الاقتصادية - الإنقاذ الذي قامت به شركة الخدمات المالية "نيشن وايد" Nationwide لـ"فاني" و"فريدي ماكلسفيلد" Freddie Macclesfield (وكل منهما صندوق مشترك في "ديربيشاير" و"تشيشاير")، اللذين تبلغ قيمة موجوداتهما 12 مليار جنية استرليني، حُرِم على نحو لا تفسير له من الظهور على صدر الصفحات الأولى بسبب قيام الحكومة الأمريكية بإنقاذ وكالتي القروض السكنية "فاني ماي" و"فريدي ماك" (المطلوبات: ثلاثة آلاف مليار جنيه إسترليني).

لكن انتبهوا لما أقول. سيكون هناك جدال في دافيلد وجدل في كونجلتون. أولاً، وجواباً على سؤال الغرباء النفعيين الذين لا يرون إلا الجانب الوردي في الأمور، أقول: لا، لن تحصلوا على هدية الاندماج، وطالما أنكم تسألون، فإنني أقول لكم كذلك: لا، لن تهبط عليكم الثروة من شركة نيشن وايد كذلك، على اعتبار أنه لا نية لدى الشركة للتحول إلى بنك. السؤال الأفضل في هذا المقام هو: إذا كان سبب الإنقاذ هو تعثر واضطراب أحوال "ديربيشاير" و"تشيشاير"، فلماذا العجلة؟

في حين أن هيئة الأوراق المالية التزمت الحياد التام وعدم التدخل، إلا أن بصماتها (التي كانت تحمل قدراً يسيراً من الدليل عليها) كانت منتشرة في كل مكان. وحيث إن المحادثات حول الاندماج تجري الآن على قدم وساق، فقد تمكنت الهيئة من سحب الزناد حول القواعد التي تسمح بأن يتم الاستحواذ على الصناديق المشتركة المعتلة دون الحصول على تصويت من الأعضاء. يفترض في هذا أن يوفر تسعة أشهر من الوقت المقرر المعتاد، والذي يمكن أن يبلغ سنة في بعض الأحيان، وهي إشارة، هذا إن كان هناك من يحتاج إلى هذه الإشارة،

على أن الهيئة الرقابية تخشى أن تظل أسواق الائتمان تعاني أزمتها الراهنة حتى عيد الميلاد على الأقل وربما فترة أطول من ذلك بكثير. على العموم، فإن هذه المدة طويلة إلى الحد الذي يكفي للضغط على النهاية الغريبة تماماً لأعمال "ديربيشاير" و"تشيشاير". ولا بد أن الجهاز الرقابي يتساءل ويقول: يا ليتنا استطعنا قبل هذا دفع بنك نورثرن روك نحو "لويدز تي إس بي".

بالنسبة لشركة نيشن وايد، فإنها ربما تكون الأب الحاني لجمعيات المباني المالية، ولكنها لا تريد أن تفْرط في تدليلها. فمقابل الضعف المؤقت للنسب الرأسمالية فإنها تتلقى الثناء والتقدير على تقديم المساعدة، وهي فرصة لاختبار إمكانية تشكيل شبكة على مستوى بريطانيا، والحق في أن تقول، في المرة المقبلة، إن الدور الآن يجب أن يقع على عاتق جهة أخرى.