أكد الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة استشارى الأطفال، زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أنه طبقا للمعلومات الطبية الحديثة فإن كل ملٍ من تجويف فم الإنسان يحتوى على 100 مليون ميكروب من الميكروبات تتعايش داخل الفم بين الأسنان وجيوب اللثة، وتتحول لميكروبات ضارة بانتقالها لنسيج آخر من خلال العض.

وقال الدكتور بدران- فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط تعليقا على قيام مهاجم منتخب أوروجواى لويس سواريز بعضّ مدافع المنتخب الإيطالى جورجيو كيلينى خلال المباراة الحاسمة بين البلدين الثلاثاء الماضى، فى بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بالبرازيل (مونديال 2014)- "إن هذا ليس سلوكا مشينا فقط، ولكنه أيضا سلوك ضار بالصحة إذ إن عضة الإنسان تعد أقوى وأخطر بكثير مما كان يعتقد، حيث تسبب 1% من أسباب الحالات المرضية الطارئة فى الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، موضحا أن الذكور أكثر تأثرا بالعض البشرى بثلاثة أضعاف الإناث".

وأضاف أن للعض البشرى مضاعفات تكثر فى ناقصى المناعة ومرضى السكر، وتؤدى إلى تورم الأنسجة وضيق الأوعية الدموية، وقد تؤدى إلى فقدان جزء من الجسم كالأذن أو الأنف أو تمزق أو تهتك الجزء المعضوض، وقد يتعرض الضحية للنزف والالتهابات الميكروبية نتيجة لوجود ميكروبات الفم واللعاب، وهو ما يفسر حدوثها بشكل أكثر فى الكبار مقارنة بالأطفال، حيث الأسنان القوية والميكروبات الكثيرة.

وأشار الدكتور بدران إلى أن العض البشرى يفتح المجال أمام الإصابة بأمراض الالتهاب الكبدى "بى، وسى"، والهربز، والدرن، والزهرى، والتيتانوس لوجود جرح نتيجة لهذه العضة.

وبيّن أن العضة الواحدة تعرض الضحية لمائة مليون ميكروب وتؤدى إلى التلوث، وأن 15% على الأقل من العض البشرى يسبب التهابات فى الجروح الناشئة من الأسنان خاصة الأنياب، وأن 60% منها تحدث فى منطقة الرأس والعنق، و25% فى الصدر، وعند عدم استخدام المضادات الحيوية المناسبة فإن 20% من العض البشرى فى منطقة اليد تسبب بتر الأصابع.

وكانت واقعة عض مهاجم منتخب أوروجواى لويس سواريز لمدافع المنتخب الإيطالى جورجيو كيلينى قد فرضت نفسها على أحداث مونديال البرازيل 2014، ليس لأنها سلوك عدوانى يبعد كل البعد عن الروح الرياضية التى يجب أن يتحلى بها اللاعبون، ولكن لتكرارها من نفس الشخص مما جعله محترف كرة قدم ومحترف عض فى ذات الوقت.