* ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ*

ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﺑﻦ ﺟﺪﻋﺎﻥ ﺗﺼﺪﻕ ﺑﺄﺣﺐ
ﻣﺎﻟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﺭ ﻓﻘﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻪ
ﺳﺒﻊ ﺑﻨﺎﺕ , ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺸﺮﺏ
ﻫﻮ ﻭ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﻬﺎ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺑﺠﻔﺎﻓﻪ ﻭﻗﺤﻄﻪ, ﺗﺸﻘﻘﺖ
ﺍﻷﺭﺽ ﺧﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﺟﺪﻋﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﻳﺮﺗﺤﻠﻮﻥ
ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻸ,
...
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺣﻮﻝ, ﻭ ﻫﻲ ﺣﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻮﺻﻞ
ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﺑﺲ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪﻫﺎ ﻟﻴُﺤﻀﺮ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺮﺏ ـ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺧﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺪﺣﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ـ ﻓﻀﺎﻉ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺪﺣﻞ ﻭﻟﻢ
ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ.

ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻳﻮﻣًﺎ ﻭﻳﻮﻣﻴﻦ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺣﺘﻰ
ﻳﺄﺳﻮﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻌﻞ ﺛﻌﺒﺎﻧًﺎ ﻟﺪﻏﻪ ﻭﻣﺎﺕ, ﻟﻌﻠﻪ ﺗﺎﻩ
ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻠﻚ, ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ

ﻭﻗﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﻓﻘﺎﻡ ﺃﻭﺳﻄﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ:
ﺃﺗﺬﻛﺮﻭﻥ ﻧﺎﻗﺔ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﺠﺎﺭﻩ, ﺇﻥ
ﺟﺎﺭﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ,

ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﺑﻌﻴﺮًﺍ ﺃﺟﺮﺑًﺎ ﻟﻴﻌﻄﻮﻩ ﻟﻠﺠﺎﺭ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﺭ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎﻛﻢ ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﻟﻲ, ﺃﺗﻌﺸﻰ
ﻭﺃﺗﻐﺪﻯ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﻬﺎ.

ﻓﺎﻟﻠﺒﻦ ﻳُﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻛﻤﺎ ﻳُﺨﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ,

ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻋﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻚ, ﻭﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﻞ

ﻗﺎﻝ:ﺃﺷﻜﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻜﻢ,

ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﺷﻚِ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪﻣﺎﺕ,

ﻗﺎﻝ: ﻣﺎﺕ, ﻛﻴﻒ ﻣﺎﺕ؟

ﻭﻟﻤﺎ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ؟

ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺩﺧﻞ ﺩِﺣﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ,

ﻗﺎﻝ: ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺣﻞ ﺛﻢ ﺧﺬﻭﺍ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺟﻤﻠﻜﻢ ..

ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ
ﺍﻟﻮﻓﻲ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺣﺒﻼً ﻭﺃﺷﻌﻞ ﺷﻌﻠﺔً ﻭﻧﺰﻝ
ﻳﺰﺣﻒ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺤﺒﻮﺍ ﻓﻴﻪ ,

ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺣﻲ
ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ, ﺣﻤﻠﻪ ﺧﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺪﺣﻞ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺳﻘﺎﻩ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ
ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻩ, ﻭﺩﺑﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ, ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ,

ﻗﺎﻝ:ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﺳﺒﻮﻋًﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻧﺖ
ﻟﻢ ﺗﻤﺖ.

ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﺣﺪﺛﻚ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻋﺠﺒًﺎ, ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ
ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻷﻣﻞ ﻭ ﺳﻠﻤﺖ ﺃﻣﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻲ
ﺃﺣﺲ ﺑﻠﺒﻦ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻓﺎﻋﺘﺪﻟﺖ ﻓﺈﺫﺍ
ﺑﺈﻧﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻻ ﺃﺭﺍﻩ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ
ﻓﺄﺭﺗﻮﻱ ﺛﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ,

ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻪ؟

ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻪ
ﻟﺘﻌﺠﺒﺖ!

ﻇﻦ ﺃﻭﻻﺩﻙ ﺃﻧﻚ ﻣﺖ ﻭ ﺳﺤﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻘﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ,

ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺻﺪﻗﺘﻪ, ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ )) :ﺻﻨﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺗﻘﻲ
ﻣﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻮﺀ((
ﺿﺎﻗﺖ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﺤﻜﻤﺖ ﺣﻠﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﺮﺟﺖ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻬـﺎ ﻻ ﺗﻔﺮﺝ