فيروسات الكمبيوتر :: ما هي فيروسات الكمبيوتر ؟


فيروس الحاسب والفيروس العضوي

يشاع -خطأً- لدى البعض أن فيروس الحاسب هو فيروس عضوي طبيعي مثل بقية الفيروسات الطبيعية التي تخترق الكائنات الحية، وتتكاثر ذاتيًا في داخلها، وتصيبها بالأمراض الفتّاكة، والحقيقة أن فيروس الحاسب يحمل مجموعة من الخصائص التي يتميز بها الفيروس الطبيعي.

ما هي الصفات المشتركة بين الفيروس العضوي وفيروس الحاسب؟

1- يقوم الفيروس العضوي بتغيير الخصائص العضوية لخلايا الجسم، ويقوم فيروس الحاسب بتغيير وظائف البرامج الأخرى.

2- يتكاثر الفيروس العضوي ويتسبّب في إنشاء فيروسات جديدة، ويقوم فيروس الحاسب بإعادة إنشاء نفسه (Reproduce itself) فيظهر وكأنه يتكاثر ذاتيًا.

3- الخلية التي تُصاب بالفيروس العضوي لا تُصاب بالفيروس نفسه مرة ثانية، وكذلك فيروس الحاسب الآلي، إذا أصاب برنامجًا معينًا فلا يصيبه مرة أخرى.

4- الجسم الذي ينقل إليه الفيروس الطبيعي العدوى قد يظل مدة طويلة دون ظهور أعراض المرض عليه، وكذلك البرامج المصابة بفيروس الحاسب قد تبقى مدة طويلة دون ظهور أعراض تخريبية عليها.

5- في بعض الحالات يقوم الفيروس العضوي وفيروس الحاسب بتغيير شكليهما؛ حتى يصعب اكتشافهما والتغلب عليهما.
تعريف فيروس الحاسب:

هو عبارة عن برنامج حاسب آلي مثل أيِّ برنامج تطبيقي آخر، ولكن يتمّ تصميمه بواسطة أحد المخرِّبين بهدف محدد، هو إحداث أكبر ضرر ممكن بنظام الحاسب الآلي؛ ولتنفيذ ذلك يتمّ إعطاؤه القدرة على ربط نفسه بالبرامج الأخرى، وكذلك إعادة إنشاء نفسه حتى يبدو كأنه يتكاثر ويتوالد ذاتيًا، مما يتيح له القدرة على الانتشار بين برامج الحاسب المختلفة، وكذلك بين مواقع مختلفة في ذاكرة الحاسب حتى يحقق أهدافه التدميرية.

ولا يقتصر انتشار فيروس الحاسب الآلي على النظام الذي يتواجد به، ولكنه ينتقل أيضًا إلى نظم أخرى ذات صلة ببعضها. وقد تتحقّق هذه الصلة من خلال قرصنة البرامج. كما تتحقق بدرجة أكثر انتشارًا من خلال وسائل الاتصالات، وهي الوسائل التي تؤدِّي إلى ربط عدد كبير من أجهزة الحاسب بشبكة يتحقق التواصل من خلالها، ومن ذلك يتضح إمكانية انتقال الآثار التخريبية لفيروس الحاسب من مدينة إلى أخرى أو من بلدة إلى أخرى أو من قارة إلى قارة وفي وقت قصير للغاية قد لا يتعدّى الدقائق أو الثواني المعدودة، كما يتضح في الوقت نفسه مدى خطورة فيروس الحاسب؛ سواء على المستوى الفردي أم الجماعي، أم القومي، وسواء في وقت الحرب، أم السلم لما يحدثه من آثار تدميرية في أنظمة تشغيل الحاسبات الآلية، وهو ما ينتج عنه الكثير من الأضرار المادية والمعنوية التي تصيب برامج الحاسب والمعدات الإلكترونية ومستخدميها.

بعض نماذج الفيروسات:

فيروس "أحبك";الذي خرج من الفليبين في 4 مايو 2000م ليس معقدًا من الناحية الفنية مقارنة بفيروس "مليسا" ’Melisa الذي اجتاح العالم العام الماضي، ولكنة أسرع منه بمراحل في الانتشار، وينتشر فيروس "أحبك" من خلال أنظمة الرسائل الفورية التي تتيح لمستخدمي الإنترنت التخاطب مباشرة مع بعضهم وبعض. ويستهدف الفيروس أساسًا أجهزة الكمبيوتر التي تعمل "بنظام ويندوز" الذي تنتجه شركة مايكروسوفت العملاقة وتلك التي تستخدم نظام "إكسبلورر" لتصفح الإنترنت. ويظهر الفيروس في البريد الإلكتروني على صورة رسالة بعنوان "أحبك" I LOVE YOU وفي حالة فتحها ينتشر الفيروس في جميع العناوين المسجلة لدى مستخدمي البريد الإلكتروني في أجهزة الكمبيوتر الأخرى، ثم يتسلل إلى جهاز الكمبيوتر ليدمر محتوياته.

لقد كانت كارثة مفاعل "تشيرنوبيل" النووي الروسي في أوكرانيا في 26 أبريل عام 1986 هي الحافز وراء برمجة فيروس سُمِّي بنفس الاسم وينشط للعمل في نفس التاريخ من كل عام، ويؤكد الخبراء على أن فيروس تشرنوبيل بالغ الدقة ينتقل عبر شبكة الإنترنت؛ فيتسلل إلى أجهزة الكمبيوتر حيث يدمر المعلومات المخزنة، ويلغي الملفات الموجودة في الذاكرة، بل يضغط على القرص الصلب، مما يؤدِّي في حالات كثيرة إلى إتلاف تلك الرقائق وتدميرها، وكان هناك تحذيرات كثيرة منذ عام 1998، وبطريقة بسيطة جدًا.. أمكن تلافي أخطار الفيروس، وذلك بتغيير تاريخ نشاطه، ثم إعادة تصويب التاريخ مرة أخرى بعد يوم أو يومين. وهذه الطريقة مأمونة في التعامل مع العديد من الفيروسات المؤقّتة؛ مثل فيروس "مايكل أنجلو" الذي ينشط في 26 مارس من كل عام ليمسح معلومات القرص الصلب للأجهزة المصابة به كذكرى مجنونة لميلاد فنان عصر النهضة "مايكل أنجلو"!!.

أما فيروس حصان طروادة Trojan Horse فقد أخذ مبرمجه الفكرة اليونانية القديمة في إخفاء الجنود داخل الحصان الخشب..!!.

وهناك الآلاف من تلك الفيروسات برمجها عباقرة شياطين من البشر لا همّ لهم غير الإيذاء، واستعراض القوة العلمية والدخول في ركب التقدم العلمي من باب الشر ومن أجل فرض حلول علمية للقضاء على الفيروس من جهتهم؛ لأنهم أعلم بما فعلوه من أسلوب علمي في صنع تلك الفيروسات.

فيروسات الحاسب في السلم والحرب:

ونظرًا لأن القائمين بتطوير فيروسات الحاسب يقدمون كل يوم اختراعًا جديدًا في هذا المجال، وذلك بالتبعية للتطورات المتسارعة والمتلاحقة لتكنولوجيا عصر المعلومات.. فإنه لذلك قد يصبح فيروس الحاسب من أهمّ وأخطر أسلحة الحروب المستقبلية، وقد يكون استخدام فيروس الحاسب في الحروب على هذا النحو أمرًا مشروعًا -أي خارجًا عن نطاق التجريم القانوني-؛ حيث يباح في الحروب استخدام كافة الوسائل والأسلحة المساعدة على تدمير قوات العدو وتدمير أسلحته، خصوصًا إذا كانت أسلحة جديدة، لم يتمّ إدراجها في اتفاقيات دولية، كأسلحة محرمة دوليًا.

أما في وقت السلم فالأمر يختلف تمامًا؛ حيث تكون شبكات أجهزة الحاسبات موجهة للبناء وليس للفناء، والتعمير وليس التدمير، حيث تُسهم أجهزة الحاسب الآلي في زمن السلم في تطوير وتحسين مستوى الأداء في مختلف نواحي الحياة، كما تُسهم في توفير الجهد والطاقة وتقليص تكلفة الإنتاج، كما تعمل بصفة خاصة وهي الأهم على زيادة الإنتاج في مجالات الزراعة والصناعة وغيرها من المجالات والأنشطة الإنسانية، فضلاً عما تقوم به من تحقيق التواصل عن بُعد، كعقد المؤتمرات عن بُعد، وإبرام الصفقات التجارية عن بُعد، والتعليم عن بُعد، أو العلاج الطبي عن بُعد، وذلك من خلال دمج أجهزة الحاسب بالتليفزيون ووسائل الاتصال، وغير ذلك مما تقوم أجهزة الحاسب بأدائه من مهامّ واقية عالية القيمة في وقت السلم؛ ففي مثل هذه الحالات إذا قام أحد المخربين من مطوري فيروس الحاسب الآلي بزرع فيروس للحاسب في إحدى شبكات الحاسب فلا يمكن أن يوصف مثل هذا الفعل إلا بأنه جريمة وفقًا لأحكام الشريعة التي تقرِّر مبدأ عدم الإضرار بالغير، وما يرتبط به من تحريم إساءة استعمال المباحات بغرض إلحاق الضرر بالآخرين أو بما لهم من ممتلكات، وهي –أي جريمة فيروس الحاسب-، لذلك يجب أن تشملها القوانين العقابية الجديدة في كافة بلدان العالم، خصوصًا في ظل الانتشار المتنامي الحالي لشبكات الحاسب في كافة أنحاء المعمورة