إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا..
عقول من النوع السنجابي!!
جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات
التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك.. فرح الرجل و شرع يزرع الأرض مسرعا و مهرولا في جنون..
سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها.. و لكنه غير رأيه و قرر مواصلة السير
ليحصل علي المزيد.. سار مسافات أطول و أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه.. لكنه تردد مرة أخري
و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد و المزيد.. ظل الرجل يسير و يسير و لم يعد أبدا..
فقد ضل طريقه و ضاع في الحياة، و يقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد..
لم يمتلك شيئا و لم يشعر بالاكتفاء و السعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة).
النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش و هوارد ستيفنسون.. يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ
الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء..
من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان؟
لا سقف للطموحات في هذه الدنيا.. فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر..
و نواصل الإرسال بعد الفاصل.. بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط..
الطموح مصيدة.. تتصور إنك تصطاده.. فإذا بك أنت الصيد الثمين..
يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة، و لكن الإنسان ـ كما يقول فنس بوسنت ـ
أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل.. تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا..
فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد.. لماذا؟ لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا،
أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية.
و هكذا يعيش الإنسان معركتين.. معركة مع نفسه و مع العالم المتغير المتوحش.. و لا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا
سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.هناك الكثير من الناس يعيشون في هذه
الحياة بعقلية السنجاب.. فالسناجب تفتقر إلي القدرة علي التنظيم رغم نشاطها و حيويتها..
فهي تقضي عمرها في قطف و تخزين ثمار البندق بكميات أكبربكثير من قدر حاجتها