صلاة الجنازه على المراءه هل يقال اللهم ابدلها زوجا

الحمد لله
اختلف أهل العلم رحمهم الله : هل يقال في حق المرأة في صﻼ‌ة الجنازة : " أبدلها زوجاً خيراً من زوجها " ، أو هو خاص بالرجل ؟ على قولين :
القول اﻷ‌ول : أن الدعاء باﻹ‌بدال خاص بالرجل ، فﻼ‌ يقال في حق المرأة : أبدلها زوجا خيرا من زوجها ؛ ﻷ‌ن المرأة في اﻵ‌خرة إذا كانت من أهل الجنة ، فهي لزوجها الذي في الدنيا .
.
القول الثاني : أن الدعاء باﻹ‌بدال يقال في حق المرأة ، كما يقال في حق الرجل ؛ أخذاً بعموم الحديث : ( وزوجاً خيراً من زوجه ) ، فهو شامل للرجل والمرأة ، ويكون المعنى في حق المرأة : إبدال صفات ﻻ‌ إبدال ذوات ، فكأنه دعاء بأن يبدل الله خلق زوجها وصفاته إلى اﻷ‌فضل واﻷ‌كمل ، ﻻ‌ أن تزوج بزوج آخر .
.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قوله : ( وزوجا خيرا من زوجه ) أي : سواء كان المصلى عليه رجﻼ‌ أم امرأة .
وهناك إشكال ؛ ﻷ‌نه إن كان المصلى عليه رجﻼ‌ ، وقلنا : ( أبدله زوجا خيرا من زوجه ) ، فهذا يقتضي أن الحور خير من نساء الدنيا ، وإن كان امرأة ، فإننا نسأل الله أن يفرق بينها وبين زوجها ، ويبدلها خيرا منه . فهذان إشكاﻻ‌ن ؟
أما الجواب عن اﻷ‌ول : ( أبدله زوجا خيرا من زوجه ) ، فليس فيه دﻻ‌لة صريحة على أن الحور خير من نساء الدنيا ؛ ﻷ‌نه قد يكون المراد خيرا من زوجه في اﻷ‌خﻼ‌ق ، ﻻ‌ في الخيرية عند الله عز وجل .
وبهذا الجواب يتضح الجواب عن اﻹ‌شكال الثاني ، فنقول : إن خيرية الزوج هنا ليست خيرية في العين ، بل خيرية في الوصف ، وهذا يتضمن أن يجمع الله بينهما في الجنة ؛ ﻷ‌ن أهل الجنة ينزع الله ما في صدورهم من غل ، ويبقون على أصفى ما يكون ، والتبديل كما يكون بالعين يكون بالصفة ، ومنه قوله تعالى : ( يوم تبدل اﻷ‌رض غير اﻷ‌رض والسماوات ) إبراهيم : 48 ، فاﻷ‌رض هي اﻷ‌رض بعينها ، لكنها اختلفت ، وكذلك السموات " .
انتهى من " الشرح الممتع " (5/327) .