كيف يكون قلب المترقي في منازل السائرين إلى الله خطوات في تربية النفس

إن أهم ما ينبغي أن يعتني به المترقي في منازل السائرين إلى الله ، العناية ( بعلم القلوب ) وإصلاحها ..
فان المدار على القلوب ، إذا صلحت صلح الجسد كله .. وإذا فسدت فسد الجسد كله .
· فهذه بعض صفات قلب المترقي :
1- أن يكون سليما .. من الشهوات ، والشبهات ، والشرك ، والحسد ، والغل ، والغش .. قال تعالى : { إلا من أتى الله بقلب سليم } .
2- الإنابة إلى الله .. وهي ميل القلب بالتضرع والدعاء .. قال تعالى : { من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب } .
3- الاطمئنان بذكر الله .. قال تعالى : { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } .
والذي لا يطمئن بذكره فقلبه قلب منافق ، فإنهم لا يذكرون الله إلا قليلا .
4- التقوى .. وعلامته أن يعظم شعائر الله .. قال تعالى : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } .
5-الخوف من عدم قبول الأعمال .. قال تعالى { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ... } .
قالت عائشة رضي الله عنها : أهم الذين يسرقون ويزنون ويشربون الخمر ؟ ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لا يا ابنة الصديق ! بل هم الذين يصومون ويصلون و يتصدقون ويخافون أن لا يقبل منهم ] . رواه الترمذي
· فهل أنت تفتخر بأعمالك أم تزدريها ؟ قال الحسن البصري رحمه الله : إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة ، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا .
· كيف تصل القلوب إلى الله ؟
قال ابن القيم رحمه الله : أجمع السائرون إلى الله .. أن القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها .. ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة .. ولا تكون صحيحة سليمة إلا بمخالفة هواها .. فهواها مرضها .. وشفاها مخالفتها . إذاً لابد من مجاهدة النفس وأهوائها .. حتى تصل إلى الله بارئها .
· كيف تحجب القلوب عن الله ؟ قال ابن القيم رحمه الله : ومن أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها

خطوات في تربية النفس
ذكر أرباب السلوك والأخلاق : أن هناك أربع خطوات في تربية النفس وتهذيبها وتزكيتها ، من أخذها بجدٍ وعزمٍ وحزمٍ وإخلاص وُفق وسُدِّّد في تربية نفسه وهي باختصار شديد :
1- التوبة : بأن يتوب من جميع الذنوب والمعاصي . قال تعالى " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " فجعل الله من أسباب الفلاح والفـوز التوبة ( والآيات والأحاديث كثيرة في فضل التوبة و أهميتها فهي "وظيفة العمر" ) وشروط التوبة معروفة وهي :
~ الندم والحسرة على ما فعل من الذنوب .
~ العزم على عدم العودة .
~ الإقلاع عن الذنب .
~ رد الحقوق إلى أصحابها .
2- المراقبة : بأن يستشعر المسلم نظر الرب إليه في كل ما يقول ويفعل حتى في خطرات قلبه . فيستشعر عظمة الرب وهيبته وسطوته وأنه سبحانه لا يخفى عليه شيء .قال تعالى"يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " .
3- المحاسبة : بأن يحاسب المسلم نفسه دائماً في كل ما يقول ويفعل محاسبة الشريك لشريكه . قال تعالى" يـأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبر بما يعملون " .
· قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا و تهيئوا للعرض الأكبر " .
· حاسب نفسك في خلوتك : قال ابن الجوزي رحمه الله: أيها العبدحاسب نفسك في خلوتك، وتفكر في انقراض مدتك، واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك، وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك، وانظر هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك، لقد سعد من حاسبها، وفاز والله من حاربها، وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها، وكلما ونت (تعبت)عاتبها، وكلما تواقفت جذبها، وكلما نظرت في آمال هواها غلبها المجاهدة : فلا بد لمن أراد أن يهذب نفسه أن يجاهدها حتى تتعود على ما لم تكن تتعود عليه من الطاعات والعبادات وترك المعاصي . قال تعالى"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" فقط في البداية يشعر بالتعب والشدة وبعد فترة كل شيء يسهل عليه و تتدرب نفسه عليه وهذا مجرب ومعروف .
إن علمت منك الجد جدت :قال ابن الجوزي رحمه الله: المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها، وإنما يسعى في سعادتها، فاحترز عليها واغتنم لها منها، فإنها إن علمت منك الجد جدت، وإن رأتك مائلاً عنها صدت.
· يذكر علماء النفس والتربية : أن من أراد أن يتعود على شيء فيستمر في فعله "21" يوما ثم بعد هذه الفترة يصبح الأمر أسهل مما يتصور سواء كان ذلك في فعل الطاعات أو ترك بعض المعاصي .