول قائلاً "أرى الكثير من المشروعات المطروحة للمناقشة على مائدة المفاوضات و التي لا يتناسب أغلبها مع المشكلات التي توجهها فرنسا و ألمانيا "..

كما صرح رئيس وزراء اليابان للـ "فينانشال تايمز" بما يلي:

"أعتقد أن هناك بعض الدول التي تقدر أهمية إجراءت التحفيز المالي بينما لا تقدرها دول أخرى و هو ما يعمل على إحداث تباين في وجهات النظر. و أشير بدول اخرى إلى ألمانيا التي عرضت وجهات النظر المعارضة للتحفيز المالي"..

اليابان:
أشار تقرير مؤشر تانكان التصنيعي الياباني إلى هبوط جاء أسوأ بكثير من المتوقع مما أضر بمعنويات المصنعين على نطاق واسع بسبب الهبوط إلى 56- و هو أدنى المستويات في تاريخ المؤشر الذي بدأ التسجيل في عام 1974. كما انضم المكون غير التصنيعي هو الآخر لحفل الهبوط لتسجل قراءته 31- و التي تظل الأدنى منذ 1999. و في ضوء التطلعات، نجد أن الأوضاع جاءت أفضل من المتوقع بالنسبة لكبار المصنعين، على الرغم من ذلك لا زالت بيانات القطاع الصناعي تعاني من ضغط الهبوط حيث تقع تحت مستوى الـ 50 نقطة. كما انخفضت خطة الإنفاق الرأسمالي للعام القادم، إلا أن هذا الانخفاض لم يصل إلى الدرجة التي أثارت الكثير من المخاوف و التي أشارت إليها التوقعات..


الولايات المتحدة:
عند سؤاله عن تقرير "بلومبيرج" الذي أشار إلى تصريح الرئيس أوباما بأن الخيار الأفضل أمام "جي. إم. موتورز" هو إشهار الإفلاس المخطط مما يساعد الشركة على إعادة الهيكلة و استعادة توازنها و مكانتها بين المنافسين في قطاع السيارات، بينما ترك "كرايسلر" في مواجهة مصير محتوم يتمثل في إشهار الأفلاس دون تخطيط أو تنسيق مع الحكومة على أن يتم بيع أصولها تدريجياً، أجاب أحد مسئولي الإدارة الأمريكية في إطار تصريحه لـ "رويترز" بأن هذا التقرير يفتقر إلى الدقة و أن الوضع لم يشهد أي تغيير على الإطلاق في موقف الحكومة تجاه "جي. إم موتورز" و "كرايسلر" و أن الحكومة قد منحت الأولى مهلة تمتد لـ 60 يوم من أجل إعداد خطة إعادة هيكلة مناسبة و فعالة، بينما منحت الثانية 30 يوم فقط لنفس الغرض..

أستراليا:
سجلت قراءة مؤشر مبيعات التجزئة انخفاض بنسبة 2.0-% وفقاً لقراءة فبراير التي مثلت أول انخفاض تتعرض له مبيعات التجزئة في 3 شهور،مع ذلك جاء الانخفاض أفضل من التوقعات التي أشارت إلى 0.5%.


نيوزلندا:
أدلى "بوللارد"، محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي ببيان تم تناقله عبر البريد الإلكتروني يؤكد من خلاله على أن معدل الفائدة النيوزلندي لا زال مرتفعاً للغاية بما لا يتفق مع السياسة النقدية المتبعة حالياً علاوة على تعدم التوافق بين هذه المعدلات و تطلعات السياسة النقدية المستقبلية.

منطقة اليورو:
انخفضت مبيعات التجزئة الألمانية بنسبة 0.2% في فبراير ليصل المعدل السنوي إلى 5.3% و الذي جاء في أعقاب الانخفاض بواقع 0.9% في يناير و انخفاض المعدل السنوي بنسبة 1.4% في نفس الشهر. كانت التوقعات قد أشارت إلى ارتفاع بنسبة 0.2%..

في نفس الوقت ارتفعت قراءة مؤشر PMI التصنيعي لمنطقة اليورو إلى 3.99 في مارس مقابل 33.55 في فبراير. جاءت القراءة الفعلية بعد مراجعة الأولية التي سجلت 34.0 مقارنة ً بالتوقعات التي أشارت إلى ثبات المؤشر عند مستوى فبراير..

الصين:
انخفضت قراءة مؤشر PMI التصنيعي إلى 44.8 لمارس مقابل القراءة المعدلة التي أشارت إلى 45.1 في فبراير. جاء هذا الهبوط نتيجة لهبوط معدل الطلبات الصناعية الجديدة على المستوى المحلي. يذكر أن هذا الانخفاض جاء للشهر الثامن على التوالي مع استمرار القراءة تحت مستوى الـ 50 على مدار نفس الفترة و هو ما يشير إلى ضعف معدلات النمو..


كوريا الجنوبية:
هبطت الصادرات بواقع 21.2% في مارس و هو الهبوط للشهر الخامس على التوالي. على الرغم من ذلك، جاء الهبوط تحت مستوى 26% الذي حققته الصادرات في يناير و فبراير مجتمعين. كما جاء تقلص الصادرات أقل من التوقعات التي أشارت إلى 20.2-%. في غضون ذلك، هبطت الواردات بنسبة 36.0% مما يشير إلى أكثر الانخفاضات حدة منذ أكتوبر 1998 و قد اجتمع الانخفاض في الصادرات و نظيره في الواردات على توليد فائض تجاري بلغ 4.6 مليار دولار..

المملكة المتحدة:

تحسنت قراءة مؤشر PMI التصنيعي البريطاني لتصل إلى 39.1 في مارس مقابل 34.9 في فبراير و هو ما جاء أفضل من التوقعات التي أشارت إلى 35.0..


التعليقات:

تمثل المكاسب التي حققها مؤشر "S&P" بواقع 1.3% بالأمس الشهر الأفضل على الإطلاق منذ 2002 (حقق المؤشر ارتفاع بواقع 8.5% هذا العام). و كما سبقت الإشارة إلى ذلك من قبل، من الممكن أن يستمر ارتفاع المؤشر على نفس الويترة البطيئة في إبريل أيضاً و هو ما يجعل لأسواق في انتظار التأكيد على أن الاتجاه الهابط الأعنف على الإطلاق سوف يحل على الاقتصاد العالمي. و بالتأكيد، لا زالت هناك بعض الشكوك التي تحيط بهذا الاحتمال و هي الشكوك التي تتبدد تماماً عندما ننظر إلى الزخم الكبير من البيانات السلبية التي حملتها إلينا الأخبار السيئة على مدار الأسابيع القليلة الماضية و مدى ضآلة البيانات التي تبعث على التفاؤل وسط الحالة القاتمة للاقتصاد العالمي مما يؤكد لنا في النهاية أن احتمال المزيد من التدهور لا زال قائماً بالفعل. (و هي البيانات التي يأتي على رأسها توقعات مركز IMK البحثي التي أشارت إلى احتمال انكماش الناتج الإجمالي المحلي الألماني بنسبة 5% في 2009 مقارنةً بـ 2.4-% سجلتها التكهنات في يناير الماضي)..


علاوة على ذلك، عندما نحكم على الأوضاع في ضوء حركة السعر الحالية لهذا الأسبوع، نجد أن النهاية السعيدة لملحمة قطاع السيارات الأمريكي سوف تمثل مكوناً تكميلياً للتعافي الملموس. كما أسهم النفي الرسمي لما تردد حول ميل أوباما لإشهار إفلاس عمالقة السيارات الأميركية في دعم ارتفاع بورصات الشرق الأقصى (ارتفع نيكاي، على سبيل المثال، بنسبة 3% )، إلا أنه سرعان ما تراجعت نوبة التفاؤل بافتتاح التعاملات الأوروبية هذا الصباح لتعود مؤشرات البورصة الأسيوية إلى المنطقة السلبية مرة أخرى. و يعد العزاء الوحيد الذي من الممكن أن يهون على صانعي السيارات الأمريكيين هو تعرض مبيعات السيارات اليابانية إلى هبوط بنسبة 25.3% مما يجعل أزمة قلاع السيارات الأمريكية مجرد بداية لسلسلة من الخسائر التي من المنتظر أن تتعرض لها صناعة السيارات على المستوى العالمي..

و كما جرت العادة على الاحتفال و إطلاق الألعاب النارية بتلك القمم التي انعقدت من قبل من قمة مجموعة السبعة إلى قمة مجموعة الثمانية انتهاءً إلى قمة العشرين و هي القمم التي تنعقد تحت شعار "احتفالات خيبة الأمل"، نود الإشارة إلى أن الأخيرة، قمة مجموعة العشرين، قد احتلت القدر الأكبر من الاهتمام و التركيز بفضل التوقيت الذي تنعقد فيه و الذي يحظى بأكبر قدر من المخاطر غير المسبوقة التي تواجه الاقتصاد العالمي. تجدر الإشارة إلى أن الحاجة إلى الاتفاق على قرارات حاسمة وصلت إلى أعلى المستويات في الوقت الحالي و لن نكون أحوج إلى هذه القرارات أكثر مما نحن عليه في الوقت الحالي. كما تشير عناوين الصحف إلى أن التطورات المبدأية لاجتماعات القمة تشير إلى محاولات المشاركين من الدول الأعضاء التي تستهدف الظهور بمظهر يعكس الوحدة و الاتفاق و هو ما يشير إلى أن استحالة التوصل إلى خطة عمل موحدة، خاصة في ظل انقسام وجهات النظر حول الحاجة إلى المزيد من إجراءات التحفيز النقدي..

يتلخص هذا الانقسام في أن المعسكر الأوروبي على قناعة تامة بأن المزيد من الإنفاق الحكومي بهدف تغطية العجز المالي و دعم الاقتصاد ينطوي على أحد العوامل التي من شأنها زعزعة الاستقرار الاقتصادي و هو الرأي الذي يحتمي تحت مظلة اتفاقية النمو و الاستقرار الاقتصادي لمنطقة اليورو. بينما تدعو كل من فرنسا و ألمانيا إلى وضع ضوابط أكثر حزماً تحكم أسواق المال مما يضمن عدم تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلاً. على الرغم من ذلك، يمكننا تنحية هذه المخاوف جانباً، المخاوف حيال التكامل المالي و معدلات التضخم الجيدة، لنتحول إلى نوع آخر مختلف تماماً من المخاوف تركز عليه المملكة المتحدة و هي مخاوف الانكماش التي تغطي على جميع الاعتبارات الأخرى بالنسبة للبريطانيين..


و على الرغم من الهدوء الذي اتسمت به الخلافات العنيفة بين الدول الأعضاء على مدار الأيام القليلة القادمة، تبقى حقيقة واحدة لابد من أخذها في الاعتبار و هي أن الاتفاق ووحدة الرأي تفتقر كليةً إلى القاعدة التي يمكن الانطلاق منها. و مع ارتفاع النبرة الانفعالية التي بدأت في الظهور بين السطور ( يذكر أن ساركوزي رفض البيان الختامي للقمة على الرغم من تأكيده على استحالة فشل القمة و استبعاده هذا الاحتمال تماماً)، نرى صعوبة بالغة في تحقيق هذا الهدف. يؤيد ذلك ما تناولته الصحف بالأمس من التركيز على غياب الاتفاق بين أعضاء المجموعة حيث نشرت صحيفة الداو جونز على لسان مسئول بالحكومة الألمانية ما يلي:

"لا يوجد من بين المتواجدين في قمة العشرين من تتوافر لديه الرغبة في المزيد من إجراءت التحفيز النقدي"

في نفس الوقت، جاءت تصريحات رئيس وزراء اليابان، "تارو أسو"، لتؤكد على ضرورة "وضع خطة تحفيزية موحدة بحلول منتصف إبريل" علاوة على ما صرح به "أسو" من انتقادات لوجهة النظر الألمانية و هو ما يعكس الانقسام الحاد في وجهات النظر المتضمنة في قمة العشرين و يشير إلى أن القمة أصبحت أكثر سخونة..

و كما تطرقنا إلى ذلك من قبل، و على الرغم من الانقسام الحاد في وجهات النظر، تعتبر النقطة الوحيدة التي من الممكن أن يتفق عليها جميع المشاركين في القمة هي مسألة دعم موارد صندوق النقد الدولي، ووفقاً لما هو ثابت تاريخياً في إطار أسواق المال، من الممكن أن تؤدي الاختلافات الواضحة في وجهات النظر إلى توجيه ضربة قاصمة لمعنويات السوق قبل يوم واحد من ظهور البيانات صاحبة أعلى رصيد من التوقعات السلبية و هي بيانات الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي..









_________________________________

المصدر: Bank of New York Mellons

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..