"الأنا الأبوية" هى إحدى التركيبات النفسية التى تتواجد فى شخصياتنا، ولكن زيادتها تؤدى إلى نتائج سلبية علينا وعلى من حولنا.. وهنا يؤكد محمد رأفت، خبير التنمية البشرية، أن الأنا الأبوية فى كل منا ولكن بنسب مختلفة, فهى تحمل صفتين أساسيتين التسلط الشديد أو الحنان الزائد, ولكن مشكلتها تتمثل فى الإفراط فى إحدى هاتين الصفتين, ويكون ذلك لا شعورياً.

ويوضح أن الشخصية التى تظهر الأنا الأبوية, يغلب عليها بعض العبارات مثل: "هذا الشىء لا تفعله بشكل صحيح, أنت شخص لا يعتمد عليه, من أنت حتى تقول لى"، والدوافع وراء هذه الشخصية هى الكبر والغرور, تصيد الأخطاء, والتحكم والسيطرة.

ويحذر "رأفت" من أنه إذا زادت عند الشخص الأنا الأبوية يكون لها خطورة على أسرته ومن حوله, فقد يكون قاتلاً لإبداع أبنائه، خاصة أن الإبداع من أهم صفاته الخروج عن المألوف وهذا ما يتعارض مع شخصيته, ضعف عملية الاتصال بين الأب والأبناء، وبالتالى غياب عنصر التحاور أو النقاش بشكل عام.

ويضيف: "راقبوا تصرفاتكم جيداً، فمن وجد فى نفسه أن الأنا الأبوية عنده غالبة على شخصيته, فعليه أن يحكمها ويحاول السيطرة عليها, فعليه أن يبدأ بالاستماع للآخرين ومشاورتهم, وإعطاء الفرصة للآخرين لإظهار قدراتهم وملكاتهم حتى لو تعارض هذا مع طبعه".

ويشير إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالإحسان إليه، والتألف له، وتعليمه وتأديبه".