وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطم أمنها وراحتها ..
وهكذا يجب أن يفعل السائر في دنيا الناس ! .
فالناس كالقنافذ يحيط بهم نوع من الشوك الغير منظور ، يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب ، ويتفاعل معهم بغير انضباط .
لذا وجب علينا تعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة ، فنقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه ، ونكون في نفس الوقت منتبهين إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهم فينا .
نعم الواحد منا بحاجة إلى أصدقاء حميميون يبثهم أفراحه وأتراحه ، يسعد بقربهم ويفرغ في آذانهم همومه حينا ..
وطموحاته وأحلامه حينا آخر .
لا بأس في هذا .. في أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقربين .
لكن بشكل عام ، يجب ـ لكي نعيش في سعادة ـ أن نحذر الاقتراب الشديد والانخراط الغير مدروس مع الآخرين ، فهذا قد يعود علينا بآلآم وهموم نحن في غنى عنها ..
احذر يا صديقي أن تكون بوابة قلبك بلا مفتاح،
يدخلها من شاء دون أن يؤدّي طقوس الصداقة، ويوقّع على شروطها.
عِش في الدنيا وبينك وبين سكانها مساحة ثابتة تتيح لك أمان غَدَراتهم،
وسوء تدبيرهم. وتذكّر دائماً أن الناس كالقنافذ..
قد يؤذونك بسوء فهم
أو بتحليلهم الخاطيء
أو بوشاية ظالمة
أو حسد على ذاك الذي أنعمت عليه بصداقتك
واحتويته بلطفك ومساعدتك
فتراهم يكثرون القيل والقال
ويضمرون في أنفسهم ما لا يبدون
ويكيدون وانت محسن الظن بهمِ
كن على حذر فهذة هي دنيا البشر
وتذكر دائما حكمة القنافذ