اسواق المال في حالة 'تشاؤل' بين الانهيار وانتظار الانقاذ

مخاوف الركود وارتفاع معدلات البطالة ترفع مستويات التشاؤم وسط آمال بانقاذ ملايين العاجزين عن حماية منازلهم.
ميدل ايست اونلاين- شهدت معظم اسواق المال في آسيا تراجعا جديدا الاربعاء تتقاسمها الاخبار السيئة التي تصدر عن الشركات واعلان الولايات المتحدة عن خطة لمساعدة اصحاب المنازل الذين يعجزون عن تسديد اقساطها.

وتنتظر اسواق المال الاوروبية هبوطا قويا وسط توقعات بارتفاع معدلات البطالة في بريطانيا التي تصدر ارقامها الاربعاء.

وما زال التخوف من انهيار المجموعة الاميركية لصناعة السيارات "جنرال موتورز" والانعكاسات المحتملة لذلك على الاقتصاد العالمي، يؤثر على مزاج المستثمرين القلقين ايضا من وضع الاستهلاك في الولايات المتحدة مع اقتراب اعياد نهاية السنة.

وقال هيرويشي نيشي الوسيط في مجموعة "نيكو كورديال" في طوكيو ان "الاقتصاد العالمي يواصل ضعفه بسبب المشاكل في الولايات المتحدة".

واضاف ان المستثمرين "مترددون بين التشاؤم والامل في اجراءات جديدة للانعاش" في اميركا الشمالية ومناطق اخرى في العالم.

وكانت بورصة نيويورك اغلقت الثلاثاء على انخفاض نسبته 1.99% وحدت من خسائرها بعدما اعلنت واشنطن خطة تهدف الى مساعدة اصحاب العقارات الذين يواجهون صعوبات في تسديد ديونهم.

وتهدف هذه الخطة الى منع مصادرة المنازل عبر تعديل بنود القروض العقارية. ويمكن ان تشمل هذه الاجراءات جزءا كبيرا من 7.3 ملايين اسرة يمكن الا تتمكن من تسديد ثمن عقاراتها بين 2008 و2010.

وفي المانيا، اعلن المصرف العقاري "هيبو ريل ايستيت" الذي يواجه صعوبات كبيرة منذ تفاقم الازمة منتصف سبتمبر/ايلول عن خسارة صافية تبلغ 3.1 مليار يورو في الفصل الثالث من العام الجاري.

وقال محللون ان هذه الخسائر اكبر بكثير مما كان متوقعا.
وبعد المصارف والعقارات، اصبح قطاع السيارات مصدر القلق الاكبر في العالم. فقد تراجع سعر سهم جنرال موتورز الثلاثاء في نيويورك 13.1% ليبلغ 2.92 دولارا وهو ادنى مستوى يسجله منذ 65 عاما بعدما انخفض اكثر من عشرين بالمئة الاثنين.
وكان محللون حذروا من ان سعر السهم قد يبلغ الصفر قريبا.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما طلب من الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش تقديم مساعدة فورية لقطاع السيارات الاميركي خلال اول لقاء بينهما في البيت الابيض.

الا ان الرئاسة الاميركية رفضت تأكيد هذه المعلومات.
وفي اسبانيا نظم اكثر من الف موظف في مجموعة السيارات اليابانية نيسان الثلاثاء تظاهرة تخللتها اعمال عنف في برشلونة (شمال شرق) احتجاجا على مشروع لتسريح 1680 موظفا.

وفي السويد اعلنت مجموعة فولفو الغاء 900 وظيفة اضافية بعد الغائها 2850 اعلنت عنها على دفعات.

وفي سوق الصرف، تراجع اليورو الاربعاء الى اقل من 1.25 دولار للمرة الاولى خلال اسبوعين بينما واصل الين ارتفاعه مقابل العملات الاوروبية والاميركية.

وتؤدي المؤشرات على تفاقم الازمة الاقتصاد الى عودة المستثمرين الى الدولار وان كان الوضع في الولايات المتحدة لا يثير ارتياحا.

وينتظر المستثمرون بقلق الارقم المتعلقة بمبيعات المفرق ثقة المستهلكين الاميركيين التي ستنشر الجمعة.

اما اسعار النفط الخام فقد واصلت تراجعها الاربعاء في المبادلات الالكترونية في آسيا بينما دعا الاتحاد الاوروبي وبريطانيا الى اتخاذ اجراءات ميزانية منسقة ضد خطر ركود.

وخسرت اسعار النفط في نيويورك اكثر من ثلاثة دولارات بعد جلستين من الارتفاع، متأثرة بهبوط اسواق المال وبقلق المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمي.

ففي نيويورك اقفل سعر برميل النفط الخفيف الثلاثاء على 58.3 دولارا بعد ان خسر 3.8 دولارات من السعر الذي سجله الاثنين.

وبالمقارنة مع المستويات القياسية التي بلغها سعر البرميل الواحد في 11 يوليو/تموز (147.27 دولارا في نيويورك)، خسرت اسعار النفط اكثر من ستين بالمئة من قيمتها.
وفي اوروبا، دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الدول الى اتخاذ اجراءات ميزانية منسقة مثل خفض في الضرائب او زيادة في الانفاق العام.

وعبر المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية جواكين المونيا عن تأييده لهذا الموقف. وقال "بدون تنسيق، لن تكون الخطط التي تتخذ على الصعيد الوطني فعالة كما يتطلب الامر".

وعبرت واشنطن والمفوضية الاوروبية عن الامل في ان توجه قمة العشرين التي ستعقد السبت في الولايات المتحدة "رسالة واضحة" حول تحرير التجارة العالمية من اجل تنشيط المبادلات.

وحث الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما حكومة بوش الثلاثاء على مساندة حزمة ثانية لتحفيز الاقتصاد ومساعدة صناعة السيارات المريضة وذلك بعد أن عززت انباء جديدة تشير إلى ضعف الاقتصاد في الصين واليابان وبريطانيا المخاوف من كساد طويل الأمد.

وقال احد معاوني اوباما انه حث الرئيس جورج بوش على مساندة خطة تحفيز ثانية وطلب منه استخدام اجراءات الانقاذ الحالية لمساعدة صناعة السيارات التي تضررت من هبوط حاد وسريع في المبيعات.

وقالت متحدثة باسم اوباما انه اثار المسألة في اجتماعه مع بوش في البيت الابيض الاثنين.

وقال البيت الابيض انه مستعد لدراسة اي مقترحات من الكونغرس للتعجيل بتقديم قروض الى صناعة السيارات الاميركية من أموال تم تخصيصها بالفعل.

وعبرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن تأييدها لخطة لانقاذ صناعة السيارات قائلة انه توجد حاجة ملحة الى تقديم المعونة وانها على يقين ان الكونغرس يمكنه ان يسن تشريعا طارئا لانقاذ الصناعة الاسبوع المقبل.