(رويترز) - انتعشت أسواق الاسهم بعدما أطلقت حكومات في مختلف أنحاء العالم يوم الاثنين خطط انقاذ تتكلف مليارات الدولارات لتعزيز البنوك كما دعت بريطانيا الى اتفاق "بريتون وودز" جديد لاعادة صياغة النظام المالي العالمي.

وارتفعت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت أكثر من خمسة بالمئة في أوائل المعاملات معوضة بعض خسائرها الكبيرة في الاسبوع الماضي عندما هبط مؤشر داو جونز 18 في المئة. وارتفع مؤشر ام.اس.سي.اي للاسهم العالمية خمسة بالمئة بعدما تراجع 20 بالمئة الاسبوع الماضي الى أدنى مستوى في خمس سنوات.

وأعلنت حكومات بريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا وحكومات أوروبية اخرى خطط انقاذ بمئات المليارات من الدولارات لمواجهة الازمة المالية العالمية.

وهدأت تلك الخطوات مخاوف الاسواق وقلق الحائز الجديد على جائزة نوبل للاقتصاد بول كروجمان.

وقال كروجمان "فزعي أقل اليوم عما كان عليه يوم الجمعة الماضي.
"سنمر بفترة كساد وربما كساد طويل لكن ربما لا نتعرض للانهيار."

ودعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون زعماء العالم الى اقامة "هيكل مالي" جديد يعكس عالمية الاقتصاد والقطاع المصرفي الى حد كبير بنفس الطريقة التي تأسس بها النظام الاقتصادي الدولي الحالي خلال مؤتمر عقد في بريتون وودز بولاية نيو هامبشير الامريكية عام 1944.

وأضاف "لا يمكننا استعادة الثقة اللازمة وبناء النظام المالي الدولي الا من خلال التحرك العالمي."

وقالت بريطانيا انها ستنفق ما يصل الى 37 مليار جنيه استرليني (64 مليار دولار) لانقاذ ثلاثة بنوك كبرى في تحرك يرجح أن يجعل الحكومة أكبر مساهم في البنوك الثلاثة
واقرت ألمانيا وفرنسا خطط انقاذ خاصة بهما.

واقرت الحكومة الالمانية خطة انقاذ مالي للبنوك الالمانية تصل قيمتها الى نحو 500 مليار يورو (680 مليار دولار).

وأعلنت فرنسا توفير ضمانات حكومية مجموعها نحو 360 مليار يور.

وقالت بنوك مركزية أوروبية انها ستضخ كل ما تحتاجه البنوك التجارية من سيولة دولارية في محاولة أخرى لتهدئة التوترات بالاسواق.

وبدأت الولايات المتحدة نشر تفاصيل خطة الانقاذ المالي الامريكية التي تتكلف 700 مليار دولار والتي تراوحت بين هدف أولي بشراء ديون متعثرة وحتى الاستحواذ على بنوك.

وركزت وول ستريت على بنك الاستثمار مورجان ستانلي الذي عزز وضعه بعد ابرامه اتفاقا مع مجموعة ميتسوبيشي يو.اف.جي فاينانشال وذلك ربما بدعم من الحكومة الامريكية.

وهوت اسهم مورجان ستانلي 58 بالمئة الاسبوع الماضي بسبب شكوك بخصوص الاتفاق لكنها قفزت في أوائل التعاملات يوم الاثنين بنسبة 47 بالمئة.

وقالت اليابان يوم الاثنين إنها تدرس ضمان جميع الودائع المصرفية في حين قال البنك المركزي الياباني انه قد ينضم الى الجهود العالمية لتعزيز التمويل بالدولار في اسواق النقد المضطربة.

وفي اعلان مشترك قال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) والبنك المركزي الاوروبي وبنك انجلترا والبنك الوطني السويسري انها ستلبي كل طلبات الشراء من جانب البنوك التجارية بسعر فائدة ثابت. وتراجعت أسعار الفائدة في أسواق النقد استجابة لذلك

وفي وقت سابق ضمنت استراليا ونيوزيلاندا جميع الودائع المصرفية ورفعت اندونيسيا حد الضمان الى ملياري روبية (203 الاف دولار) بينما تعهدت الهند بضخ مزيد من السيولة لمساعدة الاسواق المالية.

وتحاول السلطات تجنب تكرار قرار السماح لبنك ليمان براذرز بالانهيار.
ووافق مجلس الاحتياطي الاتحادي يوم الاحد على استحواذ ويلز فارجو اند كو على واكوفيا كورب.