الاتفاقات الملزمة و أثرها فى أسواق العملات

[طاهرالمصرى]

بسم الله الرحمن الرحيم


بوجه عام هناك قواعد ثابتة تحكم معدلات التحرك للعملات أمام بعضها البعض
هذه القواعد تصنعها الدول عبر اتفاقات ملزمة و محددة
و بالتالى ترى أزواج العملات تسير فى موجات شبه متكررة
تنم عن اتفاق محدد لمستويات لا ينبغى تجاوزها
لكن تظل الحركة فى نطاقها مسموحا بها

هذه الاتفاقات تكون وفقا أو تبعا للاجتماعات التى تعقب الأحداث الاقتصادية المهمة
أو اثناء أحداث سياسية تلتزم فيها الأطراف بالتزامات اقتصادية و تجارية
كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية

و هذا هو ما يحدث باستمرار فى كل اجتماعات و اتفاقيات تجمع بين الدول الاقتصادية الكبرى

لكن المشكلة ان هذه المستويات قد تكون من الكبر فى نظر المضارب الصغير بحيث تتقاذفه لأعلى و لأسفل فلا يستطيع أو يفقد السيطرة على طريقته فى التداول

و لأن غالبية الاستراتيجيات تعتمد على الاتجاه الواضح فى شروطها الملزمة بالدخول
فإنها لا تلبث أن تتأرجح و تكاد تهوى فى أوقات التذبذب و التى يكون فيها تكرار لدورة العملة أمام نظيرتها المستمرة من الصعود أو الهبوط

مع العلم ان هذه مرحلة يتم تجاوزها و لابد أن يتم تجاوزها حسب الاتفاقات الملزمة التى أشرنا لها
لكن اليأس الذى قد يحل بصاحب الاستراتيجية يجعله بل و يجعل كل من حوله يفقدون الثقة فيها ثم مايلبثون أن يقذفوا بها فى وجه صانعها
و تراهم يكتشفون بعد عدة شهور أو حتى أسابيع أنها مازالت تتمتع بقوة كبيرة على اقتناص الفرص فيعودون لها من جديد
و يجددون موضوعها و تبدأ فى اكتساب الأنصار

لكن الحقيقة أنها ستكرر الوقوع
نعم
لأنها لابد و أن تمر بمرحلة أخرى من دورة الزوج
و تمر بمرحلة التذبذب التى تسبق تحديد الاتجاه الجديد
فتقع من جديد
ثم يعاد اكتشافها و هكذا ...

هذا عن الوضع العام الذى ينبغى أن يكون فى ذهن و فكر المستثمر اثناء دخوله بورصة العملات الدولية

حركة العملات ليست عشوائية فى مبناها العام
لكن فى طيات المركب العام و الكبير هذا هى محكومة بفنيات تحكم حركتها و لكن فى غطار النسق العام الأكبر

و لذلك نجد الزوج يسير محترما الدعوم و المقاومات
فى نطاقات لو وسعنا نطاق الرؤية قليلا لوجدناها محكومة بحدود تكاد تكون محددة لا يخرج عنهاو لا يتجاوزها

و هناك أمر خارج نطاق السيطرة
و هو ما يسمى بالانهيارات
مثل ارتفاع الدولار أمام اليورو بقوة
فهذا انهيار لليورو

أو ارتفاع الاسترلينى أمام الين بقوة
فهو انهيار للين

هذه الانهيارات تظل فى نطاق المسموح به فى إطار الاتفاق على المعدل العام للتحرك
لكنه يخرج عن هذا النطاق و الإطار فى حالات نادرة

هذه الحالات تكون خارج نطاق سيطرة الدول نفسها
مثل المشاكل و الأزمات العالمية الطارئة

كحالات الإفلاس العام و الكبيرة
كما حدث فى أميريكا فى الأزمة الأخيرة
أو فى سائر بلاد الاتحاد الأوروبى فجأة بعد الازدهار و توقع ارتفاع معدلات النمو غذا بهم يدخلون فى كساد ... !!

هذه انتكاسات لم تكن فى الحسبان
تكون لحظة وقوعها خارج السيطرة إلى ان يتم السيطرة عليها

لكن فى لحظات الانفلات لا يصلح معها أى من أدوات التحليل الفنى
بل هى تبنى على ماسبق الانهيار او الانفلات

فنقول مثلا انهار اليورو لأنه كان عند مقاومة قوية جدا
بينما لو أنصفنا فى التحليل لوجدنا الزوج يسير بقوة تجعل اختراق و تخطى هذه المقاومات ايسر بكثير مما سبقها

لكنه التعاطف التحليلى
نعم عطف على ماقبله

كل الحكاية أن المقاومة بنيت فى طريق العملة نتيجة تسريبات حدت من حركة العملة
ثم ما لبثت ان صارت منطقة يتم اختبار اختراقها أكثر من مرة
ثم ينخفض سعر العملة
ثم يأتى ما يعزز الهبوط
لكن إلى اى مدى يمكن أن يكون معدل أو كمية الهبوط ؟؟؟
كل المحللين يتوقعون يكون إلى مستويات الدعم القريبة و المعروفة سلفا

لكن المفاجاة أنه يكسرها جميعا بلا ادنى التفات ورائه .. !!
إذن أين توقعات التحليل من هذه الحركة الكبيرة جدا ؟؟

هنا لا مجال للتحليل الفنى بكل صراحة
فهو يبنى على ماسبق توقعات محدودة لمستويات معروفة سلفا

لكن ما يجرى فى هذه اللحظة هو خارج نطاق التحليل الفنى

أذكر أننى كنت أجلس أمام قناة الاقتصادية العربية فرأيت شاب محلل فنى
المهم سأله الخ مقدم البرنامج : إلى اى مدى تتوقع هبوط المؤشر ؟
فرد رد الواثق هناك دعوم كثيرة فى طريقه لا يمكن يتخطاها كلها ... !!
و اريد أطمئن المستثمرين و المضاربين يا جماعة لا تخافوا ، البورصة لا يمكن تكسر 7200
و هذا كان كلام غالبية المحللين كبارا و صغارا
....
فإذا بها تهوى إلى ما دون 4500

هو كان صادق و المحللين الفنيين صادقين
لكن فى حدود ما يعلمون
لأنهم يبنون على مثال سابق
و ما سبق يقول 7200 آخر الدعوم التى لا يمكن تخطيها أو يصعب تخطيها
فتمسك الناس بأسهمهم خشية الخروج من منتصف الطريق
لكنهم ندموا على عدم البيع لأنهم خسروا الكثير لما تمسكوا بهذه الآراء و التحليلات

إذن هذه الحالات الاستثنائية لا يمكن فيها أن يعتمد على تحليل فنى
إلا فى نطاق ضيق ممكن يتوقع الهبوط أو الصعود لمستويات سابقة معروفة

إذن ينبغى مراعاة هذه ال\مور عند تصميم طرق التداول
أو فى المتاجرة و الاستثمار بشكل عام

لا تنسى :

- الاتفاقات ترسم الاتجاهات العامة
- و التحليل الفنىيكشف لك بعضا من الطريق ، ليس كل الطريق
- عند الانهيارات ليكن قرارك جريئا بالانسحاب بما ربحت أو أقل خسارة إن لم يتضح لك الاتجاه بوضوح

[Misho Elmasri]

رائع مقالك استاذ طاهر .. عجبنى قوى وواقعى جدا

واحب اعلق على اخر ما ورد فيه انه كل ما يلزمنا فى تجارتنا هو كشف قليل من الطريق ولو خطوتين .. وبعد الخطوتين لكل حادث حديث

تحياتى ليك يا غالى

[HAMEED]

جزاك الله خيرا طاهر باشا

كلام سليم جدا

[طاهرالمصرى]

رائع مقالك استاذ طاهر .. عجبنى قوى وواقعى جدا

واحب اعلق على اخر ما ورد فيه انه كل ما يلزمنا فى تجارتنا هو كشف قليل من الطريق ولو خطوتين .. وبعد الخطوتين لكل حادث حديث

تحياتى ليك يا غالى

جزاك الله خيرا

و كلمتك هذه رائعة بحق

كل ما يلزمنا فى تجارتنا هو كشف قليل من الطريق ولو خطوتين .. وبعد الخطوتين لكل حادث حديث

[طاهرالمصرى]

جزاك الله خيرا طاهر باشا

كلام سليم جدا

و خيرا جزاك يا حبيب قلبى

.

[ihossny]

كلامك صواب جدا اخى العزيز لكن لى نقد لأخى المحلل الذى اكد عدم كسر مسوى معين فى المؤشر العام للسوق المصرى بالرغم من ان المؤشر كان قد دخل فى اتجاه هابط فى المدى متوسط و قصير الاجل بكسر مستوى 10150 نقطه و كان النزول متوقع حتى ظهور اى نموذج او شكل انعكاسى يدل عى الصعود لكن لااستطيع ان انكر ان اقصى المتشائمين كان يتوقع ان يكسر المؤشر مستوى 4500 نقطه من بدايه تكون الاتجاه الهابط
تقبل ودى و احترامى

[shady1001]

تسلم يا استاذى ع الموضوع الرائع

[طاهرالمصرى]

كلامك صواب جدا اخى العزيز لكن لى نقد لأخى المحلل الذى اكد عدم كسر مسوى معين فى المؤشر العام للسوق المصرى بالرغم من ان المؤشر كان قد دخل فى اتجاه هابط فى المدى متوسط و قصير الاجل بكسر مستوى 10150 نقطه و كان النزول متوقع حتى ظهور اى نموذج او شكل انعكاسى يدل عى الصعود لكن لااستطيع ان انكر ان اقصى المتشائمين كان يتوقع ان يكسر المؤشر مستوى 4500 نقطه من بدايه تكون الاتجاه الهابط
تقبل ودى و احترامى

مرحبا بك أستاذ إبراهيم

أنا ذكرت مشاهدتى و سماعى لمحلل واحد
لكن أنا سمعت أكثر من واحد
و للأسف كان أغلبهم مسوقين فى شركات وساطة كبيرة بدون ذكر أسماء

نورت الموضوع

[طاهرالمصرى]

تسلم يا استاذى ع الموضوع الرائع

بارك الله فيك يا زعيم

.

[ihossny]

مرحبا بك أستاذ إبراهيم

أنا ذكرت مشاهدتى و سماعى لمحلل واحد
لكن أنا سمعت أكثر من واحد
و للأسف كان أغلبهم مسوقين فى شركات وساطة كبيرة بدون ذكر أسماء

نورت الموضوع

اكيد عند حضرتك حق فى كلامك عن المحللين المسوقين ودى فى حد ذاتها مصيبه و قله ضمير لكن المصيبه الاكبر ان الاكثر منهم لم يكن يدرى بما يحدث و رأيتها فى محللين كتير السوق ز مخيلاتهم تخدعهم
ربنا يهدينا جميعا

[طاهرالمصرى]

اكيد عند حضرتك حق فى كلامك عن المحللين المسوقين ودى فى حد ذاتها مصيبه و قله ضمير لكن المصيبه الاكبر ان الاكثر منهم لم يكن يدرى بما يحدث و رأيتها فى محللين كتير السوق ز مخيلاتهم تخدعهم
ربنا يهدينا جميعا

لا يوجد محلل لا يدرى
فالمحلل واحد من ثلاثة :

1- جاهل
2- مخادع
3- حقيقى

أما الجاهل فهو من ادعى لنفسه علما لا يستحقه حتى صدق نفسه
فهو ينقل من كل مكان ما يقوله الناس هنا و هناك
و ينسب كل ذلك لنفسه

و هذا نراه كثيرا فى منتدانا و فى غيره بل و حتى فى الصحف و القنوات المتخصصة
و لو حللت ما يرميه عليك من أقوال و راجعت أرشيف الشركات و المراكز المتخصصة لوجدتها منقولة من هناك بالحرف
لكن لأن الغالبية لا تعنى بالتنقيب عن مثل هذه الآراء فهو يرميها لهم و ينسبها لنفسه واهما أنه صاحبها
و ترتفع أسهمه لدى الجهال

و أما المخادع فهو من يعمل لمصالح معينة تخص جهات مستفيدة من تحليلاته الخاطئة
و هؤلاء أغلبهم يعملون لدى جهات سواء كانت شركات أو مراكز ترتبط بشركات معينة أو مصالح معينة ، المهم أن النتيجة هى التضليل و الخداع لجمهور المستثمرين و المضاربين

و أما المحلل الحقيقى و هو الواعى المتمكن فهو المحلل راسخ الأسس و المبادئ العلمية و العملية
عنده سعة اطلاع بما يقوله غيره و ما تصدره المؤسسات من تحليلات
لكن لديه النظرة النقدية التى يستطيع بها أن يكون رأيا مستقلا
قد يتفق مع الآخرين
و قد يختلف
المهم أنه لا ينسب جهد الآخرين لنفسه
و إنما يشير لجهود الآخرين فى طى آراءه و نظرته

و أنا لا أبرئ كل من تحدث عن ثبات مؤشرات البورصات العربية ( بل و فى العملات أيضا ) عند مستويات معينة و تطمين الناس و حثهم على عدم التخلص من صفقاتهم
فهؤلاء متورطون فى الجريمة
إما عن جهل أو عمد

[ihossny]

لا يوجد محلل لا يدرى
فالمحلل واحد من ثلاثة :

1- جاهل
2- مخادع
3- حقيقى

أما الجاهل فهو من ادعى لنفسه علما لا يستحقه حتى صدق نفسه
فهو ينقل من كل مكان ما يقوله الناس هنا و هناك
و ينسب كل ذلك لنفسه

و هذا نراه كثيرا فى منتدانا و فى غيره بل و حتى فى الصحف و القنوات المتخصصة
و لو حللت ما يرميه عليك من أقوال و راجعت أرشيف الشركات و المراكز المتخصصة لوجدتها منقولة من هناك بالحرف
لكن لأن الغالبية لا تعنى بالتنقيب عن مثل هذه الآراء فهو يرميها لهم و ينسبها لنفسه واهما أنه صاحبها
و ترتفع أسهمه لدى الجهال

و أما المخادع فهو من يعمل لمصالح معينة تخص جهات مستفيدة من تحليلاته الخاطئة
و هؤلاء أغلبهم يعملون لدى جهات سواء كانت شركات أو مراكز ترتبط بشركات معينة أو مصالح معينة ، المهم أن النتيجة هى التضليل و الخداع لجمهور المستثمرين و المضاربين

و أما المحلل الحقيقى و هو الواعى المتمكن فهو المحلل راسخ الأسس و المبادئ العلمية و العملية
عنده سعة اطلاع بما يقوله غيره و ما تصدره المؤسسات من تحليلات
لكن لديه النظرة النقدية التى يستطيع بها أن يكون رأيا مستقلا
قد يتفق مع الآخرين
و قد يختلف
المهم أنه لا ينسب جهد الآخرين لنفسه
و إنما يشير لجهود الآخرين فى طى آراءه و نظرته

و أنا لا أبرئ كل من تحدث عن ثبات مؤشرات البورصات العربية ( بل و فى العملات أيضا ) عند مستويات معينة و تطمين الناس و حثهم على عدم التخلص من صفقاتهم
فهؤلاء متورطون فى الجريمة
إما عن جهل أو عمد