الصداقة من المعاني والعلاقات السامية التي تربط البشر ببغضهم البعض ،ولكنها تُهمل أحياناً عند انشغال الرجل أو المرأة بالحياة لتكوين أسرة جديدة ، الأمر الذي يدفع البعض للانقطاع اجتماعياً بعض الشئ وعدم التواصل بالأصدقاء بصورة نهائية أو إهمالهم لبعض الوقت ، لاعتقادهم أن الاصدقاء سيظلون دائما على حالهم مخلصين لنا ، دون البحث عن سبل لتطوير هذه العلاقة أو إنعاشها من جديد.

ومن ناحية أخري ، يجب أن لا تؤثر الصداقة على الحياة الأسرية ولا تكون على حساب الحياة الخاصه ، بأن يسهر الزوج مع أصدقائه ويهمل زوجته وأولاده ، أو تعتمد الزوجة على أعز صديقة لتخطيط حياتها وتصحيح مسار حياتها الزوجية عند حدوث مشاكل ، ولكن الاعتدال مطلوب والمحافظة على الاصدقاء شئ ضروري بالسؤال عن أوضاعهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم حتى لا نفقدهم تدريجياً .

حافظوا على الأصدقاء
وللمحافظة على الصداقة ، هناك بعض القواعد التي ينصحك بها رجل الأعمال البريطاني الناجح ريتشارد تيمبلار الذي أعد كتابا يتضمن 100 قاعدة ذهبية للحب والصداقة، وشدد فيه على انه في حال منحكم صداقتكم لشخص ما، يجب أن تكونوا الصديق الأفضل له ، وتقديم أفضل ما لديكم لإنجاح هذه الصداقة ، ومن أهم نصائح الكاتب التي قدمها خلال الكتاب:
1- اقبل صديقك على حاله : يؤكد تيمبلار على ضرورة قبول الاصدقاء كما هم، خاصة ان الخيارات محدودة في هذا المجال ، بمعنى انه إما قبولهم على علاتهم أو تركهم وشأنهم ، مشيرا إلى انه عندما نقبل أحدا ما على انه صديق فان ذلك يعود لسبب ما، وبالتالي إذا كنا نوده فلماذا يتعيّن علينا تعقيد الأمر من خلال البحث عن التفاصيل المزعجة.
كثير من الناس يرددون في حياتهم انه لا احد يتمتع بالكمال، لكن القليل منهم يفكر في محتوى ومضمون هذه العبارة، لذلك يقول تيمبلار بحسب جريدة "القبس" انه عندما تودون شخصا ما وتصبحون أصدقاء، فيتعيّن عليكم القبول بنقاط ضعفه ونواقصه، لأنه من المحتمل أن ما يزعجكم لديه قد يكون السبب في ودكم له.

2- لقاءات من وقت لآخر : أهم شئ فى الصداقة بحسب تيمبلار هو تقديم الدعم للأصدقاء من خلال إيجاد الوقت الدائم لهم مهما كانت ظروف العمل والحياة صعبة، لان اللقاءات وتبادل الأحاديث تعمق الصداقة وتساهم في تحسين نوعية الحياة لدى الأصدقاء.

ومن المؤكد أن العديد من الأشخاص يشعرون بأهمية الصداقة عندما يقعون في مشاكل حياتية مختلفة، ويحتاجون إلى الحديث عنها مع احد مقرب منهم لكنهم لا يجدونه.
3- ابتعد عن أسلوب النصائح : ينبه تيمبلار إلى أن لا أحد يستطيع أن يكون متأكدا تماما من أن ما يقوله هو الحقيقة، كما أن الاصدقاء الآخرين لديهم رؤيتهم الخاصه وحياتهم الخاصه ويعرفونها أفضل منكم، لذلك حتى لو كنتم تقصدون خيرا من إبداء رأيكم في أمر ما، يجب عليكم أن لا تتدخلوا في قراراتهم.
حتى في حال طلب منكم الاصدقاء النصح، حاولوا تجنب ذلك، وفي كل الأحوال احرصوا على عدم فرض أرائكم عليهم.
ولكن ماذا لو كانوا يريدون اتخاذ قرارات مهمة، ويريدون فعلا سماع رأيكم في هذا الأمر؟
ويري الكاتب في هذه الحالة يجب السؤال عن مشكلة هذا الصديق ، لتبدي اهتماما بالأمر من مختلف الأوجه، وتناقشه فيها وطرح مزيد من الأسئلة عليه التي يمكن أن تساعده في التوصل إلى الحل الأفضل.

4- شريك الحياة خط أحمر : ينصح تيمبلار بعدم انتقاد زوجات، أو أزواج، أصدقائنا، وان كنا لا نستسيغ بعضهم، لان الأمر يتعلق في النهاية بحياتهم هم، وفي مثل هذه الحالات يفضل الالتقاء مع الاصدقاء من دون زوجاتهم، أو أن تلتقي الصديقات من دون أزواجهن.

ويرى انه في مثل هذه الحالة من الضروري ترك آرائكم الخاصه بشركاء الآخرين لأنفسكم، والشعور بالسعادة بان صديقك وجد أخيرا المرأة التي يحبها، أو أن صديقتك وجدت الرجل الذي يناسبها.
أما في حال سأل الصديق، أو الصديقة، عن رأيكم بزوجته، أو بزوجها، فحاولوا إيجاد ما هو ايجابي فيه، أو فيها، ولا تدخلوا في التفاصيل.
5- الود أسا العلاقة : إن تعاملكم الطيب مع الآخرين يجد في اغلب الأحيان استجابة ايجابية من احد ما ربما يكون غريبا عنكم، أما في حال توزيع لطفكم في كل مكان تكون فيه الحاجة إليه ضرورية، فمن المؤكد أن ذلك سيعود عليكم بالمنفعة عدة أضعاف.
ويشير تيمبلار إلي أن قيمة التعامل الودي والأخلاقي لا تقدر بثمن، لذلك ينصح بالتعامل مع الناس بسخاء وايجابية ومن دون أحكام مسبقة، لأنكم ستتأكدون بعده أن هذا الأمر مردودة كبير ، أما المبدأ في ذلك فبسيط وهو: ساعدوا الناس الذين تحبونهم وكونوا أصدقاء حقيقيين كما تريدون أن يكون الآخرون معكم.
كون صداقات
أما إذا كنت تشعر بالملل بسبب عدم وجود أصدقاء في حياتك ، يمكنك تكوين صداقات على شرط أن تختار الصديق الحقيقي وهو الشخص الذي "يقبلك كما أنت بكل ما يشوبك من عيوب و نقاط ضعف ، ويحبك على الرغم منها".
وإذا اخترت الصديق ستجني ست فوائد عظيمة منها :
1- الصديق المخلص هو الذي سيقف إلى جانبك متى تأزمت الأمور ولن يتخلى عنك عند أول بادرة خطر ، وسيمنحك دعمه الكامل ، و يتأكد من تغلبك على الأوقات العصيبة.
2- الصديق المخلص سيثق بك ، مهما حدث.
3- مهما قلت و مهما فعلت ، اعلم أن صديقك المخلص سيتقبلك كما أنت ، ولن ينتقد زلاتك وعيوب شخصيتك ، وعلى الرغم من أن هذه الزلات و العيوب لن تروق له بطبيعة الحال، لكنه سيتحملها عن طيب خاطر فيما سيثني على ميزاتك و خصالك الحميدة للآخرين .
4- عندما تكسب صداقة احدهم ، ستحوز على احترامه أيضاً ، فالأصدقاء المخلصون سيحترمونك ، و يحترمون قرارتك ، و أفعالك ، وسيبذلون قصارى جهدهم عن طيب خاطر لمساعدتك .
5- الصديق المخلص لن يتكلم عنك باستخفاف ،وسيبذل قصار جهده أيضا لإخماد الشائعات و النميمة التي تحط من شأنك و تسيء إلى سمعتك و لن يتلفظ بشيء في غيابك يخشى ان يقوله في حضرتك .
6- بينما تتعلم خطوات تكون صدقات حميمة ، ستتحول إلى خبير في فن العلاقات الإنسانية ، ذلك لأن تكوين الصداقات و الحفاظ عليها أمر يتطلب اللباقة و البراعة و الدبلوماسية .
أسس العلاقة




لكي تبني صداقتك على أسس متينة لا تخسر ما جنيته ، اعلم أن تصرفاتك تجاه الآخرين سيعكس أسلوب تصرف الآخرين تجاهك . بمعنى إذا كنت طيب القلب تجاه الآخرين ، فسيعاملونك بطيبة قلب ، و إذا كنت لبقاً معهم ، فسيعاملونك بلباقة .

* احرص على ألا تنتظر من الآخر دون أن يكون العطاء أحد سماتك ، والسعي وارء الثناء و الإطراء يعد من ضمن الرغبات البشرية الأساسية ، فكلنا نود ان يثني الآخرون علينا و على عملنا ، لذلك كن كريماً في ثنائك و أثن على الآخر ، فلا حد للثناء إلا الذي تضعه أنت له .


* حاول العثور علي قاسم مشترك لصداقتك ، من خلال الاهتمام بالأنشطة التي يحلو لآخر القيام بها ، فإذا كان مهتماً بلعبه الشطرنج على سبيل المثال ، فتعلم لعبة الشطرنج ،وحينها ستتكلمان نفس اللغة و تشعران بالراحة مع بعضكما البعض .
* تجنب الجدل و الخلافات بأي ثمن ، لأنه من الطبيعي أن تكون هناك أوقات عصيبه بينك وبين الصديق لسبب ما ، و إليك أفضل طريقة للتعامل مع الموقف : عندما يغضب منك شخص ما ، لديك طرق للتعامل مع الموقف .فبإمكانك أن تنتقم لنفسك و تغضب أنت الآخر ، أو يمكنك أن تقاوم رغبتك هذه و تفعل العكس بالضبط و تخفف من حدة غضبه .
فإذا رددت الصاع صاعين- وهو ما يتوقعه الآخر منك بالضبط -فستفقد السيطرة الكاملة على الموقف ، و تزيد الموقف سوءاً. و لن تحقق أي شيئاًُُ قط لو فقدت السيطرة على أعصابك، إن الأمر يتطلب طرفين لبدء عراك ما، و عندما تتجنب في الوقوع في شرك الغضب، ستجد أن غضب الطرف الآخر سيخمد ببساطة