هددت السلطات الأوكرانية بوقف أنشطة كنيسة الروم الكاثوليك التى يؤيد كهنتها منذ أكثر من شهر ونصف المتظاهرين المطالبين فى وسط كييف بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، فأثارت بذلك غضب المؤمنين.

وقد بعثت وزارة الثقافة برسالة الاثنين إلى رئيس كنيسة الروم الكاثوليك (التى تعترف بسلطة البابا فى روما) فى أوكرانيا فياتوسلاف شفتشوك واتهمت فيها كهنة هذه الكنيسة بـ"انتهاك القانون" من خلال الاحتفال بالواجبات الدينية خارج الكنائس.

وجاء فى الرسالة التى نشر نسخة عنها موقع اوكراينسكا برافدا أن "انتهاك هذا القانون يمكن أن تنجم عنه ملاحقات قضائية لوقف أنشطة" المنظمات الدينية المعنية.

فالكهنة الذين يعترفون بسلطة روما وكهنة الكنيسة الأرثوذكسية لبطريركية كييف، يحتفلون مرات عدة فى اليوم بالقداس الإلهى والواجبات الدينية فى الميدان، ساحة الاستقلال بوسط كييف الذى يحتله منذ أواخر نوفمبر متظاهرون يطالبون بالانضمام إلى أوروبا ويحتجون على تغير موقف السلطة حول تقارب مع الاتحاد الأوروبى لمصلحة روسيا.

وأقيمت خيمتان تقومان مقام أماكن العبادة فى الميدان ويصلى فيهما متظاهرون ويعترفون ويعمدون أولادهم أيضا.

وقال المتظاهر بافل (52 عاما) ردا على سؤال لوكالة فرانس برس لدى خروجه من إحدى الخيمتين "هذا غير أخلاقى وغير قانونى! لا يمكن منع الناس من الصلاة".

واعتبر رئيس كنيسة الروم الكاثوليك فى أوكرانيا فياتوسلاف شفتشوك أنه "للمرة الأولى منذ استقلال أوكرانيا، وجهوا إلينا تحذيرا، نحن المهددين بحرمان كنيستنا من وضعها القانونى".

وأضاف فى تصريح صحافى "كنا نظن أن الفترة التى كان الكهنة يتعرضون خلالها للاضطهاد قد ولت".

واعتبر الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش الذى تتهمه المعارضة بالإيعاز لتوجيه هذه الرسالة، أنه ينبغى "تطوير القانون حتى يتمكن المؤمنون من الصلاة حيث يريدون"، كما ذكر مكتبه الإعلامى.

وكانت كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية التى تتبع الطقس البيزنطى لكنها تعترف بسلطة الفاتيكان، محظورة فى الحقبة السوفياتية قبل ان تصبح ثالث اكبر كنيسة فى اوكرانيا بعد الاستقلال فى 1991.

ويبلغ عدد اتباعها اليوم 5,5 ملايين شخص فى أوكرانيا التى يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، أى حوالى 12% من عدد السكان، ويقيم القسم الأكبر منهم فى الغرب، وكذلك حوالى 1,5 مليون من المؤمنين فى الشتات الأوكرانى الموزع بين أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا.