بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (قّ:18)
1: عصبيّة شديدة وانفعال وغضب ولو استطاع أن يمسك بزمام أخيه ويشدّه شدّا ويضربه ما قصّر أبدا أبدا .
2: عدم مراقبة الله تعالى في كلّ حرف يخطـّه (( نعم بكلّ حرف )) هل سيـُكتب له أم عليه ؟
ولو فقهنا هذه الآية فقط لما تجرأ أحدنا أن يكتب كلمة واحدة إلاّ بعد تمحيص وتفكير وهذه الآية التي أعنيها قوله تعالى :
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (قّ:18)
بالله عليك أخي الغالي/ أختي الغالية ألا ترعبك هذه الآية لوحدها فكيف أن قرأنا هذه الآية وهي التي كتبتُ موضوعي من أجلها :
(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر:56)
نعم أخي الحبيب/ أختي الحبيبة من أجل هذه الآية كتبتُ موضوعي هذا ،
نعم أخي الغالي/ أختي الغالية هل فكـّرتُ أنا أو أنت بها عندما نكتب في المنتدى أو نتكلّم خارجه ؟
هل فكـّرنا مليـّا بها ؟
هل تصورتَ نفسك أخي الغالي أنـّك ستقول (( لا قدّر الله )) هذه الكلمة (( يا حسرتى ))
هل سنتحسّر يوم لا تنفع الحسرات ؟
هل سنندم يوم لا تنفع العبرات ؟
هل سأقولها هناك فيقال لي هيهات هيهات ؟
هل ستنفعني أخي حينها العبرات ، والحسرات ، والدموع ، والبكاء ، والنـّدم ؟
أخي الغالي/ أختي الغالية لا يغرّنـّك الشيطان ويقول لك أطعن ، إلعن، اشتم،
اغضب لله .
نعم سيقول لك اغضب لله نعم سيقول لك اغصب لله .
ولكن هل الغضب لله يكون بمعصية الله ؟
أين الأخلاق في المنتدى ؟
أين الحبّ في الله بالمنتدى ؟
أين الغضب الحقيقي لله في المنتدى ؟
نعم الغضب الحقيقي أن تنتهك حرمات الله تعالى وأنا شيطان أخرس لا أتحرّك ولا آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ،
ولكن آمر بالمعرروف بالمعروف ، وأنهى عن المنكر بالمعروف ايضا .
أخي الحبيب / أختي الحبيبة بالله عليك انتبه لهذا المثال لو كان عندك ابن شتم أخاه ولعنه وسبّه فهل تغضب عليه بهذه الطريقة (( يا ......... يا ابن الكذا والكذا كيف تسبّ أخاك هكذا ؟))
بالله عليك لو سمعك أحد تربّي ابنك هكذا ماذا سيقول عنك ؟؟!!
أجب نفسك أخي الغالي بتجرّد لله تعالى .
نعم كنّ مشعل هداية للضـّالين .
نعم احرص على التـّخلـّق بأخلاق الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم .
أخي الحبيب / أختي الحبيبة (( طبعا لا أزكـّي نفسي ولكن أذكـّرك فقط وأسأله تعالى القبول ).
نعم وألف نعم للأخلاق الفاضلة .
ولا وألف لا لسوء الخلق والطعن والهمز واللمز والسبّ والشتم .
وأخيرا أذكـّرك بهذه القصة :
قال رجلٌ ُ جاهل لطالب علم ( انتبهوا طالب علم وليس عالم ) وقد اختلف معه في مسألة ما قال له ( يا حقير)
ملاحظة: لو قيلت لأحدنا لأقام الدنيا وما أقعدها ))
فقال طالب العلم له : رميتني بكلمة من أربعة حروف
الحاء : فأقول لك : حباك الله بمنـّه بعلم ينفعك في الدنيا والآخرة
القاف : فأقول لك : قرّبك الله منه وأعلى منزلتك
الياء: يمـّنَ الله كتابك ويسّر حسابك
الراء: رفع الله درجتك في أعلى عليين
فهل نكون مثله مع من خالفنا في الرأيّ ولم يطعن بنا ولم يلعننا ؟؟؟؟
سؤال بسيط فلنجب أنفسنا عليه ؟؟
وأسأله تعالى ألاّ نكون من أهل هذه الكلمة ( يا حسرتى )
وأن يجمـّلنا بمكارم الأخلاق ،
وأن يهدينا لما يحبّ ويرضى
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
طبعا الأختلاف أمر طبيعى جدا بين كل البشر لأننا جميعا من بلدان و حضارات و ثقافات مختلفه
و الأختلاف بين البشر سنه من سنن الحياه و الخطأ من طبيعه الأنسان
و لكن لماذا بعد هذا الأختلاف يحدث الخلاف ثم الرحيل ثم ثم ثم !!!!!
اذا كان الأختلاف قد يصل بنا الى نفق مظلم يذهب معه كل النور الذى غمرنا أوقاتا كثيره ....
و تذهب معه المحبه التى زرعناها داخل قلوبنا و كنا ننتظر حصادها مزيدا من الحب و التعاون لخلق حياه أفضل و أكثر جمالا .....
فإين ذهبت أخلاقنا التى ولدنا بها نحن العرب و أصلها الأسلام فى نفوسنا أخلاقا نفتخر بها
لقد تعلمنا أن الأختلاف بين الفقهاء رحمه و يعود علينا بأفضل النتائج و بين الأصدقاء و الأحبه خير دليل
على قوه العلاقه عندما تعود أفضل و أنقى مما كانت ....
أما الأختلاف بيننا نحن العرب فهو تبادل الأتهامات و الشتائم ثم القطيعه ثم الطعن من خلف الظهر و كأننا أعداء و لسنا أشقاء كأعضاء فى جسد واحد ...
فأرجو عند أختلافنا و خلافنا نحن الأشقاء أن لا نهدم صرحا كبيرا من المحبه و ألا تموت الرحمه فى قلوبنا لنمزق شرايينا من الود و التقدير أمتدت زمنا طويلا بيننا .....
و أن تظل العلاقه فى أطار من الأحترام إذا لم نستطع أن نُنقى قلوبنا من العداء
ولا نهدم خط الرجعه إذا كان من الممكن أن نعود يوما ....
اسال الله العظيم ان يهدينا الى الصراط المستقيم