يقول سفيان: حرمت قيام الليل أربعة أشهر بذنب، و ابن سيرين يعير رجلا بالفقر فيحبس في دين، ومكحول يعير آخر بالرياء في البكاء فيحرم البكاء من خشية الله سنة.
و الحقيقة أن تعجيل هذه العقوبات هو من علامات حب الله للعبد فإنها محتملة تمر سريعا و تنقضي، أما عقوبة الآخرة فما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا و إذا أراد الله بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة.
فالمقرب عند الله هو المعاقب، و المطرود من رحمة الله هو المسكوت عنه في الدنيا ليدخر له العقاب في الآخرة.

لحظة من فضلك!!!
قد يذنب العبد و لا يشعر أن الله عاقبه، و لا يحس أن نعم الله عليه تغيرت، فما تفسير ذلك؟
أقول: فقدان حلاوة الخشوع و لذة المناجاة حرمان، الزهد في الازدياد من الطاعات حرمان، إغلاق باب القبول حرمان،قحط العين و عدم بكائها حرمان، قسوة القلب و عدم تأثره عند سماع الموعظة حرمان، و المحرومون كثير ولكن لا يشعرون.
أخي العاصي...
كم نظرت عينك إلى الحرام فقل بكاؤها، و كم غبت عن صلاة الفجر فانطمس نور وجهك، وكم رتعت في المال الحرام محقت بركته، و كم مرة استمتعت بلذاذة الألحان فحرمت تلاوة القرآن، و غزا حب الدنيا قلبك فخرجت الآخرة منه، لأن الآخرة عزيزة لا تقبل الشراكة.
لطيفة
قال إبراهيم بن ادهم: *كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب*