شهر رمضان هذا العام يختلف عن كل الأعوام السابقة، خاصة فى المجتمع المصرى ففى ظل التوتر السياسى بالمجتمع المصرى هذا العام تزداد معه حالات التوتر العصبى، وتبدأ تظهر معها بعض حالات القولون العصبى والصداع وارتفاع ضغط الدم وتقل سيولة الدم مع ازدياد حرارة الطقس، وتفاعل كل هذه العوامل قد يؤدى إلى إصابات بالغة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أن وجود هذا الجو المتوتر مع بعض العادات السيئة قد يزيد من فرص الإصابة بتقرحات المعدة والجهاز الهضمى.

قال الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، فى البداية وفى ظل التوترات الحالية ننصح بتناول البابونج الدافئ الذى له دور رئيسى فى زيادة سيولة الدم والنعناع والينسون بالتناوب يوميا بعد الإفطار، مع إضافة القليل من الجنزبيل لتنشيط الكبد وتهدئة الجهاز الهضمى والعصبى مع مراعاة خطورة الجنزبيل على السيدات الحوامل.

وأوضح أنه عندما يبدأ الشهر الكريم ويبدأ معه العادات السيئة التى تعكر صفو شهر الصيام، وتبدأ شكوانا من سوء الهضم ونبدأ اتهامنا للصيام على عكس الواقع، فالصيام برىء من أى مشاكل فى الهضم والسمنة ولكن بعض العادات السيئة هى التى تصل بنا لسوء الهضم والسمنة فى الشهر الكريم فجهازنا الهضمى يرتاح لمدة 18 ساعة طوال الصيام ثم يستيقظ على صرخة قوية عند تناول المشروبات المثلجة والكميات الكبيرة من الدهون والحلويات، فهو أشبه بإيقاظ نائم بصرخة قوية، مما يسبب له اضطرابات عديدة ويرتبك الجهاز الهضمى مما يؤدى إلى مشاكل وأمراض عديدة.

وأشار دكتور خالد إلى أنه للوقاية من العطش ينصح بتناول الفاكهة الغنية بالماء والألياف الطبيعية على السحور، مثل البطيخ والشمام والكنتالوب والموز فهى تعمل على إفراز الماء والمعادن تدريجيا من الجسم وبصفة مستمرة أثناء الصيام.
ولا ننسى أن تعويض كميات الماء المفقودة بنهار رمضان ضرورى خاصة لمرضى القلب والمعرضين لحدوث جلطات لضمان سيولة الدم، فلابد من تناول 3-4 لترات ماء فى الفترة مابين الإفطار والسحور، لكن لابد من توزيعهم طوال هذه الفترة بشرب كوب ماء كل نصف ساعة.

واستكمل أن من العادات السيئة بعد تناول السحور، شرب الشاى بكثرة أيضا اعتقادا منا أنه يقى من العطش على عكس الحقيقة فالكافيين ومواد أخرى فى الشاى تعمل على إدرار البول، مما يعجل ويسرع بحدوث العطش.
ومن أسوأ العادات شرب الماء والعصائر المثلجة قبل تناول الإفطار مباشرة فالمشروبات المثلجة تقلل وصول الدم إلى المعدة والأمعاء، مما يصيب الجهاز الهضمى بخمول ويسبب مشاكل عديدة بعملية الهضم من عسر هضم ومغص وميل للقىء، لذالك ينصح ببدء إفطارنا بتناول التمر الذى يحتوى على سكريات أحادية سهلة الهضم ثم نصلى المغرب ونعود بعد صلاة المغرب، ونبدأ بشرب حساء دافئ لتنشيط وتنبيه جهازنا الهضمى وإفاقته بالتدريج بعد نوم عميق طوال فترة الصيام مع مراعاة عدم تناول كميات كبيرة من الأطعمة المقلية والدسمة أثناء وجبة الإفطار، فهى تشكل خطرا على المعدة وتؤدى إلى صعوبة الهضم والسمنة والحموضة المتكررة بعد الإفطار فيجب الحذر من تلك الأطعمة أثناء وجبة الإفطار.

كما أن الإكثار من تناول الحلوى بعد الإفطار مباشرة يؤدى إلى تراكم الدهون فى الجسم وزيادة السمنة والكوليستيرول، لذالك إذا تناولت الحلويات يجب تناولها بعد صلاة التراويح وبقطعة صغيرة ويفضل مرة أو مرتين فى الأسبوع بحد أقصى مع استبدال الحلوى بالفاكهة فى بقية الأيام، فالفاكهة مصدر للفيتامينات والأملاح المعدنية التى يحتاجها الجسم فى رمضان وتساعد على محاربة السمنة وإنقاص الوزن لإحتواءها على نسبة عالية من الألياف.

وأكثر العادات السيئة الكسل فى نهار رمضان بحجة الصيام وكسل فى ليل رمضان للجلوس فترات طويلة أمام مسلسلات التليفزيون، وهى من أكثر العادات السيئة، فالصيام محتاج للحركة لتنشيط الدورة الدموية وإعادة نشاط الخلايا أما بعد الإفطار فالحركة ضرورية لسرعة هضم وجبة الإفطار حتى لا يأتى السحور وبقايا الإفطار لا تزال بالمعدة غير كاملة الهضم، مما يسبب عبئا إضافيا على جهازنا الهضمى.