لا تكن سخيفاً
قبل ان استرسل الحديث اقدم اعتذاراتى لكل من قرأ هذا المقال وشعر بانه الشخص المقصود واقدم اعتذار له ايضاً حيث انه ليس فقط سخيفاً بل انه اقل ما يوصف هو انه عنيداً وسلوكياته أصبحت مملة تلك هي الصفات التي تصب في وعاء واحد هو وعاء الطمع والجشع والانانية التي تقتلنا بهدوء والتي طرحت قتلى وجرحى كثيرين.
انت لا تستطع ان تمتلك العالم فربما تشعر بتلك المشاعر الوهمية لكن في الحقيقة انك فقط انسان متغطرس ليس إلا, ان لم تستيقط مبكراً وتدرك حجم الكارثة التي زججت نفسك بداخلها فقد لا يسعفك الوقت للخروج منها.
الوقت هو انسان يتحدث معك فيجب ان تدرك ذلك جيداً فهو يدور بنفس الحلقة الازلية كما الكائنات الحية " يمشى, يجرى, يتعب فيستريح, يمشى, يجرى, يتعب فيستريح, يمشى .......الخ", تلك هي حلقة الطاقة التي هي في دوران مستمر وتتكرر دائماً وابداً وتظهر في شتى أنماط الحياه وحيث أن السلوك السعرى نمط بارز لهذه الظاهرة الزمنية فنراها تتكرر بوضوح على شكل الشموع الزمنية –الشموع اليابانية_ والتي هى مجموعات زمنية معينة كما نراها على الميتاتيدر من فريم الخمس دقائق وحتى فريم الشهر فمن الأفضل أن تحترم فريمات هذا الزمن ولا تزعجه في قسط راحته حتى لا يستيقط ويعطيك درساً قوياً قد لا تتحمله.
من الأفضل ألا تكون مزعجاً كن متواضعاً وأعلم بقدر نفسك, اليك سؤالى: هل تمتلك القدرة الكافية لإيقاف الزمن؟ بالتأكيد لا وطالما الإجابة هي لا فمن الأفضل أن تحترمه وتقدره, فالزمن مستمر ونحن معه, اذا من المنطق ألا نتحداه.
وبما أن الوقت له ثلاث خيارات كما ذكرنا كالكائنات الحية يمشى ويجرى ويستريح ونحن أيضاً لنا نفس الخيارات الثلاث, وبعد أن ادركنا كم نحن ضعفاء ولن نستطع إيقاف الزمن او التعنت معه اذا لا يوجد هناك مجال للتحدى وبالتالي اذا خالفنا قواعد تلك المعادلة النفسية وسمحنا لانفسنا بالوقوع في تلك الظروف السيئة فيجب ان نعطى الوقت قدراً من الاحترام بل أقول لك اعطه كل الاحترام كى لا يؤذيك, فعندما يستريح يجب الا نقلقه ونستريح معه وعندما يمشى نمشى معه ولكن انتبه عندما هو يجرى فمن الأفضل الا تجرى معه بنفس الوتيرة كى لا يشعر بانك تتحداه وينقلب عليك ويرديك قتيلاً.
قد تكون الأمور ليست في غاية السوء كما تظن بالرغم انها سيئة, لكن يجب أن تثق بأن لكل حلقة مغلقة مخرج تلك حقيقة ثابتة فلا توجد حلقة محكمة الغلق لأننا اذا قمنا بتحطيمها فهذا مخرج أيضاً حتى ولو كان سيئاً.
عزيزى القارئ انتظر وانتظر وانتظر وأقول ايضاً انتظر فكما يقال الصبر مفتاح الفرج فأنا أقول الصبر هو كل شيء, فالحقيقة التي لا يدركها البعض هو أن السوق لا يعطيك كل ما تريده في وقت قصير الا اذا كانت صدفة ونحن لا نسمح لصرح تداولنا بأن تؤسس قواعده على محض الصدفة حتى لا ينهار سريعاً امام ابسط الزلازل وحيث ان منطقتنا مليئة بالزلازل العنيفة فاسلوب الصدفة لا يناسب تداولنا, لذلك أقول لك احترم الوقت فهو ثمين جدا فكلما تعاملت مع الفريم الذى تتبعه بحكمة فمن الخطأ وصفك بالشخص السخيف لانك تعاملت بحكمة.
أما عن الإرادة فهي الجوهرة المكنونة التي تحركنا فلا تتخلى عن اراداتك طالما لا زالت تحتويك, هناك مغالطة شائعة في أسواق المال تلك هي عندما يخيل لك بأن الاتجاه والإرادة وجهان لعملة واحدة الامر الذى يجعلك تتسائل كيف تتخلى عن اتجاهك الذى بدائته وتثق به وذلك الشعور الخاطى الذى ينتابك حينما تفكر بانك اذا تخليت عن اتجاهك فانت فقدت ارادتك, تلك هي الخطيئة العظمى التي نرتكبها في حق أنفسنا فالامر مختلف بالمرة فلست انت الذى تحرك الأسواق لانه في الخفاء يوجد من هم ذو مقدرة ضخمة ولهم وجهات نظر أخرى وغالباً ما يستفزونك بالاتجاة المعاكس وربما يدك الذى تضعك في هذا الموقف وتغزل لنفسك اشواكاً مسمومة دون ان تدرى, عزيزى القارئ أقول لك وبصدق إن لم تستطع ان تتخلى عن اتجاهك الخاطئ فمن الأفضل ان تتوقف ولا تزيد من مراكز معاكسة للاتجاة أملاً فى ان صفقاتك قد تؤثر على حركة السوق وتعيده الى مسارك المفضل فلا تكن سخيفاً حيث ان السباحة ضد التيار قد تنهك قواك المخزونة هذا إن لم تقضى عليك لان التيار عنيفاً في اغلب الأحيان.
كن ملتزماً بوجه نظرك كلما امكن لك واعطيها القدر الكافى من الوقت فالتزامك بوقف الخسارة هي شجاعة لا تتوافر في كثير من المتداولين, فلا تحزن اذا انعكس عليك السوق لانك صمدت امامه بكل شجاعة ولم تعطيه أموال كثيرة حيث انك استطعت وبكل ثقة ان تلتزم بوقف الخسارة ولم تسمح له باستفزازك كى تزيد بمراكز اخرى ضد الاتجاه. في هذا الوقت اعلم جيداً وبثقة انك تعاملت بكل حكمة وشجاعة مع السوق ولم تكن سخيفاً.