يصدر بالتزامن مع الدورة الخامسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والمزمع انطلاق فعالياته فى الثانى والعشرين من يناير وحتى السادس من فبراير القادم، مجموعة قصصية بعنوان "شامات الحسن" للكاتب إبراهيم فرغلى، عن دار العين.

"كنت فى أوج شهوتى، وغيابى فى جسد الفتاة السمراء، أتساءل عمن تكون؟ سؤالٌ يولده العناق الشهوانى، والخيالات، واللذة. وكانت الإجابات غامضة. كيانٌ شبحى يفيض بما تفسره الإيروسية بأنه الغرام، أو بأنها روح مسافرة من زمن بعيد إلى جسد يعيش فى الحاضر".

هكذا يقول واحد من أبطال قصص هذه المجموعة القصصية التى يرتاد بها الكاتب إبراهيم فرغلى عالما حسياً يتأمل فيه العلاقات الجسدية، ليطرح من خلال الأشكال العديدة لهذه العلاقات، أسئلة فنية وأدبية عن معنى الرغبة، ومفاهيم الحب، وعن القيم الأخلاقية فى عالم متعدد اللغات والثقافات، تارة من خلال توسيع زوايا الرؤية على المجتمع العالمى، فى تعاطيه للظواهر العاطفية والجسدية، ولمفهوم اللذة والسعادة، وتارة أخرى بالعودة للثقافة المحلية العصرية التى تحمل رؤى الشباب لعلاقاتهم الجسدية وعلاقاتها بمشاعرهم وإحباطاتهم.

تتسم قصص الكتاب بحس عال باللغة، لتجسد وتبرز العوالم القصصية وشخوصها تارة بقوة وعنف، وتارة أخرى برقة ورهافة. لغة تتلاشى بها الحدود بين الواقع والخيال، بين الوهم والحقيقة، وبين العنف والحنان، وأيضا بين قوة الغريزة التى تحققها الخيالات الشهوانية التى قد يطلقها الكبت، وبين احتياجات الجسد على أرض الواقع، كاشفة هذا الصراع أو ربما الحوار الخفى بين النوازع التى تتحرك من المخيلة وبين الاحتياجات الجسدية المادية، وعلاقة هذا كله بالظرف الاجتماعى والرأسمالى العام.

وإبراهيم فرغلى كاتب مصرى من مواليد المنصورة 1967، ولفت الأنظار إليه داخل الأوساط الأدبية بشكل خاص عام 2001 وذلك بصدور مجموعته القصصية الثانية "أشباح الحواس" عن دار ميريت، حيث يتناول هذا الكتاب العلاقات العاطفية بين الجنسين والتى توصف باعتبارها خبرات فكرية وجسدية. والكتاب عبارة عن قصص مستقلة، إلا أن جزءا منها يعكس معايشات تتواصل وبعضها البعض، بحيث تنشأ متتالية من الدراسات العاطفية الشائقة تحكى عن التناقض المزعوم بين الحب والشهوة.

نشر إبراهيم فرغلى قصته الأولى أبيض- أحمر عام 1992 فى مجلة أدب ونقد الأدبية، تلتها مجموعته القصصية باتجاه المآقى، ثم روايتا "كهف الفراشات" عام 1998 وابتسامات القديسين عام 2004. يصف إبراهيم فرغلى فى هذه الرواية العلاقة الحالية بين الأقباط والمسلمين فى مصر فى حيز بين الواقع والخيال، وهو يعرض فى معالجته الأدبية لهذا الموضوع رؤى جديدة محاولاً للحظة واحدة إبطال بديهية العلة والمعلول.

كما نشر فرغلى رواية "جنية فى قارورة" عن دار العين فى القاهرة فى عام 2006 كجزء ثان من روايته "ابتسامات القديسين" استكمل فيها رؤيته لطبيعة العلاقات بين الأقباط والمسلمين فى مصر عبر الجيل الثانى من أبطال روايته الأولى، محافظا على العلاقة بين الواقع والغرائبى الذى يعد سمة مميزة لأعماله الأدبية بشكل عام. نشر روايته اللافتة "أبناء الجبلاوى" فى العام 2009 عن دار العين للنشر فى القاهرة وأثارت انتباه العديد من النقاد والقراء باعتبارها نصا ما بعد حداثى يقوم على مفارقة افتراضية تفترض اختفاء كتب نجيب محفوظ من العالم وظهور شخصيات أعماله الروائية فى الواقع.