السوق اليوم: دروس مستفادة في سوق العملات: هل نراجع المواقف في صفقات الإسترليني(2)

السوق اليوم: دروس مستفادة في سوق العملات: هل نراجع المواقف في صفقات الإسترليني (الحلقة الثانية)

الملخص:

تحدثنا بالأمس عن حزب العمل البريطاني الحاكم و انتخاباته التي خاضها يوم الأحد الماضي لتحديد رئاسة جديدة للحزب. كما عقدنا مقارنة بين الوضع الحالي و ما حدث منذ 33 سنة من انتخابات رئاسة للحزب و أثرها على الإسترليني. و اليوم نتطرق إلى انتخابات رئاسة حزب المحافظين التي عقدت عام 1990 و ما حدث بعدها للإسترليني و ما أسفرت عنه من آثار على العملة و ذلك بهدف التعرف على ما يمكن أن يتعرض له الإسترليني من تحركات مستقبلية تأثراً بالأوضاع السياسية للمملكة المتحدة..

العناوين الرئيسية:

المملكة المتحدة:
جاء في إطار استطلاع رأي، نشرته صحيفة "الأندبندنت" البريطانية أجرته "كومرس" حول قيادة "جوردون براون" لرئاسة حزب العمال و توليه منصب رئاسة الوزراء البريطاني، أن أغلبية المشاركين رجحوا إمكانية فوز حزب المحافظين بالانتخابات العامة القادمة بأغلبية ساحقة تصل إلى 74%. على الرغم من ذلك، من المتوقع حال تولي "آلان جونسون"، وزير الداخلية البريطاني منصب رئيس الوزراء خلفاً لـ "جوردون براون"، أن يجد حزب المحافظين نفسه في موقف قوي حيث يحصل على ستة مقاعد إضافية في البرلمان البريطاني مما يدعم التوقعات التي تشير إلى عقد صفقة بين حزب العمال و حزب الديمقراطيين التحرريين تستهدف إبعاد حزب التوري عن الساحة. كما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن "آلان جونسون" هو الوحيد بين ثمانية قيادات في حزب العمال الذي لديه القدرة على منع التوري من فوز محقق..

و على صعيد البيانات الاقتصادية، ارتفع مؤشر أسعار المنازل الصادر عن المعهد الملكي للمساحين المحَلفين لتسجل قراءته 44.1- الشهر الماضي و هو ما يشير إلى أعلى المستويات منذ نوفمبر 2007 مقابل القراءة السابقة التي أشارت إلى 58.7- و مقارنةً بالتوقعات التي أشارت إلى51.0-. ووفقاً لبيانات المؤشر، ارتفع عدد مشتريي المنازل للمرة الأولى إلى أعلى المستويات منذ عام 1999. على الرغم من ذلك، لا زال عدد المنازل الجديدة المعروضة للبيع في المملكة المتحدة تحت المستوات المطلوبة..

كما جاء تقرير اتحاد تجار التجزئة البريطانيين ليشير إلى أن صافي المبيعات الحقيقية بنظام التجزئة هبط بنسبة 0.8% في مايو (مقارنةً بالارتفاع المحقق في إبريل بنسبة 4.6%) ، بينما ارتفع إجمالي المبيعات بنسبة 0.8% (مقارنةُ بالارتفاع بنسبة 6.3% سجلته قراءة إبريل). كما صرح اتحاد الصناعة البريطاني بأن هذه القراءة الضعف على الإطلاق جاءت نتيجة للآثار التي أسفرتا عنها الزيادة الكبيرة التي حققتها المبيعات في مايو 2008..

كوريا الشمالية:
نشرت الصحيفة الناطقة باسم رئاسة الوزراء الكورية الشمالية ما صرح به "مينجو جوسون" من أن كوريا الشمالية سوف ترد على أي ضربة وقائية بضربة وقائية متقدمة على الطريقة الكورية الشمالية. و أضاف أن الردع النووي يمثل أحد الوسائل الفعالة التي توظفها كوريا الشمالية في حماية و حفظ السلام في المنطقة. كما شددت رئاسة الوزراء الكورية الشمالية على أن الضربة المضادة سوف تكون بلا هوادة و أنها سوف تُوجه إلى كل من يتجرأ على كرامة و سيادة كوريا الشمالية على أراضيها. كما صرح "رودونج سينمون"، أحد قيادات الحزب الاشتراكي الكوري الشمالي بما يلي:

" إنها روح الثورة التي تدبب في جسد الجيش و الشعب معاً و هي أيضاً التي تمثل رد الفعل المضاد الذي يكفل للفرد أو للبلد حق الدفاع عن النفس ضد أي معتدي. و سوف نضرب على اليد العليا للمعتدي بأقسى ما لدينا من إجراءات و سترون أن الضربة المضادة ستكون على الطريقة الكورية. لذا أنصح الرأسماليين الأمريكيين بالاستسلام و الإقلاع عن التدخل في شئوننا وأن يفكروا ملياً قبل المقامرة بالدخول في حرب لا يجنون من وراءها سوى تدمير أنفسهم"..

الولايات المتحدة:
نشرت "وولستريت جورنال أن مسئولي التقد الأمريكيين يتوقعون أن يتم الإعلان عن موافقة الإدارة الأمريكية على بدء أكبر 9 بنوك في الولايات المتحدة في سداد المساعدات المالةي الحكومية التي تسلمتها في وقت سابق في إطار برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة..

شئون أوروأمريكية:
أشارت "وولستريت جورنال" إلى أن الولايات المتحدة تود أن يقوم الاتحاد النقدي الأوروبي بوضع بنوكها في اختبارات ضغط حقيقية للتأكد من قدرة هذه المؤسسات المصرفية على البقاء و الاستمرار في العمل في ظل البيئة الاقتصادية الحالية التي تتسم بالتدهور المستمر. كما أشارت الصحيفة إلى أن وزير الخزانة الأمريكي "جيثنر" سوف يناقش هذه المسألة مع وزراء المالية الأوروبيين علة هامش اجتماع وزراء مالية مجموعة دول الثمانية المزمع انعقاده في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. جاءت هذه الأنباء في أعقاب إصدار صندوق النقد الدولي لتقرير بالأمس يشير إلى أنه "لضمان إحداث الانتعاش في الاقتصاد العالمي لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات الصارمة التي من شأنها ضبط الوتيرة التي تسير عليها القطاعات الاقتصادية، خاصةً القطاع المالي". جدير بالذكر أن مناقشة "جيثنر" لمسألة اختبارات الضغط أو تجربة المقاومة التي تعرضت لها الصحيفة الأمريكية صدقت على أهمية تطبيق اللمزيد من الضوابط و القيود على القطاع المالي الأوروبي و هو ما شدد عليه تقرير صندوق النقد الدولي و هو ما يشير إلى أن هناك ثمة اتفاق على بين الولايات المتحدة و الصندوق في وجهات النظر حول ضرورة اجتياز البنوك و المؤسسات المصرفية الأوروبية لتجربة المقاومة..

ألمانيا:
الإنتاج الصناعي الألماني إلى هبوط حاد بنسبة 1.9% مقارنةً بالتوقعات التي أشارت إلى 0.1% فقط و قراءة مارس التي سجلت ارتفاع بنسبة 0.3%..

لاتفيا:
عند سؤاله عما إذا كانت قد أجرى مناقشات مع وزراء المالية الأوروبيين حول مشكلة لاتفيا، أجاب وزير المالية اللاتفي، "إينارز ريبس" بما يلي:

"بالتأكيد سوف نعمل على إفادة وزراء المالية الأوروبيين بتفاصل المشكلات التي تواجهنا في الوقت الحالي و قد قمنا بالأمس باتخاذ قرارات هامة للغاية حيث اجتمعت القيادة العليا بالقيادات السياسية و الاجتماعية على أعلى المستويات بالبلاد في حضور مندوبين عن جميع الائتلافات حيث تم الاتفاق على أن يتم خفض الإنفاق الحكومي بواقع 500 مليون لاتز لاتفي في العام الحالي و 500 مليون أخرى العام القادم استجابةً لمقتضيات الأزمة الحالية"..

و عندما وُجهت إليه أسئلة حول وجود مخططات للتدخل في سعر صرف اللاتز اللاتفي في المستقبل القريب بهدف خفض قيمته، أجاب بما يلي:

"لا أعتقد أن الوقت أو الظروف مناسبة للإجابة على هذا السؤال علاوة على أنه أمر بعيد للغاية و لا يمكن مناقشته على الإطلاق"..

الصين:
حول زيارة الرئيس الصيني، "هو جينتاو" القادمة إلى روسيا، حيث يحضر قمة دول الأربعة (الصين، الهند، البرازيل و روسيا)، صرح نائب وزير الخارجية الصيني، "هي يافي"، بما يلي:

"لن نتطرق بالحديث لمسألة تراجع الدولار الأمريكي" و أضاف؛ "إن مسألة إصدار عملة احتياط سيادية مسألة قيد المناقشة العلمية و الأكاديمية لمعرفة مدى إمكانية ذلك و تحقيق هذا الأمر على أرض الواقع"..

كما صدر تقرير عن الإدارة الوطنية للتبادل العملات يشير إلى أن الإدارة سوف تسمح للشركات الصينية المؤهلة باستخدام رؤوس أموالها بحرية كاملة سواءً باليوان الصيني أو العملات الأجنبية و أنها سوف توفر للشركات الصينية كل ما تتطلبه عمليات شراء العملات الأكنبية من تسهيلات من أجل تشغيل و تمويل أعمالها الدولية خارج الصين. بناءً على القرارات الصينية الجديدة، يُرخص للشركة أو المؤسسة الصينية بأن تخصص ما تمويلات بواقع 30% من القيمة الأساسية لأسهمها لصالح فروعها الخارجية. كما صرح "صن لوجون" أحد مسئولي الإدارة الصينية المشار إليها بما يلي:

"لقد قمنا باختبارات الضغط و اكتشفنا أن الحد الأقصى لتفقدات الاستثمارات الخراجة من الصين لا يتجاوز 30 مليار دولار و هو ما سوف نتعامل معه في إطار آلية جديدة"..

ماليزيا:

قامت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف ماليزيا للعملة المحلية من A - plus إلى A و ذلك بسبب المخاوف التي تنتاب الوكالة حيال تفاقم عجز الموازنة الماليزية. يُذكر أن قراءة الناتج الإجمالي المحلي الماليزي سجلت هذا العام 7.7%..

التعليقات:

لم تكن انتخابات رئاسة حزب المحافظين في عام 1990 هي المرة الأولة التي تواجه فيها "مارجريت تاتشر"، رئيس وزراء بريطانيا، تحدياً عنيفاً من جانب المنافسين من أعضاء الحزب، ففي أواخر عام 1989 واجهت "تاتشر"، في أعقاب استقالة "نيجل لاوسون"، منافسة لا يعتد بها من أحد صغار أعضاء الحزب، "أنتوني ماير"، و على الرغم من أن المنافسة لم تكن قوية بما فيه الكفاية لإثارة قلق رئيس الوزراء، إلا أن 60 من أعضاء الحزب فشلوا في محاولات دعم الرئيس "تاتشر" سواءً من خلال معارضة المرشح المنافس أو عن طريق الامتناع عن التصويت لتجد "تاتشر" نفسها في موقف صعب حيث صار الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام المنافسة الشديدة على رئاسة الحزب مما وضع منصب رئيس الحزب محل تساؤلات عديدة..

و على الرغم من ذلك، تجاهل المستثمرون الدوليون في ذلك الوقت جميع المخاوف السياسة ذات الصلة بزعامة الحزب الحاكم للمملكة المتحدة، و بدلاً من ان تؤدي هذه المخاوف إلى تراجع الاستثمارات في الإسترليني و أصوله، تعرض الإسترليني لعمليات شراء مكثفة و على مدار 11 شهر مما رفع زوج (الإسترليني / دولار) إلى مستوى 1.94 حتى أكتوبر من عام 1990. لذا من الطبيعي أن نتسائل عن السبب في الهبوط المفاجئ للإسترليني على مدار الأيام القليلة الماضية و حتى صباح أمس و بسبب الاضطرابات السياسية و الشائعات التي ترددت حول استقالة "براون" مع أن الموقف قريب الشبه للغاية لما حدث لـ"تاتشر" عام 1990..

بعد ذلك اتخذت الأحداث مساراً مختلفاً لتزداد سوءً بسبب استقالة نائب رئيس الوزراء، "جيوفري هو"، في الأول من نوفمبر 1990 في أعقاب التصريحات التي أطلقتها رئيس وزراء المملكة المتحدة و التي انتقدت من خلالها رؤية المفوضية الأوروبية لمسألة التكامل الأوروبي. لم يمر الكثير نمن الوقت حتى أعلن الوزير السابق "مايكل هيسيلتاين" أنه سيخوض انتخابات رئاسة الحزب الحاكم (حزب المحافظين) أمام "تاتشر". و بظهور تهديد جديد لمنصب رئيس الحزب الحاكم و رئيس الوزراء للمرة الثانية في نفس العام، ظهرت الآراء في ذلك الوقت لتشير إلى أنه على رئيس الوزراء البريطانية أن تحقق انتصاراً مدوياً كاملاً حتى تحتفظ بمنصبها، و إلا استجدت الكثير من العوامل التي تجبرها على التنحي. كان من شأن هذه الأجواء السياسية المليئة بالاحتقان و الاضطراب أن توقف تعافي و انتعاش الإسترليني ليغادر زوج (الإسترليني / دولار) مستوى 1.9 في منتصف نوفمبر هابطا ً إلى مستويات أقل بكثير..

و بالفعل أجريت الجولة الأولى من انتخابات رئاسة الحزب الحاكم في 20 نوفمبر 1990. و على الرغم من تلقي رئيس الوزراء لدعم الأغلبية داخل الحزب الحاكم، لم تتمكن "تاتشر" من حسم النزاع و القضاء على التحدي لذا دخل الجميع في جولة ثانية من الانتخابات. و مع إصرار "تاتشر" على القتال من أجل منصبها و رئاستها لحزب المحافظين، وجدت "تاتشر" نفسها أمام وابل من النصائح من جانب مؤيديها بالوزراة يشير إلى ضرورة انسحابها لتخسر بذلك الاختبار الثاني و هو ما حملها على الاستقالة و التنحي عن رئاسة الحزب في 22 نوفمبر 1990. بعد ذلك أجريت الجولة الثالثة من انتخابات رئاسة حزب المحافظين في 27 نوفمبر و التي أسفرت عن فوز "جون ميجور" برئاسة الحزب في الثامن و العشرين من نوفمبر حيث حصد 185 صوت من الأصوات المشاركة في الانتخابات بفارق كبير عن "مايكل هيسيليتاين" الذي أحرز 131 صوت فقط..

كان يوم الثامن و العشرون من نوفمبر 1990يوماً درامياً في حياة الإسترليني حيث واجه كماً مهولاً من سوء الحظ حيث كان يوماً مليئاً بالمفاجآت التي أسلمت المستقبل السياسي البريطاني للمجهول حيث تولى "ميجور" رئاسة الحزب الحاكم و هو الرجل الذي لم يظهر على الساحة السياسية سوى مؤخراً في صيف عام 1989 عندا حل محل "جيوفير هو" في وزارة الخارجية وثم انتقل إلى وزارة المالية بعد ذلك بثلاثة أشهر ليحل محل "نيجل لاوسون". وقتها هبط الإسرليني هبوطاً مأساوياً و ظل لما يزيد على الشهر يعاني من ضغوط كبيرة ليفقد 6% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي..

إذن فما هي الدروس المستفادة التي من الممكن أن نستخلصها من أحداث عامي 1976 و 1990و التي كانت ذات أثر كبير على الإسترليني؟

أول هذه الدروس هو أن الإسترليني يتمتع بمقاومة طبيعية للتأثر بالأحداث و التغيرات و التطورات على الصعيد السياسي و تغير القيادات داخل الحزوب الحاكم. و هو ما يتضح جلياً من خلال النقلة التي انتقلتها العملة ما بين يومي الأربعاء الماضي و صباح أمس. علاوة على ذلك، نجد أن الارتفاع الكبير الذي حققه الإسترليني في التعاملات الليلية بالأمس يشبه إلى حدٍ كبير ما حققته العملة في أعقاب تررد الأنباء للمرة الأولى عام1990 حول تهديدات تمس منصب رئيس الحزب الحاكم حيث ارتفع الإٍسترليني بعد ظهور هذه التهديدات للمرة الأولى، إلات أنه انخفض عند الظهور الثاني الهذه التهديدات و المخاوف. على ذلك لن نندهش إذا ما وجدنا إن الإسترليني يبدأ رحلة الإياب مستهدفاً المستويات المنخفضة التي ختم بها تعاملات الأسبوع الماضي مع استمرار حالة عدم الاستقرار و إحاطة منصب رئيس الحزب الحاكم و رئيس الوزراء البريطاني "جوردونن براون" بالكثير من الشكوك..

كما يتوافر لدينا أيضاً درساً مستفاداً آخراً من الوضع الحالي للإسترليني، إلا أنه درس طويل المدى يتم تعلمه بمرور الوقت. فعلى الرغم من تمكن "تاتشر" من البقاء في السلطة عام 1989 و كسبها التحدي في المرة الأولى، أصيبت سلطته داخل الحزب بحالة من الضعف و الوهن الشديدين مما جعل مسرح الأحداث مهيئاً لاستقبال الجولة الثانية من التحدي و التي حدثت بالفعل في 27 نوفمبر 2007. و عند أخذ ذلك في الاعتبار، لا يمكن تجاهل حالة الضعف الشديد و تراجع الشعبية منقطع النظير لرئيس الوزراء الحالي جوردون براون" حيث هبط إلى أسفل المنازل السياسية، خاصةً و أن أنظار الناخبين تتوجه في الوقت الحالي إلى وزير الداخلية البريطاني لشغل منصب رئيس حزب العمال مما يوفر الفرصة أمام الحزب في الحصول على موقف قوي في الانتخابات العامة. و الأخطر من ذلك أن الأحداث و الاضطرابات الأخيرة جاءت لتفتح الباب أمام تحديات جديدة على رئاسة الحزب و التي يقد عليها أعضاء جدد من المرجح أنهم سيخسرون من الجولة الأولى. في ضوء ما سبق لابد و أن نعترف بأننا سوف نبدأ على الفور في مراجعة مواقف صفقات الإسترليني التي اتخذناها من قبل..

_____________________________

المصدر: Bank of New York Mellon

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..