الحياة - ادى الاعلان في الولايات المتحدة وآسيا واوروبا عن حوافز بقيمة 1.5 تريليون دولار لانعاش الاقتصاد الى حمى في البورصات الدولية قفزت الاسهم معها بين 5 و7 في المئة، ما انعكس تحسناً في اسعار النفط الخام. وذلك، رغم اعلان رئيس وكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا ان الطلب، في الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مثل الصين ودول الشرق الاوسط، سيظل قوياً، لكن الطلب العالمي قد يتراجع في 2009 اذا تباطأت اقتصادات تلك الدول بدرجة أكبر.


ولم يقتصر الوعد بالانفاق على الولايات المتحدة التي تعهد رئيسها المنتخب باراك اوباما بصرف تريليون دولار على البنى التحتية، بل امتد الى كوريا الجنوبية والهند واستراليا التي وعدت ببرامج حوافز لمساعدة الشركات والمصانع، والى اوروبا حيث اجتمع في لندن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ورئيس الاتحاد الاوروبي مانويل باروزو لوضع تفاصيل خطة حوافز حجمها 250 بليون دولار ولمناقشة تعهد الصين بضخ بلايين الدولارات في شراء اسهم في المؤسسات المالية الصينية والدولية.


ومع ان برنامج الحوافز الاميركي يعادل في قيمته خسائر المؤسسات المالية الرئيسية والتأمين في ازمة الائتمان، الا انه قد يجمد نسبياً تطور البطالة الاميركية ويزيد الطلب على السلع كما قد يجدد امكان نمو الاقتصاد الاميركي ومن ارتفاع حجم الواردات من اوروبا وآسيا.


وعكست البورصات الاميركية التي بدأ التداول فيها بعد اغلاق البورصات الآسيوية، عطش المستثمرين للعودة الى اسواق الاسهم لعقد صفقات وشراء اسهم الشركات التي تراجعت الى ادنى مستوى منذ العام 1995.


وحتى ظهر امس، بتوقيت غرينتش، كان مؤشر داو جونز تجاوز 9 الاف نقطة بينما حقق مؤشر «ستاندارد اند بورز» الاوسع نطاقاً تقدماً بنسبة 31 نقطة الى 907 نقاط. وتقدم مؤشر «ناسداك» لاسهم التكنولوجيا 49 نقطة الى 1558 نقطة.


واغلق مؤشر «فايننشال تايمز – 100» البريطاني مرتفعاً 249.88 نقطة الى 4299.25 ، ومؤشر «داكس» الالماني مرتفعاً 340 نقطة الى 4722 نقطة، ومؤشر «كاك 40» الفرنسي 251 نقطة الى 3239 نقطة.


ومن المتوقع ان ترتفع مؤشرات البورصات الخليجية والعربية، التي كانت مقفلة امس لمناسبة عيد الاضحى، فور بدء التداول بعد العطلة، الا اذا حدث ما ليس في الحسبان خصوصاً ظهور احصاءات اميركية ترسخ الاعتقاد بان الحوافز الجديدة عن الانفاق الحكومي ودعم قطاع السيارات لا تكفي لانعاش الاقتصاد الاميركي.


واشارت وكالة «بلومبيرغ» الاقتصادية الى ان مؤشر «ام اس سي اي» لبورصات الاقتصادات الناشئة حقق تقدماً في الاسابيع الخمسة الماضية بنسبة 5.2 في المئة.


واستعاد النفط امس بعض زخمه اثر خسائر الاسبوع الماضي بنسبة 25 في المئة وتم تداول الخام الاميركي بسعر تجاوز 43 دولاراً للبرميل. وتزامن تحسن النفط مع تراجع نسبي في سعر صرف الدولار مقابل اليورو والين وعملات دولية، تأثراً باعلان اوباما انه سيهتم بانعاش الاقتصاد اكثر من عجز الموازنة.