إحفاء الشوارب لايراد به إستأصاله أي حلقه وإنما الأخذ من ناحية الفم منه أي من أثره وحافته.
المصدر معجم مُنجد الطلاب : الحفاف / الحفف : الناحية ,الأثر , والحافة هي ناحية الشيء , احتف النبت أي جزه أي أخذ من طوله , حفته الحاجه : مسته ( ملاحضه : حفت المرأة شعر وجهها إذا اخذته والحف لايصلح أن يكون إلا للشعر الخفيف فلو كان في الشوارب فهو أخذ الشعر الخفيف أي الحفف منه وذلك من حافته)
الخلاصة : حفوا الشوارب المقصود منه أي أأخذوا من حافته وليس استأصلوه فالرواية الصحيحه عند أهل السنه في صحيح مسلم موجوده كذلك في مسند الإمام الربيع بن حبيب الجزء الثاني ص 183, باب آداب المؤمن في نفسه والسنن, وهي : ( عشرة من الفطرة :قص الشوارب ...وقص الأظفار ......وحلق العانة (أي شعر العانه كما هو معقول لفعل حلق) أي قص الشوارب أي الأخذ منها عندما تنزل الى الشفه العليا وأخذ ماشذ منهما ولو كان معناه استأصالها لكان استأصال الظفر أمر فيه مشقه وتكلف من غير حاجه ولا برهان علمي بين ولكن المقصود من قصها الأخذ من الأظفار إذا طالت , أما حلق شعر العانه هو بمعنى استأصالها كلها قدر المستطاع .
أما قم الشوارب فهو حلقها أو استأصالها وقد فعله خمسة من أصحاب النبي (ص) كما ورد في ذلك رواية بإسناد جيد من طريق شرحبيل بن مسلم وفي كتاب مجمع الزوائد للهيثمي برقم 170 / 5

إعفاء اللحية هو ليس بمعنى إطلاقها وتركها وإنما (الأعفاء عن اللحية ) هذا معناه, أي تركها وليس الوارد الصحيح المستفيض إلا بعبارة (أعفوا اللحى ) إذا يراد من العبارة أحد أمرين لاثالث لهما : 1- أعفوا اللحى يريد أن تكون صفتها كلها عفوه حسنه كما يطابق ذلك بعض الروايات الوارده بلفظ ( أكرموا اللحى) وهو توفيرها توفيرا حسنا كما سيتضح من معنى الإعفاء في سورة الأعراف آية 95.
2- أعفوا اللحى أي أأخذوا العفو من شعر لِحاكم أي مازاد من غير كلفه ولاإسراف وهذه سنة التجمل . أي معنى الإعفاء هو التوفير الحسن الذي يجعل اللحيه مكتملة وجميله + أخذ العفو مما تفرق منها وشذ عن جماعة اللحيه. وهذا المعنى لايعارض توفير اللحيه بمظهرٍ حسن ولايخرج القص منها عن دائرة التوفير مما يجعلها هيبة وجمال للمرء. والدليل القرآني على أن الإعفاء بمعنى التوفير الحسن لا الشاذ ولا السيء قول الله تعالى في سورة الأعراف 95 ( ثم بدلنا مكان السيئةِ الحسنة َحتى عَفَوا..) أي بمعنى حتى كثروا ونموا نماءا حسناً لا تكاثرا مسرطنا شاذا وسيئا( حتى للغاية ) . وقول الله تعالى (خذ العفو وأأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) أي خذ اليسير من غير تكلف حاد ولا إسراف عظيم ولفائده تُرجى من كل شيء وفي كل أمر (وهنا كما بينا ضمنا هو بهدف التجمل لا التكبر فإن المرء يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة وإنما الكِبْر بطر الحق (الترفع عنه بعد تبينه أنه حق) وغمط الناس ( ظلمهم وعدم الإعتراف بحقوقهم) .)
لقد ورد كذلك أحاديث صحيحة بلفظ (أوفوا) للحى ومعنى أوفوا أي اجعلوها تامه وافيه وذلك من الآيه (أوفوا الكيل ولاتكونوا من المخسرين) الشعراء 181 .أي أتموا كيل الناس لهم . وفي لفظ (أخرجه مسلم) أتى ب( وفروا) وهو من الوفره واللحيه الوافره هي المكتمله الناميه كلها فبعد ذلك يصدق أن يُطلق عليها أنها وافره .

الخلاصة كلا الأمرين تفطن لهما العلماء السابقون رحمهم الله وزادنا هدى ومنهم الإمام الربيع بن حبيب رضي الله عنه في مسنده الجامع الصحيح (نسبة الى السند !) ص 183 من الجزء الثاني , باب آداب المؤمن في نفسه والسنن, حيث يعقب على حديث الخُدري وهو(حفوا الشوارب وأعفوا اللحى) قائلا مانصه : يريد القطع لما طال منهما . وأقول هذه العباره من البلاغه والإختصار بمكان يعلمه الباحثون في شريعة الله , جعلنا الله جميعا منهم وزادنا علما كل يوم إذ يقول الله عز وجل في بيان منهاج المسلم في هذا الكون قائلا (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) آل عمران 79 أي مسيرتنا العلميه الصائبه هي منهاج تعليم وتعلم أي نعض الناس بالحسنى والعلم مع مواصلتنا للدراسه وطلب العلم ....وفقكم الله أحبتي لما يحب ويرضى من القول والسلوك الصائب ورزقنا الله وكافة المسلمين المؤمنين الجنه إنه سميع مجيب الدعاء رحيم بأهل الارض والسماء.