هل تعاملت يومًا مع شخص وشى بك لرئيسك فى العمل، أو لأحد من والديك بدون أى سبب، إلا لإزعاجك فقط، هذا الشخص يسمى بالسيكوباتى، أو الشخص الـ"ضد مجتمعى"، حيث يقول الخبير النفسى أحمد هارون، إن الشخص السيكوباتى هو شخص طبيعى من الخارج، إلا أنه يسعى دائمًا لتدمير من حوله بدون سبب معين.

وأضاف هارون، إن الشخص السيكوباتى ليس نوعًا واحدًا فقط، بل يمكن أن يتم تقسيم مشاكله إلى 3 أنماط، الأول وهو النمط العدوانى، أو الـ"ضد مجتمعى صريح"، وهذا الشخص يعلن عداءه للمجتمع بشكل مبالغ فيه، فى أى موقف، بالإضافة إلى أنه أخطر الأنواع من السيكوباتين، حيث يمكن أن يتسم سلوكه بالعنف والقسوة.

وأشار هارون، إلى أن قسوة السيكوباتى من هذا النمط، لا تتوقف عند حدود الألفاظ، بل قد تصل إلى الاعتداء الجسدى، وقد يشمل العنف الأطفال والسيدات، لذلك تضع بعض الدول المتقدمة بعض القوانين لحماية الأطفال والنساء من العنف الذى يقع عليهم من أمثال هذا الشخص، مضيفًا إن هذا النوع لا يشعر بالندم على أفعاله.

وقال هارون، النوع الثانى وهو الشخص الـ"لاأخلاقى"، ويتسم هذا الشخص بالنفاق، حيث يميل إلى الظهور بالشخص البرئ، والوديع، وأنه يسعى مصادقه الجميع، فى الوقت الذى يسعى إلى تدمير صديقه أو زميله بدون سبب محدد، ويتميز أصحاب هذا النمط بكثرة الكذب، متشكك إلى أبعد درجة، ولا يصدق أى شخص بسهولة، بالإضافة إلى أنه يكره نجاح الآخرين، لأنه يشعر بالفشل، بجانب شعوره بعدم تقدير ذاته، لذلك غالبا ما يتلصص ويتجسس على الآخرين.

وأوضح هارون، أن النمط الثالث وهو النمط المتكيف، ويعتبره الأكثر انتشارًا، ويتعامل فيه هذا الشخص بذكاء لدرجة الإبداع، حيث يتسم بالذكاء الشديد، والمكر والنفاق، والقدرة على التلون مع الآخرين، حتى يحقق المصالح الشخصية، فهو يبدو للجميع صادق النوايا، خاصة أنه لا يمتاز بالعنف، إلا أنه يستطيع الحياة دون إيذاء الآخرين.

ويقول هارون، إن الشخص السيكوباتى من الأمراض المجتمعية التى يجب أن تخضع للعلاج، فعلى الرغم من أنه قد لا يبدو ظاهرة، كمعظم الأمراض النفسية، إلا أنها تصيب المجتمع بالعديد من المشاكل، والجرائم أيضا.