ليس هناك تغيير أساسي


ما هي الإحصائية الأكثر أهمية في الاقتصاد؟ نعم، ذلك هو السؤال الخدعة. انه الشيئ الذي يدل على نهاية الركود.
وبحلول الوقت الذي انتهى به هذا الهبوط فان هذا الرقم قد يكون المؤشر الاقتصادي الأكثر شهرة للجيل الماضي. ولكن بالمثابرة التي كانت تسعى بها و لم تصل بعد. وفي الولايات المتحدة، ليس هناك دلائل على ان الركود قد وصل إلى الأسفل، ناهيك عن العلامات الواضحة على الانتعاش.

ان سوق الإسكان في الولايات المتحدة، والائتمان العقاري والائتمان الرئيسي واحتجاز الرهن والتخلي عنها لا يزال في هبوط. لقد كانت مبيعات المنازل الجديدة في ديسمبر 331000 وكانت أقل 63% من مستوى يناير 2007 و 44% أقل من يناير 2008. ان المساكن المتراكمة والغير مباعة حسب السعر الحالي قد ارتفع الى 12.9 شهرا. وحصلت مبيعات المنازل القائمة على نسبة 6.5% الى 4.74 مليون دولار ولكن معظم هذه الزيادة يرجع إلى احتجاز الممتلكات. لقد كانت مبيعات ديسمبر الحالي بنسبة 26% أقل من يناير 2007 و 3% أقل من يناير من هذا العام. ان أسعار المنازل التي يتم البيع بها هي أقل 15.3% مما كان في ديسمبر من العام الماضي، وفي نوفمبر من العام الماضي كان الانخفاض سنة على سنة بنسبة 13.6%. وان انخفاض ديسمبر هو الانخفاض السنوي الأكبر في هذه السلسلة التي بدأت في عام 1968. ان دراسة كيس شيللر لأسعار المساكن في منطقة العاصمة قد أفادت بهبوط 18.2% في الاسعار من سنة إلى أخرى في نوفمبر، وفي أكتوبر كان الانخفاض 18.0%، وفي سبتمبر 17.4% وفي يناير بنسبة 11%. ولا يزال الانخفاض في الاسعار في تسارع. وان بناء المساكن وتصاريح البناء هي أقل اندفاعا في ديسمبر ونصف ما كانت عليه في بداية العام.

ان الاسكان مهم لسببين: أولا، هو الجزء الأساسي من الأصول المدعومة من الانهيار. وان معظم هذه الأصول لا تزال موضوعة على سجلات البنوك. وما دامت أسعار المساكن تتواصل في الانخفاض فانها بذلك ستكون أسعار قيمة السوق لتلك الأصول السكنية. حتى يتم التخلص من تلك التأمينات أو تستعيد قيمهم بمستويات أفضل للإقراض المصرفي والتي ستظل مقيدة بسبب احتمال وقوع المزيد من الخسائر في المحفظة والتي سيكون عليها أن تخصص لزيادة في رأس المال. وثانيا, التنبؤ للانتعاش في المستقبل، والمستهلكين سيكونون في إضراب. وإذا كانت قيمة الأصول الرئيسية لا تزال بانخفاض فان هناك احتمال في أن تعود إلى المتاجر والوكلاء لشراء شاشات البلازما والسيارات. حتى ولو كانت مخاوف الوظيفة غير متواجدة مع الخطر المتزايد واضافة العبئ الزائد فان المستهلكين سيكونوا معارضين للانفاق على الأقل بدون نتيجة في سوق الإسكان.

لقد تقلص الناتج المحلي الاجمالي الاميركي في الربع الاخير بنسبة 3.8% سنويا ولكن هذا الرقم يخفي الناتج المحلي الإجمالي الذي تم انتاجه في تراكم المخزون. وقد يكون عدم رد فعل المصنعين بالسرعة الكافية لحالة الركود وخفض الإنتاج للحفاظ على مواكبة انهيار المشتريات. ان هذا المخزون المفرط سيخفض الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول ما لم يكن هناك ارتفاعا في الاستهلاك. وبدون ذلك المخزون فقد يتقلص الناتج المحلي الإجمالي نحو 5.1%. وانخفض انفاق الاستهلاك الشخصي (PCE) بنسبة 3.5% في الربع الرابع، على الرغم من انخفاض سعر البنزين ووقود التدفئة بالمفرد الى أقل بكثير. لقد أعطى انخفاض أسعار البنزين للمستهلكين بشكل فعال دفعة في الدخل ولكن لم يرتفع الإنفاق في المقابل، وانما هبط. وانخفض انفاق الاستهلاك الشخصي (PCE) بنسبة 3.8% في الربع الثالث. وانخفض الانتاج الصناعي الامريكي أيضا خلال ستة من الأشهر التسعة الماضية إلى ديسمبر.

لقد القت قوائم الرواتب بمعدل 510000 وظيفة في الشهر في الربع الأخير. وان معدل البطالة هو 7.2% ومن المرجح أن يرتفع بنسبة 7.5% يوم الجمعة؛ وفي العام الماضي كانت 5.0%. وان زيادة 50% خلال اثني عشر شهرا ستقوم بتثبيط المتسوقين في مراكز التسوق. ان ثقة المستهلك ومؤشر شيكاغو للمشترين واستقصاءات معهد ادارة الامداد كلها في أو بالقرب من أدنى مستوياتها على الاطلاق.

عند حدوث تحسينات في مجال الاحصاءات فان النتائج لا تزال سلبية. اما الارقام ليست سيئة تماما كما هو متوقع مثل الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير، أم هي أعلى بقليل من مستويات الكساد الساحقة. لقد سجلت مبيعات المنازل القائمة زيادة 6.5% في ديسمبر لكنها لا تزال أقل من ما يقرب من ثلث ذروتها. وان انخفاض أكثر من 50% في اسعار البنزين الذي هو الشيئ الإيجابي الوحيد في الصورة الاقتصادية لم تتم ترجمته إلى انفاق المستهلكين. ان الانخفاض في النفط أو الغاز لا يمكن أن يعوض الخوف من فقدان الوظيفة الفعلية. ان صدمة سعر برميل النفط 147 دولار ودفع 4 دولارات في محطة البنزين لن تزول بسهولة. ان المستهلكين يفترضون امكانية العودة الى تلك المستويات.

والغرض من هذه الاعادة ليس لجعل القراء ان يشعروا باليأس ولكن لتذكير القراء أنه حتى مع حرص الأسواق على استعادة التكهن بالتعافي فأنها لن تقوم بذلك دون أدلة. وكما قال والد الفريد دوليتل/ أليزا "نحن على استعداد للتعافي ونحن نرغب بالتعافي ونحن في انتظار التعافي"، ولكن حتى السيد دوليتل المتفائل فانه لن يفعل ذلك دون اشارة. وتلك الاشارة ليست وشيكة.
جوزيف تريفيساني
شركة اف اكس سوليوشنز
محلّلُ السوق الرئيسي
[email protected]