الاقتصادية - أغلقت الأسواق المالية الأوروبية على ارتفاع كبير أمس مع بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث يراهن المستثمرون على إطلاق الرئيس الأمريكي الجديد مبادرات جديدة لحل الأزمة المالية العالمية.

وشهد مؤشر "فوتسي 100" في لندن ارتفاعا كبيرا بنسبة 4.42 في المائة ليسجل 4639.50 نقطة، فيما ارتفع مؤشر "كاك 40" في باريس بنسبة 4.62 في المائة ليصل إلى 3691 نقطة، وفي فرانكفورت ارتفع مؤشر "داكس" بنسبة 5 في المائة ليسجل 5278.04 نقطة. كما سجلت سوق مدريد ارتفاعا بنسبة 5.36 في المائة وارتفعت سوق ميلانو بنسبة 6.86 في المائة.??

وفي الوقت الذي يتهددها الانكماش المعلن في منطقة اليورو، يخيم الهدوء على أسواق المال العالمية بانتظار نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي يفترض أن تكون قد أعلنت أو بانت ملامحها فجر اليوم.

ففي أوروبا، ارتفعت بورصة باريس 0.46 في المائة، لكن سوق لندن فقدت 0.07 في المائة وفرانكفورت 0.16 في المائة لدى افتتاح جلسة التعاملات أمس.

وارتفعت الأسهم الأمريكية عند الفتح أمس الثلاثاء مع بدء الأمريكيين التصويت في السباق لدخول البيت الأبيض، بينما بعث خفض لأسعار الفائدة في أستراليا الآمال في مزيد من التحركات العالمية النشطة لتخفيف الركود الاقتصادي. وقفز مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 186.06 نقطة أي ما يعادل 1.80 في المائة ليصل إلى 9487.89 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 17.88 نقطة أو 1.85 في المائة مسجلا 984.18 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا من 27.79 نقطة أو 1.61 في المائة إلى 1754.12 نقطة.

وفي طوكيو، شهد مؤشر نيكاي وسط أحجام ضعيفة جدا من التعاملات تعكس هذا الميل، ارتفاعا بنسبة 6.27 في المائة لدى الإقفال، مسجلا بذلك قفزة في أعقاب أسوأ شهر تشرين الأول (أكتوبر) في تاريخه.

ونقل "داو جونز نيوزوايرز" عن يوكيو تاكاهاشي المحلل لدى مؤسسة شينكو سيكيوريتيز قوله "إن المتعاملين ينتظرون حلحلة عقدة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة".
وكانت المبادلات محدودة في سوق نيويورك التي كانت تنتظر أكثر من أي بورصة أخرى
نتائج الانتخابات. وأنهت سوق وول ستريت يومها على توازن تقريبا، إذ فقد مؤشر داو جونز 0.06 في المائة في حين ربح مؤشر ناسداك 0.31 في المائة.

وقال أرت هوغان الخبير لدى مؤسسة جيفريز "إن السوق في حالة انتظار. هناك كثير من الأمور التي تحصل هذا الأسبوع وبينها بالطبع الانتخابات الرئاسية الأمريكية".

وبين البورصات الآسيوية الأربع الأخرى، كانت جلسات التداول أكثر اعتدالا من بورصة طوكيو. وأنهت بورصة سيئول جلستها على ارتفاع بنسبة 2.20 في المائة. ولدى الإقفال، تراجعت بورصة سيدني 0.20 في المائة وشنغهاي 0.67 في المائة. وقبل ساعة من موعد إقفال الجلسة، سجلت بورصة هونج كونج زيادة بنسبة 0.75 في المائة.

وفي الولايات المتحدة، جاءت أرقام جديدة سلبية جدا لتؤكد تدهور سوق السيارات. فسجلت شركة "جنرال موتورز"، الرائدة في السوق الأمريكية، انخفاضا بنسبة 45 في المائة في مبيعاتها داخل الولايات المتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) الذي وصفته الشركة بأنه "أسوأ شهر" في الحرفة منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس أنها تعتزم إقراض السوق 550 مليار دولار في الفصل الرابع، أي 408 مليارات دولار أكثر مما كانت أعلنته في تموز (يوليو).
وفي أوروبا، تواصل المؤشرات السيئة ضرب المناخ الاقتصادي.

وبذلك ستشهد منطقة اليورو بذلك انكماشا في عام 2008 مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي في الفصول الثلاثة الأخيرة، ثم نمو بنسبة الصفر في عام 2009، بحسب توقعات الخريف التي نشرتها المفوضية الأوروبية في بروكسل أمس.

وتتوقع المفوضية تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 0.1 في المائة في الفصل الثالث من عام 2008 مقارنة بالفصل السابق، ثم بنسبة 0.1 في المائة في الفصل الرابع بعد زيادة 0.2 في المائة في الفصل الثاني. وإذا ما تأكد ذلك، فإن منطقة اليورو ستشهد اعتبارا من الفصل الثالث لعام 2008، انكماشا يترجم تقنيا بفصلين متتاليين من التراجع في إجمالي الناتج الداخلي، وهذا يحصل للمرة الأولى منذ إنشائها في 1999.

ونتيجة لذلك، سيزداد عدد العاطلين عن العمل في منطقة اليورو مليوني شخص في عام 2010 عما هو عليه في 2008، مع معدل بطالة من 8.7 في المائة مقارنة بـ 7.6 في المائة.

وشدد وزراء منطقة اليورو الضغوط على المصارف لكيلا تضيق الخناق على التسليفات بسبب الأزمة المالية، وخصوصا بالنسبة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وفي أستراليا، حذا المصرف المركزي حذو نظيريه الأمريكي والياباني وخفض معدل فائدته الرئيسية ثلاثة أرباع النقطة ليصل إلى 5.25 في المائة. وسيعمد المصرفان المركزيان الأوروبي والبريطاني لاحقا هذا الأسبوع إلى تليين جديد أيضا في شروط التسليف لتشجيع تمويل المدخرات. وسيجتمع وزراء مالية وحكام المصارف المركزية في مجموعة الـ 20 هم أيضا في ساو باولو السبت تمهيدا لقمة الـ 15 من تشرين الثاني (نوفمبر) في واشنطن التي تهدف إلى إصلاح النظام المالي الدولي.

وأعلنت بكين أمس الأول أن الرئيس الصيني هو جينتاو سيشارك في قمة مجموعة الـ 20 في واشنطن.

وسيدرس صندوق النقد الدولي اليوم طلب أوكرانيا الحصول على قرض بقيمة 16.5 مليار دولار. وفي حال وافق الصندوق على ذلك، فإن أوكرانيا ستصبح أول دولة تحصل على قرار من صندوق النقد الدولي بصرف أموال وعد بها في تشرين الأول (أكتوبر) بعض الدول التي تواجه صعوبات مالية جمة بسبب الأزمة. وواصلت السوق التي تواجه مخاطر الانكماش، أمس تدهورها حيث تراجع سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) إلى ما دون العتبة النفسية البالغة 60 دولارا أثناء المبادلات الإلكترونية في آسيا.