الاقتصادية - تبنيّ اليورو يمكن أن يحقق الازدهار في أوروبا الشرقية.

بالنسبة لأعضاء الاتحاد الأوروبي من الدول الأوروبية الشرقية تبين الأزمة المالية العالمية فوائد تبني اليورو، لكنها أيضاً تلقي بالمزيد من العقبات في طريقها: الفورنيت الهنغاري خسر 17 في المائة من قيمته أمام اليورو منذ الصيف في أزمة ثقة متصاعدة، بينما تواجه دول البلطيق أزمة اقتصادية بعد طفرة. وحتى إذا مضت مواعيد دخول منطقة اليورو، فإن الجائزة يجب ألا تغيب عن صانعي السياسة.

ومن بين دول أوروبا الشرقية التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي لم تتبن اليورو سوى سلوفينيا. وتتلوها سلوفاكيا في العام المقبل بعد أن لبتّ المعايير، بما فيها التضخم المتدني، وميزانية متوازنة بشكل عام، ومعدل صرف ثابت لمدة سنتين.

وهنغاريا تدفع ثمن سنوات من الإنفاق المسرف. ففي أوائل هذه السنة تخلت بودابست عن الانضمام المبكر إلى منطقة اليورو عندما سمحت لعملتها بأن تعوّم. وفي ضوء عجز الميزانية بنسبة 9.2 في المائة و5.5 في المائة في عامي 2006 و2007، على التوالي، فقد المستثمرون الثقة في خط تذبذب الفورينت مقابل الدولار.

لكن كثيراً من ديون الأسر والشركات في هنغاريا محددة بالعملات الأجنبية. فنحو ثلثي القروض العقارية باليورو، أو الفرنك السويسري. ولا ينوي كثير من المقترضين تسديد القروض العقارية قبل تبنّي اليورو. لكن كلما تأخر الموعد يصبحون أكثر انكشافا لعملة أضعف من خلال دفعات الفوائد، الأمر الذي يجعل البلاد عرضة بدرجة أكبر لتراجع حاد. واعتماد العملة الواحدة يلغي مخاطر سعر الصرف التي من هذا النوع ويحمي البلاد من هروب الرساميل.

وربما يكون تقديم قرض من صندوق النقد الدولي مفيداً إذا حدّ من الإنفاق الحكومي. ومع أنه قد يكون مؤلماً، إلا أنه يجعل هنغاريا تقترب من منطقة اليورو.

ودول البلطيق تصارع مجموعة مختلفة من المشكلات. فبعد سنوات من النمو القوي، والتضخم العالي، والعجز الضخم في الحساب الجاري، فإن اقتصاداتها تتباطأ بشكل كبير. لكن الحكومات لم تبالغ في الإنفاق، الأمر الذي سمح ببعض التخفيف المالي. وسعر الصرف محدد أمام اليورو، ومدعوم بمستويات موثوقة من الاحتياطيات.

وإذا قاومت استونيا ولاتفيا وليتوانيا القيام بسياسات مالية متراخية جداً ولم تضطر إلى تخفيض قيمة عملاتها، فإن التراجع يجب أن يساعد في إيجاد التوازن في اقتصاداتها. فعندما يهبط التضخم يصبح دخول منطقة اليورو قريب المنال.

يستحق البنك المركزي الأوروبي الثناء لدعمه هنغاريا بقرض. وعليه أن يواصل أخذ موقف نزّاع إلى مساعدة الآخرين، بينما يرعى دخول أعضاء جدد إلى منطقة اليورو. وقد لا يكون الوقت مناسباً لتحديد موعد طموح للانضمام إلى الاتحاد النقدي، لكن الوقت مناسب لاقتراب أكبر بين الجانبين.