نشرت جريدة بالتيمور صن تجربة آن ميكاليان الرهيبة فى التحكم بذراعها الإلكترونية بالتفكير والتفكير فقط، حيث كانت دماغ آن ميكاليان تصدر الأمر إلى تلك الذراع المعدنية الغريبة المثبتة لديها، لتعبث فى الأقماع البلاستيكية الموجودة وترتبها، إلى أنها كانت تفشل أحيانا وتقع الأقماع الملونة فى عدم ترتيب لكنه جميل.

فى التجربة التالية كانت الذراع الإلكترونية لا تعلم مسبقا ماذا ستفعل من الحركات الدقيقة وعلى الرغم من أن الأوامر تصلها عن طريق مجموعة من الأقطاب الكهربائية تلامس جلد ميكاليان عند النهاية المدورة لبقايا ذراعها المبتورة والتى تمتد لأسفل الكوع قليلا، إلا أنها بدلا من أن تمسك المشابك الحمراء الموضوعة أمامها دارت حول نفسها.

اضطراب الذراع فى أداء نفس الأمر جعل ميكاليان تمازح مجموعة العلماء الحاضرين فى أحد مكاتب مستشفى جونز هوبكنز لمشاهدة تجربتها الفريدة، وتعلق على الأداء، قائلة: "آآآه عشان كدة سميتوها تجريبية، مش كدة؟".

على الرغم من الكوارث التى تحدث أحيانا – أو ربما بسببها – فإن التكنولوجيا تتقدم بسرعة، فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، كانت ميكاليان واثنين آخرين من مبتورى الأطراف يعملوا مع جراح من مستشفى جونز هوبكنز وشركة محلية تعد من بين أولى الشركات فى البلاد والتى تعمل فى مجال الأعضاء التعويضية التى يتم التحكم فيها بالتفكير صممت لقدامى المحاربين المصابين بالبتر.

الأجهزة الحالية ليست أبدا بدائل مثالية للأطراف المفقودة، ولكنها ساعدت على معرفة كيفية الأنشطة التى كان يمارسها الأشخاص محل التجربة قبل فقدان أطرافهم سواء بالعدوى، أو السرطان أو العنف، تعتمد التقنية الجديدة على فكرة التجربة والخطأ عن طريق ممارسة ما يمكن أن يفعلوه فى المنزل من الأنشطة مثل الميك أب، الطبخ، وحمل الأشياء، حيث أن مساعدة ميكاليان ومن معها من المتطوعين، يساهم فى تطويرها لحد بعيد، وفى خلال عامين ستكون مطروحة فى الأسواق.

حيث قال الدكتور ألبرت تشى وهو متخصص فى جراحات الطوارئ بجونز هوبكنز: "نحن نبتكر مجالا جديدة فى الطب تقريبا، كل ما نفعله هو التعلم وتطبيق ما تعلمناه ليس هناك مراجع أو كتب فى هذا المجال".

على مدى العامين الماضيين، عمل الدكتور تشى مع بالتيمور للتكنولوجيا الطبية الحيوية والشركات المتقدمة لتكنولوجيا الأطراف وهى أحد المطورين ومقرها تكساس، فى البداية كان جونى ماثينى، وهو مريض فقد ذراعه الأيسر بالسرطان، ثم دانا بورك والتى فقدت ذراعها الأيمن إلا بضعة بوصات منه منذ 15 عاما بسبب حادثة طلق نارى.

بدأت الجهود الرامية إلى تطوير الجهاز فى عام 2006، فى وكالة بحث المشروعات الدفاعية المتقدمة بالجيش الأمريكى، وتم استئجار مختبر الفيزياء التطبيقية بجونز هوبكنز مقابل 35 مليون دولار فى عام 2010، وكان مسئولا عن تطوير التكنولوجيا للجنود مبتورى الأطراف والعائدين من الحرب فى العراق وأفغانستان، ويتم البحث على التكنولوجيا فى مؤسسات أخرى بما فى ذلك جامعة شيكاغو ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.

انضمت الآن آن ميكاليان وذات الـ67 عاما واعتبروا أنفسهم حقلا للتجارب، وذلك فى سبيل مساعدة الآخرين من مبتورى الأطراف.

كانت آن معلمة عادية فى مدرسة كاثوليكية وتحكى أنها لم تكن تتوقع أن يحدث هذا كله، قالت: "من سنتين اتعرضت لدور برد عادى زى كل الناس، وفى خلال 4 أيام كنت فى طوارئ المستشفى، وفجأة أصيبت بالتهاب رئوى حاد فى الرئتين، مما سبب لها مشكلة عدوى وتلوث فى الدم، ودخلت العناية المركزة، ولمدة 6 أسابيع".

وتضيف آن: "لما فقت بعدها لقيت نفسى فاقدة أطرافى الأربعة، نتيجة للغرغرينا" نتيجة للعدوى والتلوث الذى أصيبت به آن، قل وصول الدم لأطرافها وماتت وبالتالى اضطر الأطباء لبترها للحفاظ على باقى الجسم.

إن آن التى فقدت أطرافها الأربعة لم تفقد معها الأمل فى الحياة، فكانت قد قرأت فى جريدة بالتيمور صن عن الأبحاث التى تجرى فى هذا المجال، وعن المتطوعين بورك وماثينى وأخذت القرار بضرورة المشاركة، وتواصلت مع الدكتور تشى وذهبت إلى مكتبه.
فى أثناء إعادة تأهيلها أظهرت آن استجابة عالية للتعامل مع البرامج والتكنولوجيا، وبرنامج المحاجاة، حيث يذكر دكتور تشي: "أنها تمكنت من عزف البيانو فى النظام الافتراضى".

والأطراف الصناعية ذات التقنية العالية إلى الآن هى الأقرب فى طبيعتها ووظيفتها إلى الذراع الطبيعية بالنسبة لمبتورى الأطراف مثل آن، وحتى الآن هى سهلة التركيب مثل الأذرع العادية الموجودة حاليا، إلا أن الفرق أن كل ما تفعله آن لتشغيل هذا العضو هو التفكير فقط، وهذا هو مربط الفرس أى أنها تفعل ما كانت تفعله من قبل إبان ذراعها الحقيقية.

يشرح طريقة العمل الرئيس التنفيذى للشركة راهول كاليكى قائلا: "يبدأ الأمر حقيقة فى الدماغ الذى ينشط الأعصاب المتصلة بالعضلات، وهى عملية سريعة جدا تتم فى جزء من الثانية، وتولد قدر ضئيل جدا من الكهرباء، والتى يلتقطها جهازنا، عن طريق ثمانية مجسات مثبتة فى جهازنا والمتصلة ببقايا ذراعها المبتورة، وتلتقط النشاط الكهربائى من 20 – 500 هيرتز"