النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: سلسلة قصص وعبر!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي سلسلة قصص وعبر!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سأخصص هذا الموضوع لأضع فيه قصص نأخذ منها العبرة من السابقين والمعاصرين وهي مخصصة لقصص الذين يلجأون لله وحده ويسلكون الطرق التي فيها مرضاته ونتائجها على من عمل بها .


    وأطلب من الجميع عدم الرد في هذا الموضوع ليكون مترابطا ولابأس باضافة القصص المعبرة عن ماذكرت .

    وأكرر ارجو عدم الرد حتى ولو بالدعاء فمن اعجبه الموضوع ارجو ان يدعولي ولوالدي وللمسلمين جميعا بظهر الغيب ولاداعي لتسطيره هنا .


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »






    فنعم عقبى الدار

    عن محمد بن عبد الواحد وكان من الصالحين قال: ركبنا البحر فأصابتنا أهواله فألقتنا إلى جزيرة من جزائره، فخرجنا إليها فإذا رجل يعبد صنماً من دون الله فقلت له: من تعبد؟
    فقال: هذا وأومأ بيده إلى الصنم
    فقلنا له: ما هذا إله، هذا لا شيء، عندنا في المركب من يعمل مثله وخيراً منه
    قال: وأنتم من تعبدون؟
    قلنا: نعبد الله الملك الذي في السماء عرشه، وفي الأرض مشيئته، وفي البحر قدرته، وفي الموتى قضاؤه، وفي الأجنة في بطون أمهاتنا ينفذ حكمه
    قال: وما علمكم بهذا الذي تقولون؟
    قلنا: بعث إلينا رسولاً كريماً فأخبرنا بذلك
    قال: وما فعل ذلك الرسول؟
    قلنا: أدى الرسالة وأدى الأمانة ثم قبضه الله إليه

    قال: فهل عندكم من علامة؟
    قلنا له: ترك كتاب الملك
    قال: فاقرؤوني كتاب هذا الملك
    فأتيناه بالمصحف فقرأنا عليه منه فبكى، وقال ينبغي لصاحب هذا الكتاب ألا يعصى، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله – صاحب هذا الكتاب – وأشهد أن محمداً رسول الله – الذي جاء به -

    فعلمناه شرائع الإسلام وسوراً من القرآن وحملناه معنا في المركب
    فلما صلينا العشاء ذهبنا لننام فقال: يا قوم هذا الإله الذي دللتموني عليه أينام إذا جاء الليل؟
    قلنا له: هو عظيم شأنه لا ينام

    فقال: بئس العبيد أنتم إذ تنامون ومولاكم لا ينام
    فأقبل على عبادته يصلي الليل والنهار


    فجمعنا له دراهم وأعطيناه إياها فقال: ما هذا؟
    قلنا تنفقها وتستعين بها على عبادة ربك

    فقال: أنا كنت في جزيرة أعبد صنماً فلم يضيعني وأنا لا أعرفه ولا أعبده
    فكيف يضيعني اليوم وأنا أعرفه وأعبده؟.


    فلما كان بعد أيام جاءته سكرات الموت فرأيت في المنام روضة خضراء فيها قبة وفي القبة سرير عليه جارية لم ير أحسن منها وهي تقول: سألتك بالله إلا ما عجلت به إلي فقد اشتد شوقي إليه

    فاستيقظت مرعوباً فإذا هو ميت فغسلناه وكفناه وواريناه التراب

    فلما كنت في النوم رأيت تلك الروضة وهو إلى جوار تلك الجارية وهو يكرر هذه الآية:
    (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    ماشطة ابنة فرعون

    يتجلى في هذه القصة إيمان المرأة الداعية – شقيقة الرجل ونصفه اللطيف – القوي الذي يجعل منها في الحق لبؤة قوية ، ثابتة العقيدة كالجبال الرواسي ، قوية النفس كالعاصف الدويّ، لا تبيع دينها بمنصب ولا مال ولا دنيا مهما كانت الدنيا مقبلة غويّة .
    فهي ماشطة ابنة فرعون ، تعيش وأسرتها في بحبوحة ويسر ، ورغد وهناءة ، قريبة إلى قلب فرعون البلاد ، استأمنها على بناته ونسائه ، فكانت عند حسن ظنه في أداء عملها ....
    لكن هذه النعمة التي يحسدها عليه كثير من النساء ، وهذه الحظوة التي نالتها عند مليك البلاد لم تضعف دينها – وهي تعيش بين عتاولة الكفر وسدنة الضلال – بل جعلتها تشكر نعمة ربها أنْ هيّأ لها هذه النعمة ، وبوّأها تلك المكانة ... فجاء الابتلاء والاختبار على قدْر الإيمان ، وكانت جديرة أن يخلدها التاريخ في دنيانا ، وأن يكون الفردوس الأعلى مثواها ومأواها ..
    فما قصة ماشطة ابنة فرعون يا ترى ؟!
    فقد ذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه ليلة أسريَ به إلى بيت المقدس وجد رائحة طيبة ملأت صدره الطاهر وآنسته في مسراه ، فالتفت إلى رفيق سفره وأمين الله في رسالاته إلى الأنبياء الكرام يسأله عن سر هذه النسمة المباركة فقال :
    يا أخي جبريل ؛ ماهذا العبق الآخّاذ الذي ملأ المكان .
    قال جبريل : هذه رائحة قير ماشطة ابنة فرعون وزوجها وابنهما .
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم : كأن فرعون قتلهم ؛ أليس كذلك يا أخي جبريل ؟
    قا جبريل : بلى يا محمد ؛ أصبت كبد الحقيقة .
    قال : هذا دأب الظالمين ، قد خبـِرت الكثير من أمثال فرعون في مكة وغيرها .
    قال جبريل : هم كذلك في كل زمان ومكان ، نسخة واحدة تتكرر في البطش والتنكيل ، وظلم البشر ، والتجبر عليهم .
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : فما قصتهم يا أخي جبريل ؟.
    قال : كان الرجل وزوجته من المؤمنين الأتقياء - إن الطيور على أشكالها تقع – رزقا طفلاً أرضعاه لبن الإيمان والتقوى ، وكانا يكتمان إيمانهما في هذا السيل من الكفر الطامي ، وكلما وجدا في إنسان بذرة خير واطمأنا إليه دعَواه إلى الإيمان بالله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد . ويظل الداعية آمناً في حياته إذا لزم جانب الحذر ، وعرف كيف يظهر إيمانه ومتى؟
    لكنّ الحذر لا ينجي من القدَر . والدنيا دار ابتلاء يسعد فيه من نجح في الامتحان ، ويهوي فيه من نكص على عقبيه . وباع باقياً بزائل .
    قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : فكيف كُشف أمرُهما ؟
    قال جبريل عليه السلام : بينما كانت المرأة تمشّط شعر بنت فرعون وقع المشط من يدها ، فانحنت تتناوله قائلة باسم الله . .. فانتبهت ابنة فرعون إلى قولها ، وكأنها استحسنته . فابتسمت بوجه المرأة تشكرها على إيمانها القوي بالمتألّه المتكبر فرعون . ثم قالت لها متلطفة ومتأكدة بآن واحد : تقصدين أبي - الإله العظيم – أليس كذلك ؟.
    لو أرادت المرأة أن تستدرك ما قالته لأجابت إجابة مبهمة ملمّحة ليست واضحة ، كأن تبتسم بوجه الفتاة ، وتغبطها على حبها لأبيها ، أو تتمتم بألفاظ غير مفهومة توحي بالاعتذار ، أو تشاغلها بحديث آخر يبعدها عن الجواب ..
    ولعل امتعاضها من هذا السؤال غير المتوقع كشف خبيئتها ، وفضح مستورها ... ولعلها ظنت بالفتاة خيراً ، ورأت الوقت مناسباً للمصارحة بالحقيقة والدعوة إلى الله .. ولم لا؟ فامرأة فرعون نفسها آمنت بالله رباً واحداً لا شريك له ، وبموسى عليه السلام نبياً ، وكفرت بزوجها الدعيّ المتجبّر ، وسألت الله تعالى أن ينجيها من فرعون وعمله ، وأن يبني لها بيتاً في الجنة ، فلم لا تكون ابنتها مثلها ؟!
    قال المرأة : بل باسم الله خالق السموات والأرض ، رب العالمين .
    قالت الفتاة : أنت تقصدين والدي بالطبع .
    قالت المرأة بل أقصد الله ربي وربـَّك وربَّ أبيك .
    قالت الفتاة محتدّة : ماذا تقولين يا مرأة ؟
    قالت الماشطة بهدوء واتزان : إن أباك بشر مثلي ومثلك يا ابنتي ، لا حول له ، ولا قوة ، وما فرعون إلا رجل كبقية الرجال يأكل ويشرب ، وينام ويستيقظ ، ويمرض ويصح ... إنه مخلوق يا ابنتي ، فلا تغرّنّك المظاهر الكاذبة الخادعة .
    قالت الفتاة الغرّيرة مستاءة ممن حطّم آمالها الطفولية بأبيها – وكل فتاة بأبيها معجبة – لأشكونّك إلى أبي ما لم تعودي عن قولك هذا .
    قالت الماشطة : بل تعس أبوك من متكبر لا يؤمن بيوم الحساب .
    وصل الخبر إلى فرعون ، فامتلأ غضباً وتاه كِبراً ، أفي قصره من يكفر به ؟ أوَصَلَ أتباع موسى إلى مأمنه ومكمنه ؟ يا للفضيحة ! .. وأسرع يستجلي الخبر ليئده في مكانه قبل أن يستفحل خطره في القصر ، ثم بين المقربين ... قد انتشر بين العامّة فلا ينبغي أن يصل إلى عرين فرعون .
    قال فرعون : أصحيح ما قالته الفتاة ؛ أيتها الماشطة؟!
    قالت : نعم أيها الملك ، فلا إله إلا الله وحده ، لا شريك له .
    قال مهدداً متوعّداً : ألك رب غيري ؟.
    قالت المرأة : ربي وربك الله الذي في السماء ؛ أيها الفرعون .
    قال لأقتلنّك إن فعلتِ .
    قالت : لكل أجل كتاب ، وإلى الله المصير .
    قال فرعون : أزوجك صابئ مثلك ؟ لأقتلنكما معاً .
    وجيء بالزوج ، فأعلن شهادة الحق المدوية في أذن التاريخ أنْ لاإله إلا الله ، وحده لا شريك له .
    والفراعنة في كل زمان ومكان لا يحبون أن يسمعوا قولة الحق ، ولا يقرون بها ، ويعذبون أصحابها ويقتلونهم ... لكنْ أن يٌقتل الأطفال بجريرة غيرهم أمرٌ في غاية الهمجية والوضاعة ؟! هذا دأب الجبابرة العتاة والشياطين المردة .
    وكما فعل أصحاب الأخدود بالمؤمنين فعل فرعون بهذه الأسرة الصغيرة المؤمنة ، فأوقدت النار في نقرة كبيرة من نحاس عميق ،
    فلما اشتد أوارها قالا له : إن لنا إليك حاجة .
    قال فرعون : ماهي ؟
    قالا: أن تجعل رفاتنا في ثوب واحد ، فتدفنه في حفرة واحدة .
    قال : ذلك لكم لِما لكما علينا من حق خدمتكما لنا .
    وألقي الرجل فيها أولاً ، فكان رابط الجأش ، نديّ اللسان بذكر الله عز وجل .
    وكما نطق رضيع في قصة الأخدود يحث أمه على الدخول في الأخدود دون خوف ولا نكوص فرمت به وبنفسها فكانت من الخالدين نطق الرضيع هنا قائلاً لأمه : اصبري يا أماه فإنك على الحق ، واقتحمي النار ، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .. فاقتحمتها لتفوز الأسرة بالنعيم المقيم في جوار رب محب رحيم .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    التوكل على الله


    حكي ان حاتما الأصم كان رجلا كثير العيال، وكان له اولاد ذكور واناث، ولم يكن يملك حبة واحدة، وكان قدمه التوكل. فجلس ذات ليلة مع اصحابه يتحدث معهم فتعرضوا لذكر الحج، فداخل الشوق قلبه، ثم دخل على اولاده فجلس معهم يحدثهم، ثم قال لهم: لو أذنتم لأبيكم أن يذهب الى بيت ربه في هذا العام حاجا، ويدعو لكم، ماذا عليكم لو فعلتم؟ فقالت زوجته وأولاده: أنت على هذه الحالة لا تملك شيئا، ونحن على ما ترى من الفاقة، فكيف تريد ذلك ونحن بهذه الحالة؟ وكان له ابنة صغيرة فقالت: ماذا عليكم لو أذنتم له، ولا يهمكم ذلك، دعوه يذهب حيث شاء فإنه مناول الرزق، وليس برازق، فذكرتهم ذلك. فقالوا: صدقت والله هذه الصغيرة يا أبانا، انطلق حيث احببت. فقام من وقته وساعته واحرم بالحج، وخرج مسافرا وأصبح أهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم، كيف أذنوا له بالحج، وتأسف على فراقه اصحابه وجيرانه، فجعل اولاده يلومون تلك الصغيرة، ويقولون: لو سكت ما تكلمنا. فرفعت الصغيرة طرفها الى السماء وقالت: إلهي وسيدي ومولاي عودت القوم بفضلك، وأنك لا تضيعهم، فلا تخيبهم ولا تخجلني معهم.




    فبينما هم على هذه الحالة إذ خرج أمير البلدة متصيدا فانقطع عن عسكره واصحابه، فحصل له عطش شديد فاجتاز بيت الرجل الصالح حاتم الأصم فاستسقى منهم ماء، وقرع الباب فقالوا: من انت؟ قال: الأمير ببابكم يستسقيكم. فرفعت زوجة حاتم رأسها الى السماء وقالت: الهي وسيدي سبحانك، البارحة بتنا جياعا، واليوم يقف الأمير على بابنا يستسقينا، ثم انها اخذت كوزا (وعاء صغير للشرب) جديدا وملأته ماء، وقالت للمتناول منها: اعذرونا، فأخذ الأمير الكوز وشرب منه فاستطاب الشرب من ذلك الماء فقال: هذه الدار لأمير، فقال: لا والله، بل لعبد من عباد الله الصالحين عرف بحاتم الأصم. فقال الأمير: لقد سمعت به. فقال الوزير: يا سيدي لقد سمعت انه البارحة احرم بالحج وسافر ولم يخلف لعياله شيئا، وأخبرت أنهم البارحة باتوا جياعا. فقال الأمير: ونحن ايضا قد ثقلنا عليهم اليوم، وليس من المروءة ان يثقل مثلنا على مثلهم. ثم حلّ الأمير منطقته من وسطه ورمى بها في الدار، ثم قال لأصحابه: من أحبني فليلقِ منطقته، فحل جميع اصحابه مناطقهم ورموا بها اليهم ثم انصرفوا. فقال الوزير السلام عليكم اهل البيت لآتينكم الساعة بثمن هذه المناطق، فلما نزل الأمير رجع اليهم الوزير، ودفع اليهم ثمن المناطق مالا جزيلا، واستردها منهم. فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاءا شديدا فقالوا لها: ما هذا البكاء إنما يجب ان تفرحي، فإن الله وسع علينا. فقالت: يا أم، والله انما بكائي كيف بتنا البارحة جياعا، فنظر الينا مخلوق نظرة واحدة، فأغنانا بعد فقرنا، فالكريم الخالق اذا نظر الينا لا يكلنا الى احد طرفة عين، اللهم انظر الى ابينا ودبره بأحسن تدبير.

    هذا ما كان من أمرهم. وأما ما كان من أمر حاتم أبيهم فإنه لما خرج محرما، ولحق بالقوم توجع أمير الركب، فطلبوا له طبيبا فلم يجدوا، فقال: هل من عبد صالح؟ فدلّ على حاتم، فلما دخل عليه وكلمه دعا له فعوفي الأمير من وقته، فأمر له بما يركب، وما يأكل، وما يشرب. فنام تلك الليلة مفكرا في أمر عياله، فقيل له في منامه: يا حاتم من أصلح معاملته اصلحنا معاملتنا معه، ثم أخبر بما كان من أمر عياله، فأكثر الثناء على الله تعالى، فلما قضى حجه ورجع تلقاه اولاده فعانق الصبية الصغيرة وبكى ثم قال: صغار قوم كبار قوم آخرين وإن الله لا ينظر الى أكبركم ولكن ينظر الى اعرفكم به فعليكم بمعرفته والاتكال عليه، فإنه من توكل على الله فهو حسبه.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    الصابرة المحتسبة المؤمنة بقضاء الله وقدره .


    الكلام عن الصبر يطيب ، كيف لا وهو يبين لنا من خلاله معادن الناسِ ، وقوة إيمانهم ، وصبرهم ورضاهم بما قسمه الله وقدره .

    ولما رأيتُ الدهر يؤذن صرفه *** بتفريق ما بيني وبين الحبائب
    رجعتُ إلى نفسي فوطنتها على *** ركوبِ جميل الصبر عند النوائب
    ومن صحب الدنيا على سوء فعلها *** فأيامه محفوفة بالمصائب
    فخذ خلسةً من كل يوم تعيشه *** وكن حذراً من كامنات العواقب

    والله لو نطق الصبر لقال : هذه هي الصابرة ... لطالما وصفت المرأة بالجزع والهلع ، لكن مع الإيمان ينتقل ذلك إلى صبرٍ ورضا ، امرأتنا هذه ، لها مع الصبرِ شأن عجيب ، تقول إحدى الأخوات في رسالتها : هي قصة لامرأة وقفت على فصولها ، هذه المرأة تزوجت ، وانتظرت أكثر من عشرين عاماً ، تنتظر على إثر ذلك ريحانةً لقلبها ، تنتظر مولوداً يشنف سمعها بلفظ الأمومة ، ولكن ، لم يقدر الله تعالى لها من ذلك الزوج أولاداً ، طلبت الانفصال عن هذا الزوج ، ، مع حبها الشديد له ، لكن عاطفة الأمومة لديها سيالة ، انفصلت عن زوجها وتزوجت بآخر ، فوهبها المنعم المتفضل بعد طول مدةٍ مولوداً ذكرا ، وفي أثناء حملها ، طلقها هذا الرجل ، فوضعت حينها قرة عينها ، بعد طول ترقب وانتظار ، وحينها تقدم لها الكثير من الخطاب ، ولكنها رفضتهم جميعاً لتربي ولدها ، عكفت على تربيته ، لقد علقت فيه آمالها ، ورأت فيه بهجة الدنيا وزينتها ، انصرفت إلى خدمته في ليلها ونهارها ، غذته بصحتها ، ونمته بهزالها ، وقوته بضعفها ، كانت تخاف عليه من رقة النسيم ، وطنين الذباب ، كانت تؤثره على نفسها بالغذاء والراحة ، أصبح هذا الولد قلبها النابض ، تعيش معه وتأكل معه ، وتشرب معه ، تؤنسه ، تمازحه ، تنتظره وتودعه ، حين يذهب في المجالس وبين الأقارب يحلوا لها الحديث بطرائفه ونوادره ، تهب البشائر والأعطيات لكل من يبشرها بنجاحه أو قدومه من سفره ، ولما لا وهو وحيدها وثمرة فؤادها .




    تعد الأيام والشهور لترى فلذة كبدها يكبر رويداً رويدا .. كبر ذالك الطفل ، وأصبح شاباً يافعا ، واستوى عوده ، واشتد عظمه ، كانت تقف أمامه مزهوة شامخة ، كانت تجاهد على إعانته على الطاعة ، كيف لا ، وهي كما تقول الأخت : عرفت منذ الصغر بطول قيامها وتهجدها ، لا تدخل مجلساً إلا وتذكر الله وتنهى فيه عن فحش القول أو البذاءة ، وهي مع ذلك من أهل الصلاة والصدقة ، لطالما تاقت نفسها أن تسمع صوت وحيدها يؤم المصلين في المسجد الحرام ، لكم تمنت أن يجعل الله له شأن يعز به دينه ، لقد كانت كثيراً ما تختلي بنفسها في أوقات الإجابة تدعو ربها ، وكم كان اسمه يسيطر على دعائها .
    لا تنامُ إلا بعد أن ينام ، ثم تقوم مرة أخرى وتدخل عليه لتعيد غطاءه ، وتصلح حاله ، تفعل ذلك في الليلة الواحدة أكثر من مرة .

    الله أكبر ، مبلغ الحنانِ ومنتهاه ! أحسبُ أنكم تقولون كفى ، فقد أبلغتِ في الوصف والثناء ، لستِ والله بمبالغة ، فهذه حالها مع ولدها .
    عزمت على تزويجه ، لترى ولده وحفيدها ، بدأت تبحث له عن عروس ، ثم سعت إلى تقسيم منزلها إلى قسمين ، العلوي له ، والسفلي لها ، دخلت عليه في يوم من الأيام كالعادة ، نادته لم يرد عليها ، خفق قلبها ، رفعت يده فسقطت من يدها ، هزته بقوة ، لم يتحرك ، بادرت بالاتصال على قريب لها ، حضر على عجل ، فحمله إلى المستشفى ، أحست أن في الأمر شيئا ، لكنها على أمل ، فماذا عملت ، لقد كان من أمرها عجبا !! توضأت ثم يممت شطر سجادتها ، وسألت ربها أن يختار لها الخيرة المباركة ، وصلت ، وبعد سويعات ، وإذا وحيدها قد مات ، نعم ، بعد أربعين سنة ، عشرون سنة ترقبه ، وأخرى مثلها تربيه ، ضاع ذالك في لحظة واحدة ، وما كان منها حينما بلغها الخبر ، إلا أن قالت : وحيدي مات ، ثم استرجعت ، ثم رددت كثيرا : الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله.. ، تقولها بثبات وصبر ، لم تندب ولم تصرخ ، ولم تشق جيباً أو تلطم خدا .


    هذه هي ثمرة الإيمان تظهر في أشد المواقف وأصعبها وأحلكها ، كان وقع الصدمة شديداً على كل من عرف ، بعض قريباتها يبكين أمامها ليس لفقد الولد ، ولكن رأفةً بحالها ، كانت تنهاهن بحزم وهدوء ، وتقول بلهجتها : ما هذا الخبال ، ربي أعطاني إياه ، أنا راضية والحمد لله أنها لم تكن في ديني .

    لله أكبر ، لقد ضربت أروع الأمثلة في الصبر والرضا ، إلا أن بعض النفوس الضعيفة ، من اللاتي يجهلن التسليم والرضا بالقدر ، لم يستوعبن موقفها ، فمن قائلة : لعلها أصيبت بحالة نفسية ، ومن قائلةٍ : هي ذاهلة ولم تستوعب بعدُ وفاته ، وفي تلك الليلة التي مات فيها فلذة كبدها ، حان وقت طعام العشاء ، فكان من أمرها عجبا ، امتنع الكثير عن تناوله ، أما هي فقد مدت يدها إلى الطعام وهي تقول : والله ليس لي رغبة فيه ، ولكني مددتُ يدي رضا بقضاء الله وقدره .


    الله أكبر ، ما أعظم موقفها ، لقد كانت تشعر بالحرقة ، لكن على سجادتها بين يدي ربها تناجيه وتدعو لوليدها ، نعم ، فقدت فلذة كبدها ، لكنها في الوقت نفسه المؤمنة الراضية ، لقد حول صبرها ورضاها مع حسن ظنها بالله تعالى حول هذه المحنة إلى منحة ، حينها يكون لها حسن العقبى في الدارين بإذن الله "


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    رسالة من السجن لفتاة في السابعة عشر من العمر !


    فتاة في السابعة عشر من عمرها تواجه الموت دفاعا عن حجابها ..تم اعتقال الأخت هدي كايا مع ثلاث من بناتها و خمسة عشر شخصا آخرين لاحتجاجهم على الحظر المفروض على لبس الحجاب الإسلامي في جامعة ينونو بتركيا . و
    النائب العام يطالب بتطبيق عقوبة الموت عليهن. و أجلت المحاكمة حتى 22-6- 1999 و هذه رسالة من الأخت نورجيهان ابنة الأخت هدي كايا ، و هي في السابعة عشر من عمرها و تواجه عقوبة الموت، و قد أرسلت رسالتها هذه من داخل سجنها بـ \"مالاتيا\"
    . --------------------------------------------------------------------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، و الصلاة و السلام على نبينا الكريم – صلى الله عليه و سلم – قائدنا و هادينا ، السلام على صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و من تبعهم، السلام على المؤمنين الذين يقاومون الاضطهاد و المؤمنين الذين تخفق قلوبهم

    معنا و تشاركنا آلامنا … أخواتي و إخوتي الأحبة … لا يهم كم تبعدون عنا مادمنا نحس أن قلوبنا تخفق كقلب واحد ، و مادما نحس بأننا إخوة . كم هي عظيمة سعادتنا بأن لنا دعوة عظيمة و مقدسة. إنها عظيمة حتى لتجعلنا نقاوم ضد جميع قوى الكفر و المنافقين. الحمد لله الحمد لله ألف مرة. بعد اعتقال أمي و أختي انتصار ثم أنا

    و أختي نور الحق في 22- مايو – 1999، عندما كنت خارجة من فصلي، ألقيت نظرة أخيرة على زميلاتي في الفصل, في ذلك الوقت لم تستطع زميلاتي في الفصل و لا حتى معلمتي فعل أي شيء من أجلي، كانوا يتعجبون من كل ما مررت به ، اعتقلت أول مرة و الآن لدي تجربة جديدة أعيشها لأحكي لهم عنها. في آخر مرة ذهبت للفصل لإحضار حقيبتي رأيت صديقاتي من الفصول الأخرى و قد خرجن لرؤيتي و كن في ذهول ، بعضهن حاول أن لا يتركني و معلمتي و الأخريات كن يحاولن مشاركتي مشاعري في تلك اللحظة ،بينما كنت أنا في كل هذا أحاول تهدئتهن … لآخر فصل دراسي من

    حياتنا المدرسية .. سنكون بعيدين عن فصولنا ، المعلمات و زميلات الفصل ، و لكننا نحس و نعلم بأن الأمر يستحق هذه التضحية و نحن مستعدون له .. و كلنا يعلم أننا يوم ما سنواجه تلك الجدران الأربع …. السجن إننا لن نتخرج ، و كل ما نبغي هو رضا الله ، و لذلك نقول الحمد لله أننا هنا ، لأننا نعلم أن الأمر الوحيد الذي يستحق في هذا العالم هو الحصول على رضا لله عز و جل، لذلك فلا يهم حقا إن كنا سنتخرج من المدرسة، لأن المهم بالنسبة لنا أن نحصل على شهادة التخرج برضا الله ، إنه مهم لنا أن نرى علامة رضا الله على شهادة تخرجنا ، إنه في غاية الأهمية أن يكون تخرجنا هو الاستعداد للقاء الله في اليوم الآخر و أن نكون في جنب الله … فحسبنا الله و نعم الوكيل .. هذا هو \" قسم الحرية \" (!!!) الذي قرأته في مظاهرة الحجاب في 30-4-99 يوم الجمعة مقابل مبنى الحكومة .. قسم الحرية لقد ولدنا أحرار و عشنا أحرار ، و عندما يأتي الموت سنموت أحرارا لأننا كتبنا \" الجهاد \" على جباهنا و وضعنا الكفاح في بداية كل صلاة لنا في الصباح لأجل دولة حرة … لأجل مدرسة حرة.. من أجل شرفنا .. من أجل هويتنا … و لن نعطي أي تنازلات .. سوف نناضل .. نكافح .. و سوف نفوز .. لقد أقسمنا .. كن علينا شهيدا يا الله كن علينا شهيدا يا الله كن علينا شهيدا يا الله إذا حكم علي بالموت في يوم ما فلن يثنيني ذلك ، سأعيد ما فعلت مرة أخرى و سأقسم قسم الحرية مرة أخرى .. ( و من يتول الله و رسوله و الذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) ( المائدة : 56 ) يا رب … أنت عوني و مولاي .. نور جيهان ساتجيوجلو سجن مالاتيا



    اللهم أعد حكم تركيا الى حضيرة الاسلام وخلصهم اللهم من نظام العسكر العلماني المتسلط على رقابهم وثبت اللهم حكومتهم الاسلامية لالغاء قوانين اتاتورك العلمانية الكافرة .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    فتاة تحجبت عن اخيها فكانت سببا لهدايته !


    أحد الاخوات في قمة الالتزام


    وابتلاها الله بأخ لا يصلي


    تعلمون مــــــــــــاذا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟


    بعد أن فشلت كل محاولاتها في إرجاعه لصوابه


    ألهمها قلبها الصادق ............


    المحب إلى كل شي ...............


    ولأول مرة أسمع به .................


    قالت :


    هو لا يصلي


    ولا يسمع النصيحة


    إذا هو كـــــــااااااااااااااااافر ............. ......


    فتحجبت عنه !!!!!!!!!!!!!!!!


    وغطت وجهها !!!!!!!!!!!!!!!


    أبت أن يرى منها شي !!!!!!!!!!!!!!!!


    أخته ومعه في نفس المنزل ولا يراها ........!!!!!!


    بل أصبح يتحرج منها ...........!!!!


    فإذا دخل إلى المنزل فجأة أغطت وجهها


    وطلبت أن يستأذن قبل الدخول عليها ......!!!!!!!


    الشاب قد ضاق ذرعاً بما رأى .......


    أحس بعظم ذنبة.........


    وكرة ما رأى من أخته .........


    وسبحان الله كان لفعلها وقع قوي عليه........


    فعاد إلى صوابه.....


    ما أروع عزيمتها لأخيها..........


    كرهت أن تراه في النار وأحبت له الجنه .............


    فحققت ما تريده ......


    اللهم زدنا ولا تنقصنا .........


    وثبتنا ولا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    لاملجأ منه الا اليه

    لاملجأ منه الا اليه

    لاملجأ منه الا اليه



    رجل من المعاصرين أعمى دميم فقير ترفضه النساء ، فدعا الله تعالى ، فزوَّجه بأجملهن وأطيبهن !

    هذه قصة عجيبة ذكرها الشيخ : عبد العزيز العقل في محاضرته " قصص وعبر " – وهي موجودة حالياً في شريط صوتي في التسجيلات الإسلامية ، ومن بينها تسجيلات " المجتمع " في " بريدة " - .

    والقصة هي ما يلي :

    يقول الشيخ : من القصص التي مرت عليّ : رجل من قرابتي كان من حفظه القرآن ، وكان صالح من الصالحين ، وكنت أعهده ، وكنا نحبه ونحن صغار .. الرجل وصول لرحمه ، والرجل مستقيم على طاعة الله ، كفيف البصر ..

    أذكر في يوم من الأيام قال لي : يا ولدي - وعمري في ذاك اليوم ستة عشر سنة أو سبع عشر سنة - لماذا لا تتزوج ؟ ، فقلت : حتى ييسر الله يا خالي العزيز .. المسألة كذا - يعني الأمور المادية - قال : يا ولدي أصدق مع الله واقرع باب الله وأبشر بالفرج .




    وأراد أن يقص عليَّ قصة أصغيت لها سمعي وأحضرت لها قلبي ، قال لي : اجلس يا ولدي أحدثك بما جرى عليّ ، ثم قال : لقد عشت فقيراً ووالدي فقيراً وأمي فقيرة ونحن فقراء غاية الفقر ، وكنت منذ أن ولدت أعمى دميماً ( أي سيء الخِلْقة ) قصيراً فقيراً .. وكل الصفات التي تحبها النساء ليس مني فيها شيء ! ..

    يقول : فكنت مشتاقاً للزواج غاية الشوق ، ولكن إلى الله المشتكى حيث إنني بتلك الحال التي تحول بيني وبين الزواج ! ، يقول : فجئت إلى والدي ثم قلت : يا والدي إنني أريد الزواج ، يقول : فَضَحِك الوالد وهو يريد مني بضحكه أن أيأس حتى لا تتعلق نفسي بالزواج ! ، ثم قال : هل أنت مجنون ؟! ، مَنِ الذي سيزوجك ؟ ، أولاً : أنك أعمى ، وثانياً : نحن فقراء ، فهوّن على نفسك ، فما إلى ذلك من سبيل إلاّ بحال تبدو والله أعلم ما تكون ! .

    ثم قال لي الخال – رحمه الله - : والحقيقة أن والدي ضربني بكلمات ، وإلى الله المشتكي يقول عمري قرابةً أربع وعشرين أو خمس وعشرين يقول فذهبت إلى والدتي أشكو الحال لعلها أن تنقل إلى والدي مرة أخرى وكدت أن أبكي عند والدتي فإذا بها مثل الأب قالت يا ولدي تتزوج أنت فاقد عقلك الزوجة من أين الدراهم وكما ترى نحن بحاجة في المعيشة ماذا نعمل وأهل الديون يطالبوننا صباح مساء فأعاد على أبيه ثانية وعلى أمه ثانية بعد أيام وإذا به نفس القضية يقول ليله من الليالي قلت عجباً لي أين أنا من ربي أرحم الراحمين أنكسر أمام أمي وأبي وهم عجزه لا يستطيعون شيئاً ولا أقرع باب حبيبي وإلهي القادر المقتدر يقول صليت في آخر الليل كعادته فرفع يديه إلى الله عز وجل يقول فقلت إلهي يقول من جملة دعائي "


    إلهي يقولون : أنني فقير ، وأنت الذي أفقرتني ؛ ويقولون : أنني أعمى ، وأنت الذي أخذت بصري ؛ ويقولون : أنني دميم ، وأنت الذي خلقتنـي ؛ إلهي وسيدي ومولاي لا إله إلا أنت تعلم ما في نفسي من وازع إلى الزواج وليس لي حيلةٌ ولا سبيل .. اعتذرني أبي لعجزه وأمي لعجزها ، اللهم إنهم عاجزون ، وأنا أعذرهم لعجزهم ، وأنت الكريم الذي لا تعجز .. إلهي نظرةً من نظراتك يا أكرم من دُعي .. يا أرحم الرحمين .. قيَـِّض لي زواجاً مباركاً صالحاً طيباً عاجلاً تريح به قلبي وتجمع به شملي ..

    دعا بدعواته ، يقول : وعيناي تبكيان ، وقلبي منكسر بين يدي الله . يقول : فكنت مبكراً بالقيام ونعَسْت ، فلمَّا نعَسْت رأيتُ في المنام – تأمل : في لحظته ! - ، يقول : فرأيت في النوم أنني في مكانٍ حارٍّ كأنها لَهَبُ نارٍ ، يقول : وبعد قليل ، فإذا بخيمةٍ نزلت عليّ بالرؤيا من السماء ، خيمة لا نظير لها في جمالها وحسنها ، حتى نزَلَت فوقي ، وغطتني وحدَثَ معها من البرودة شيءٌ لا أستطيع أن أصفه من شدة ما فيه من الأنس ، حتى استيقظت من شدة البرد بعد الحر الشديد ، فاستيقظت وأنا مسرور بهذه الرؤيا .

    من صباحه ذهَبَ إلى عالم من العلماء معبـِّرٍ للرؤيا ؛ فقال له : يا شيخ رأيتُ في النوم البارحة كذا وكذا ، قال الشيخ : يا ولدي أنت متزوج وإلاّ لم تتزوج ؟! .

    فقال له : لا واللهِ ما تزوجت . قال : لماذا لم تتزوج ؟! ، قال : واللهِ يا شيخ كما ترى واقعي رجل عاجز أعمى وفقير .. والأمور كذا وكذا . قال يا ولدي البارحة هل طرقتَ بابَ ربِّك ؟! ، يقول : فقلت : نعم لقد طرقتُ بابَ ربي وجزمت وعزمت . فقال الشيخ : إذهب يا ولدي وانظر أطيبَ بنتٍ في خاطرك واخطبها ، فإن الباب مفتوح لك ، خذ أطيب ما في نفسك ، ولا تذهب تتدانى وتقول : أنا أعمى سأبحث عن عمياء مثلي .. وإلا كذا وإلا كذا ! ، بل أنظر أطيب بنت فإن الباب مفتوح لك .


    يقول الخال : ففكرتُ في نفسي ، ولاَ واللهِ ما في نفسي مثل فلانة ، وهي معروفة عندهم بالجمال وطيب الأصل والأهل ، فجئت إلى والدي فقلت : لعلك تذهب ياوالدي إليهم فتخطب لي منهم هذه البنت ، يقول : ففعل والدي معي أشد من الأولى حيث رفض رفضاً قاطعاً نظراً لظروفي الخـَلْقِية والمادية السيئة لاسيما وان من أريد أن أخطُبَها هي من أجملِ بناتِ البلد إن لم تكن هي الأجمل ! ، فذهبت بنفسي ، ودخلت على أهل البنت وسلمت عليهم ، يقول فقلت لوالدها : أنا أريد فلانة ، قال : تريد فلانة ؟! ، فقلت : نعم ، فقال : أهلاً واللهِ وسهلاً فيك يا ابنَ فُلاَنٍ ، ومرحباً فيك مِنْ حاملٍ للقرآن .. واللهِ يا ولدي لا نجِد أطيبَ منك ، لكن أرجو أن تقتنع البنت ؛ ثم ذهَبَ للبنت ودخل عليها وقال : يا بنتي فلانة .. هذا فلانٌ ، صحيحٌ أنه أعمى لكنه مفتِّحٌ بالقرآن .. معه كتاب الله عز وجل في صدره ، فإنْ رأيتِ زواجَه منكِ فتوكلي على الله . فقالت البنت : ليس بعدك شيء ياوالدي ، توكلنا على الله .. وخلال أسبوع فقط ويتزوجها بتوفيق الله وتيسيره ، والحمد لله رب العالمين .

    ترى هل جربنا اللجوء له وحده داعينه موقنين بالاجابة وتركنا ذل سؤال غيره !
    آخر تعديل بواسطة عاشق الذبذبـة ، 18-01-2009 الساعة 12:28 AM

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    ترك الحرام فخرج من جسده المسك





    كان هناك شاب يبيع البز (القماش) ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت ويسمونه (فرقنا) وكان مستقيم الأعضاء جميل الهيئة من رآه أحبه لما حباه الله من جمال ووسامة زائدة على الآخرين .. وفي يوم من الأيام وهو يمر بالشوارع والأزقة والبيوت رافعا صوته (فرقنا) إذ أبصرته إمرأة فنادته ، فجاء إليها ، وأمرته بالدخول إلى داخل البيت ، وأعجبت به وأحبته حباً شديداً ، وقالت له : إنني لم أدعوك لأشتري منك .. وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في الدارأحد ودعته إلى نفسها فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه .. ولكن دون جدوى .. فما يزيدها ذلك إلا إصراراً .. وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا .. فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له : إذا لم تفعل ما أمرك به صحت في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدق الناس كلامي لأنك داخل بيتي .. فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان .. قال لها : هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما قال فرحاً شديداً وظنت أنه قد وافق على المطلوب .. فقالت : وكيف لا يا حبيبي وقرة عيني .. إن هذا لشيء عظيم ... ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية.. فالنساء حبائل الشيطان وما خلى رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ... يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين .. وفجأة جائت في ذهنه فكرة فقال : إنني أعلم جيداً : إن من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله .. وأعلم : إن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .. ورب شهوة تورث ندماً إلى آخر العمر .. وماذا سأجني من هذه المعصية غيرأن الله سيرفع من قلبي نور الإيمان ولذته .. لن أفعل الحرام .. ولكن ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من النافذة لا أستطيع ذلك .. فإنها مغلقة جداً ويصعب فتحها ..إذا سألطخ جسدي بهذه ا لقاذورات والأوساخ فلعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني .. وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي تتقزز منه النفوس .. مع أنه يخرج من النفوس ! ثم بكى وقال : رباه إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل .. فأخلف علي خير.. وخرج من الحـمام فلما رأته صاحت به : أخرج يا مجنون ؟ فخرج خائفاً يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه .. وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلاً
    حسناً ثم ماذا ؟ .. هل يترك الله عبده ووليه هكذا . . لا أيها الأحباب .. فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئاً عظيماً بقي في جسده حتى فارق الحياة وما بعد الحياة .. لقد أعطاه الله سبحانه رائحة عطرية زكية فواحة كعطر المسك تخرج من جسده .. يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقباً له (المسكي)فقد كان المسك يخرج من جسده . . وعوضه الله بدلا من تلك الرائحة الي ذهبت في لحظات رائحة بقيت مدى الوقت .. وعندما مات ووضعوه في قبره .. كتبوا على قبره هذا قبر"المسكي " وقد رأيته .. في الشام . وهكذا أيها الإنسان المسلم . . الله سبحانه لا يترك
    عبده الصالح هكذا .. بل يدافع عنه .. إن الله يدافع عن الذين آمنوا . . الله سبحانه يقول : (ولئن سألني لأعطينه .. فأين السائلين) .. أيها العبد المسلم : من كل شيء إذا ضيـعتـه عوض ومـا من الله إن ضيـعتـه عوض الله سبحانه .. يعطي على القليل الكثير..أين الذين يتركون المعاصي ويقبلون على الله حتى يعوضهم خيرا مما أخذ منهم .. ألا يستجيبون لنداء الله ونداء رسوله ونداء الفطرة ؟!؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    جاءه الكرب فماذا صنع؟





    يقول أحد الدعاة : اذكر رجلاً تنكدت عليه وظيفته .. لقيته يوماً وقد اصفرَّ وجه ونحل جسمه وهو في حزن وألم .. فسألني عن بعض من يتوسط له في حاجته . قلت له : هناك من يحل لك الموضوع ويكفيك همك .. قال : يؤثِّر عليَّ فلان رئيس الإدارة ؟ قلت نعم يؤثِّر .. قال تعرفه ؟


    قلت : نعم أعرفه .. قال أتستطيع أن تكلمه ؟ قلت نعم أكلمه وتستطيع أن تكلمه أنت .. قال من ؟ قلت : الله .


    قال هه ! قلت : هو الله عز وجل اتقي الله , لو قلت لك فلان من البشر لقلت هيا , فلما قلت لك الله قلت هه , إنك لم تعرفه في هذه المواقف .. وكان له ثلاثة أشهر لم تحل مشكلته ويبحث عن وظيفة أخرى .


    فخرج من عندي وقد قلت له جرب دعوة الأسحار , ألستَ مظلوما وقد ضاع حق من حقوقك .. قال بلى .. قلت : قم في السحر كأنك ترى الله واشكو إليه كل ما عندك ..


    وشاء الله بعد أسبوع واجهته .. وإذا بوجهه مستنير ومستبشر .. قال : والله قمت من مجلسك ولم أبحث حتى عن ذلك الرجل الذي كنت أوسّطه وعلمت أني محتاج إلى هذا الكلام فمضيت إلى البيت ومن توفيق الله إنني قمت في السحر كأن شخصاً أقامني ..

    فصليت ودعوت الله وُلذتُ به كأنني أراه وأصبح الصباح وقلت أريد أن اذهب إلى المكان الفلاني الذي فيه حاجتي ، وإذا بشيء بداخلي يدعوني للذهاب من طريق في خارج المدينة لا حاجة لي فيه ..

    فذهبت ومررت على إدارة معينة لم أرى مانعاً من السؤال فيها كأن شخصاً يسوقني ، فدخلت على رئيس تلك الإدارة وإذا به يقوم من مقعده ويرحب بي ويقعدني بجواره ويسأل عن أحوالي ..

    فقلت : والله موضوعي كذا وكذا .. فقال أين أنت يا شيخ ؟ نبحث عن أمثالك .. وخيَّرني بين وظيفتين أعلى مما كنت أطمع فيه .. فقمت وأنا لا أكاد أصدق .. وإذا بهمي قد فرج ..

    وانتهت معاملتي في ثلاثة أيام وزملائي قد تعينوا قبلي بعشرة أيام ما انتهت معاملاتهم ..

    فأقول : يا أيها الأحبة ما هو حالنا عند نزول الشدائد والمحن وبمن نلوذ ونلتجئ ؟

  10. #10
    الصورة الرمزية smart vision
    smart vision غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    العمر
    41
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: سلسلة قصص وعبر!

    جزاك الله خير

المواضيع المتشابهه

  1. لحظة نـدم - عظات وعبر الشيخ حازم شومان
    By محمدسالمان in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-10-2010, 03:17 PM
  2. أحداث النهاية عظات وعبر ( لسه مضيعين الصلاة )
    By محمدسالمان in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 31-08-2010, 01:29 AM
  3. تعريفات .....وعبر رائعة
    By jamal_2022 in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 25-11-2009, 10:22 PM
  4. سلسلة ==حتى لا تكون فتنة==
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-05-2009, 02:41 PM
  5. سلسلة التحليل الشامل
    By TAMIR HAMID in forum سوق الأسهم الأمريكية وتداول عقود الخيارات والـ CFDs
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 30-01-2009, 06:30 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17