لدولار الأمريكي يبقى قويا بالرغم من البيانات السيئة نوعا ما التي صدرت يوم أمس عنالقطاع الصناعي الأمريكي. واليوم تغيب البيانات المهمة من الاقتصاد الأمريكي ولكنيبقى لمنطقة اليورو كلمتها اليوم مع القراءة التمهيدية للناتج المحليالإجمالي...
تمتلئ الأجندة الاقتصادية اليوم بالعديد من البيانات الدسمة من المنطقة الأوروبية فبداية مع مؤشر Nationwide لثقة المستهلكين في شهر آب عن الاقتصاد البريطاني والذي ظهر بقيمة 52 أعلى من القراءة السابقة بقيمة 51 والمتوقعة بقيمة 49 . ليبقى المؤشر عند مستقرا عند الأدنى له منذ أربع سنوات، خاصة بعد التراجع الكبير في النمو الاقتصادي ومعدلات التضخم التي وصلت إلى الأعلى لها في عقد والتي تمنع البنك المركزي البريطاني من خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد الملكي لتظل التوقعات تشير إلى أن لجنة السياسة النقدية ستشير غدا إلى ثبات أسعار الفائدة البريطانية عند 5.0%.
أيضا سيعلن الاقتصاد البريطاني القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات للخدمات لنفس الشهر والذي من المتوقع أن يظهر بقيمة 47.0 منخفضا من القراءة السابقة التي كانت بقيمة 47.4 ليظل المؤشر تحت المستوى 50 الذي هو الحد الفاصل بين الركود والازدهار في قطاع الخدمات الذي يمثل 75% تقريبا من الاقتصاد البريطاني.
وننتقل الآن إلى منطقة اليورو ونبدأ من ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا والذي ستعلن اليوم القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات للخدمات لشهر آب، حيث تشير التوقعات إلى ظهور القراءة بقيمة 50.6 دون تغير عن القراءة الماضية ليظل قطاع الخدمات مستقرا في ألمانيا. أما المؤشر الأوروبي فمن المتوقع ان يأتي بقيمة 48.2 دون تغير عن القراءة السباقة ليظل قطاع الخدمات الأوروبي في تدهور خلال شهر آب.
ولكن هذه لن تكون أهم البيانات التي ستصدر عن الاقتصاد الأوروبي فلا يزال لدينا مؤشر مبيعات التجزئة لشهر تموز والذي من المتوقع أن ينخفض أيضا للشهر الثاني على التوالي. فالتوقعات تشير إلى ارتفاع طفيف على المستوى الشهري بقيمة 0.1% بعد انخفاض بنسبة 0.6% ، أما على المستوى السنوي نجد التوقعات تظهر انخفاضا بنسبة 2.1% مقابل انخفاض بنسبة 3.1% خلال شهر حزيران. فكما نعلم أن أسعار النفط قد وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال شهر تموز عند مستويات 147$ للبرميل قبل أن تعود إلى الانخفاض، لذا فتأثير ارتفاع أسعار الوقود والغذاء سيؤثر بشكل كبير على تقليل المستهلكين للإنفاق على مبيعات التجزئة.
ثم تأتي القراءة التمهيدية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني في أوروبا لتشير إلى عدم تغير في القراءة المتقدمة التي أظهرت انكماش النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني في أوروبا بنسبة 0.2% وعلى المستوى السنوي أظهرت نموا بنسبة 1.5%. كما تشير التوقعات أيضا إلى تراجع إنفاق القطاع العائلي بسبب ارتفاع أسعار السلع الأولية والوقود، وأيضا استقرارا في الإنفاق الحكومي خلال الربع الثاني. لتصبح الخطوة المثلى الآن للبنك المركزي الأوروبي هي تثبيت أسعار الفائدة عند 4.25% .
ثم يأتي دور الاقتصاد الأمريكي والذي يطل علينا اليوم ببيانات قليلة بعض الشيء بداية مع مؤشر الطلبات الصناعية عن شهر تموز والذي من المتوقع أن يظهر ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.1% بعد أن كان مرتفعا بنسبة 1.7%. كما سيصدر اليوم أيضا تقرير كتاب بيج والذي قد يعطي لنا صورة أوضح قليلا عن مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتأتي هذه البيانات بعد مؤشر معهد التزويد الصناعي الذي جاءت قراءته يوم أمس بقيمة 49.9 عن شهر آب لتتراجع من 50.0 خلال شهر تموز . وقد دعم هذا الانخفاض التراجع الكبير في مؤشر الأسعار المدفوعة وهو أحد المؤشرات الفرعية والذي جاء بقيمة 77.0 بعد ارتفاع بقيمة 88.5 ، ويأتي هذا بعد أن تراجعت أسعار النفط خلال شهر آب لتصل إلى مستويات 112$ للبرميل وقد عمل هذا على تراجع أسعار الطاقة والمواد الخام بشكل كبير.
لا يمكننا أن ننكر أن القطاع الصناعي الأمريكي ظل مدعوما لفترة طويلة من ارتفاع الصادرات التي تسبب بها انخفاض مستويات الدولار. ولكن الآن نجد الدولار يسجل مستويات مرتفعا جدا أمام العملات الرئيسية ومن ناحية أخرى نجد الانكماش بدأ يصيب معظم الدول الأخرى مسببا تدهور في النمو والطلب العالمي بشكل كبير. ليدفعنا هذا نعتقد أن الدعم من الصادرات بالنسبة للاقتصاد الأمريكي قد ينخفض بشكل كبير خلال الفترات القادمة ويجب أن يعتمد الاقتصاد على أداءه الداخلي خلال هذا الوقت، ونعلم جميعا أن الإنفاق الشخصي من قبل المستهلكين في أمريكا هو الحل الوحيد لدعم الاقتصاد. ولكن مع انتهاء خطة الضرائب التحفيزية ما الذي سيحفز المستهلك الأمريكي على الإنفاق ؟؟؟