يعتبر الكثير من العلماء ان يوم عرفة بمثاية منارة الخيرات ، لما فيه من العطايا والمنح التي يعطيها الله عز وجل لعباده ، سواء لحجاج بيته الحرام او للمسلمين عامة ،ومن ثم اوصي الرسول صلي الله عليه وسلم بصيام هذا اليوم والتوجه الي الله بالدعاء .




وقد أجمع العلماء على أنه إذا اجتمع فضل يوم الجمعة ويوم عرفة كان لذلك ميزة على سائر الأيام، فقد أورد جلال الدين السيوطي صاحب الجامع الصغير والكبير : أن وقفة عرفات يوماذا وافقت يوم الجمعة فإنها لها فضل عن غيرها ، كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد، عشر مزايا


وتتضح هذه المميزات في :
1- موافقة حجة النبي، فقد حج النبي يوم الجمعة، وما كان الله تعالى ليختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أفضل الأيام.





2- اجتماعُ اليومين اللذين هما أفضلُ الأيام، فيوم عرفة عيد، ويوم الجمعة عيد، وإذا اجتمع العيدان فهذا خير، فيوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس، ويوم عرفة هو أفضل الأيام.




3- يوم الجمعة فيه ساعة إجابة محققة، وأكثر الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر، وخير الدعاء دعاء يوم عرفة،و يوم عرفة وأهل الموقف كلُّهم إذ ذاك واقفون في عرفات للدعاء والتضرع؛ فتجتمع ساعة إجابة الدعاء من يوم الجمعة مع إجابة الدعاء ليوم عرفة حيث يتضرع الموحدين بالدعاء.




4- أنه موافق ليوم إكمال اللّه تعالى دينَه لعباده المؤمنين، وإتمامِ نعمته عليهم، كما ثبت في "صحيح البخاري" عن طارق بن شهاب قال: جاء يهوديٌ إلى عمرَ بنِ الخطاب فقال: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين آيَةٌ تَقْرَؤونَهَا في كِتَابِكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ وَنَعْلَمُ ذَلِكَ اليَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، لاتَّخَذْنَاهُ عِيداً ، قَالَ: أيُ آَيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً} فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيه، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، وَنَحْنُ وَاقِفُونَ مَعَهُ بِعَرَفَةَ.




5- إذا كان الحج يوم جمعة، غفر الله لجميع أهل الموقف.




6- أن فيه اجتماعَ الخلائق مِن أقطار الأرض للخطبة وصلاة الجمعة، ويُوافق ذلك اجتماعَ أهل عرفة يومَ عرفة بعرفة، فيحصُل مِن اجتماع المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما لا يحصُل في يوم سواه.




7-أنه موافق ليوم الجمع الأكبر، والموقفِ الأعظم يومِ القيامة، فإن القيامة تقومُ يومَ الجمعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرَاً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ".




8- أن الطاعةَ الواقِعَة مِن المسلمين يومَ الجُمعة، وليلةَ الجمعة، أكثر منها في سائر الأيام، حتى إن أكثرَ أهل الفجور يَحترِمون يوم الجمعة وليلته.




9- أنه موافق ليوم المزيد في الجنة، وهو اليومُ الذي يُجمَعُ فيه أهلُ الجنة في وادٍ أَفْيحَ، ويُنْصَبُ لهم مَنَابِرُ مِن لؤلؤ، ومنابِرُ من ذهب ، ومنابرُ من زَبَرْجَدٍ وياقوت على كُثبَانِ المِسك، فينظرون إلى ربِّهم تبارك وتعالى، ويتجلى لهم، فيرونه عِياناً.




10- أنه يدنو الرّبُّ تبارك وتعالى عشيةَ يومِ عرفة مِن أهل الموقف ، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: "مَا أَرَادَ هؤُلاءِ، أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم" وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً فيقربُون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرُب منهم تعالى نوعين من القُرب، أحدهما: قربُ الإِجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة، ومباهاتُه بهم ملائكته."