روائع الشعر - ابن زيدون-أثرتَ هزبْرَ الشّرَى
هزبر الشرى:اشد اسود الغابة افتراسا :)
(( أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ،)))
أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ، ونبّهْتَهُ، إذْ هدا فاغتمضْ
وما زلْتَ تبسُطُ، مسترسلاً، إليه يدَ البغْيِ، لمّا انقبضْ
حذارِ حذارِ، فإنّ الكريمَ، إذا سيمَ خسفاً، أبَى ، فامتعضْ
فإنّ سُكُونَ الشّجاعِ النَّهُوسِ، ليسَ بمانعِهِ أنْ يعضْ
وَإنّ الكَواكِبَ لا تُسْتَزَلّ؛ وَإنّ المَقَادِيرَ لا تُعْتَرَضْ
إذا رِيغَ، فَلْيَقْتَصِدْ مُسْرِفٌ، مساعٍ يقصِّرُ عنها الحفضْ
وهلْ واردُ الغمرِ، منْ عدّهِ، يُقَاسُ بِهِ مِسْتَشِفُّ البَرَضْ؟
إذا الشّمْسُ قابلْتَهَا أرمداً، فَحَظُّ جُفُونِكَ في أنْ تُغَضّ
أرَى كُلّ مِجْرٍ، أبَا عَامِرٍ، يُسَرّ إذا في خَلاءٍ رَكَضْ
أُعِيذُكَ مِنْ أنْ تَرَى مِنْزَعي، إذا وَتَرِي، بِالمَنَايَا، انْقَبضْ
فإنّي ألينُ لمنْ لانَ لي، وَأتْرُكُ مَنْ رَامَ قَسْرِي حَرَضْ
وَكمْ حَرّكَ العِجْبُ مِنْ حَائِنٍ، فغادرْتُهُ، ما بِهِ منْ حبضْ
أبَا عامرٍ، أيْنَ ذاكَ الوفاءُ، إذِ الدّهرُ وسنانُ، والعيشُ غضّ؟
وَأينَ الذِي كِنْتَ تَعْتَدّ، مِنْ مصادقَتي، الواجبَ المفترضْ؟
يتبع