شهادة "برنينك" أمام مجلس الشيوخ: تفاؤل و لكن.. (تعليق السوق 25-2-2009)

شهادة "برنينك" أمام مجلس الشيوخ: تفاؤل و لكن..

موضوعات للمتابعة – الفترة القادمة

-القراءة النهائية للناتج الإجمالي المحلي الألماني. ربع سنوي
-الناتج الإجمالي المحلي لهونج كونج. ربع سنوي
-القراءة الأولية للناتج الإجمالي المحلي للمملكة المتحدة. ربع سنوي
-مبيعات المنازل الأمريكية.
-الجلسة الثانية من شهادة برنينك.

تعليق السوق:

قدمت شهاد "برنينك" نصف السنوية أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بعض الأخبار الجيدة التي تهافتت عليها الأسواق أملاً في إحراز أي قدر من التقدم. كما لقيت تعليقاته على مسألة استبعاد فكرة التأميم الكامل للجهات و المؤسسات المصرفية الأمريكية ترحيباً واسع النطاق مما ساعد البورصات الأمريكية على الارتداد الإيجابي علاوة على ما تردد من أن نصيب الحكومة من "سيتي جروب" لن يتجاوز نسبة الـ (40%). أما باقي الشهادة فلم يقدم أي جديد حيث اقتصر على التشديد على أن هناك الكثير من المخاطر التي تهدد الاتجاه الصاعد للاقتصاد الأمريكي و أن بينما يعتمد أي قدر من تعافي الاقتصاد الأمريكي على عودة النظام المالي إلى سابق عهده من الاستقرار و الفاعلية. و أخيراً وصف "برنينك" خطة الإنقاذ المصرفي بأنها "الأمل الأقرب إلى التحقق". كما رجح أن التعافي من الركود الحالي لن تشهده الولايات المتحدة قبل عامين أو ثلاثة من الآن، إلا أنه في نفس الوقت فشل في تناول مسألة التسهيل الائتماني المكثف و السياسة النقدية التي تعتمد على التخفيف التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي علاوة على غياب أي معلومات إضافية حول إمكانية شراء البنك لسندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل. على الرغم من ذلك، عبرت الأسواق عن حالة من الارتياح تجاه التخلص من موجة السلبية التي انتابت معظم البيانات الاقتصادية و تحول وول ستريت إلى حالة أكثر إيجابية لترتفع بنسبة 4%..

على صعيد البيانات الاقتصادية، فلا يوجد ما يثير البهجة على الإطلاق حيث استأنفت أسعار المنازل الأمريكية الهبوط السريع الذي بدأته في أوائل الأزمة في ديسمبر. هبط مؤشر S&P/Case-Shiller لأسعار المنازل إلى 18.6% على أساس سنوي ليعلن عن إضافة المزيد من الضغوط على مستويات أسعار المنازل بصفة عامة من خلال استمرار عمليات الحجز و المصادرة لمنازل المتعثرين. بينما هبط مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي هبوطا حاداً ليسجل 25 أي أقل من قراءة الشهر الماضي التي سجلت 37.7 تأثراً باستمرار تدهور أوضاع التوظيف و هي الأوضاع التي تثير التشاؤم بين المستهلكين. كما أظهر مسح الثقة أن إيجاد وظيفة في الولايات المتحدة أصبح من أصعب المهام التي من الممكن أن يقوم بها المواطن الأمريكي و هي درجة الصعوبة التي سجل المسح زيادتها إلى 47.8% مقابل 41.1-% في يناير الماضي، كما أشار إلى أن عدد المتقدمين للانتفاع بإعانات البطالة الأمريكية قد انخفض بنسبة 4.4% مقابل 7.1% في الشهر السابق. على ذلك، يبقى معدلي صعوبة الحصول على وظيفة و زيادة المستفيدين من إعانات البطالة ثابتاً عند 11 نقطة مما يشير إلى إمكانية زيادة معدل البطالة إلى 8%..

كما كان هناك من بين البيانات الاقتصادية ما يشير إلى المزيد من الضعف الذي بدأ في التهام الاقتصاد الياباني حيث اتسع عجز ميزان التجارة الياباني ليسجل 952.6 مليار ين ياباني مقابل 322.3 مليار سجلتها قراءة ديسمبر وهوما يشير إلى اتساع العجز للشهر الرابع على التوالي و الذي لم يسبق لأكبر الاقتصادات التصديرية أن شهده من قبل، يفسر ذلك ما سجلته الصادرات اليابانية من هبوط حاد بنسبة 45.7% على أساس سنوي. يذكر أن الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة كان له دور غياب القدر المطلوب من الدقة حيث جاءت هذه الاحتفالات في يناير بدلاً من فبراير الذي شهد الاحتفالات العام الماضي، على الرغم من الاضطراب الذي تسبب فيه هذا الاحتفال في البيانات الاقتصادية، إلا أن اتجاه الاقتصاد الياباني يبدو في غاية الوضوح حيث بدأت اليابان في التحول إلى الاتجاه الهابط على جميع الأصعدة و في جميع كل القطاعات و هو ما تؤيده عمليات خفض الانتاج و تسريح العمالة المكثفة باليابان و هو ما يمثل دق أول مسمار في نعش الاقتصاد الياباني..

هذا و لم تلق الصحافة الأمريكية طوق النجاة للأسواق من خلال خطاب أوباما أمام الجهات النيابية في إطار الجلسة المشتركة للكونجرس الأمريكي حيث تضمن الخطاب القليل من الأخبار الجديدة على الرغم من تشديد الرئيس أوباما على أن إصلاح الاقتصاد الأمريكي سوف يكلف الأمريكيين الكثير و الكثير و أنه لا يمكن الاعتماد على التريلليون دولار التي تم تخصيصها لهذا الغرض حتى الآن، إلا أن أوباما لم يحدد رقماً معيناً أثناء حديثه، ربما لأن الصورة الكاملة لم تتضح أمامه بعد في الوقت الحالي. يذكر أن إيقاع الحديث الرئاسي غلبت عليه النغمة المرتفعة و الألفاظ البلاغية المثيرة حيث يمكن أن نطلق عليه "صرخة التعافي و إعادة هيكلة الاقتصاد الأمريكي" حيث ظل أوباما يردد "سوف نحقق التعافي لتعود الولايات المتحدة إلى سابق عهدها بالازدهار". و لعل هذا ما يدفعنا إلى القول بأننا ننتظر حدوث ذلك و ما إذا كانت الأيام القدمة ستؤيد أوباما في خطاباته الرنانة أم أنها ستفضل التخلي عنه..

على صعيد البنك المركزي الأوروبي، صرح "فيبر" بأن هناك بعض الدول الأوروبية المهددة بالإفلاس في الوقت الحالي و أنه لا يرى أي بادرة لسيناريو منطقي يمكن لمنطقة اليورو تنفيذه لتدارك الموقف. وتعليقاً على الاقتراح الذي ترددت الأنباء بشأنه في الأيام القليلة الماضية بشأن إمكانية إصدار ألمانيا و غيرها من دول الاتحاد الأوروبي سندات و طرحها للتداول بهدف توفير مصادر دعم تمويلي للدول الأوروبية المهددة بالإفلاس مثل اليونان و أيرلندا، قال "فيبر" أن هذا هو الطريق الخطأ الذي من الممكن أن تسلكه المنطقة للمرة الثانية على التوالي مبرراً قوله بأن المسئولية المشتركة عن تمويل إحدى دول الاتحاد تقع خارج نطاق الإطار الدستوري للاتحاد الأوروبي. كما شدد على ضرورة أن تكون أي مساعدة للدول المتضررة من الأزمة الاقتصادية لابد و أن تتم في إطار ضوابط صارمة و محددات قوية لضمان تحمل كل دولة من الدول المتقدمة بطلب الحصول على مساعدات مالية لمسئولية السياسة النقدية الخاصة بها علاوة على ضمان التزام هذه الدول بالسداد. تأثراً بهذه التصريحات واجه اليورو حالة من التذبذب ليتماسك عند مستوى 1.2800 إلا أنه بدأ في الارتداد ببطء..

https://forum.arabictrader.com/uploa..._dan_kozen.jpg

أما البورصات الأسيوية فكان لها رد فعل غير واضح المعالم تجاه إغلاق وول ستريت حيث شارك نيكاي في الحفل ليقتنص قطعة من كعكة المكاسب محققاً ارتفاعاً بنسبة 2.5%، بينما حقق مؤشر البورصات الأسترالية هبوطاً طفيفاً. أما بورصات شمال آسيا فقد تجاوزت المحنة ليختفي اللون الأحمر تدريجياً و هو ما يشير إلى عدم إمكانية تحقيق مكاسب اعتماداً على المخاطرة أثناء الفترة الأمريكية في سوق العملات..

تاجروا بحذر.........

_______________________________________
المصدر: Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..