تقليص أمريكي وتوسع أوروبي
يوما بعد يوم تزداد المسافة بعدا ما بين السياسة النقدية الأمريكية من ناحية ،وبين الاقتصاديات الكبرى الأخرى (الأوربية ،البريطانية ،اليابانية ) ومع كل خطوة أو تطور يدعم هذا التباعد نجد المزيد من الدعم والقوة لصالح الدولار الأمريكي ،كرد منطقي من قبل الأسواق .
فالتطورات الأخيرة لسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المعلنة تتجه نحو تقليص السياسة النقدية وذلك بالتخطيط لإنهاء برنامج التيسير الكمي خلال منتصف العام القادم ،وما سيتبع ذلك مستقبلا من إعادة الاتجاه الصعودي لأسعار الفائدة
بينما البنك المركزي الأوروبي و البنك المركزي البريطاني وبما لا يدع مجالا للشك أكدا في بياناتهما بالأمس وبكل وضوح الاتجاه نحو التوسع في السياسة النقدية ، وبكل الوسائل المتاحة إلى أن يعافى الاقتصاد البريطاني و منطقة اليورو ، ويعودان إلى النمو من جديد.
فالمركزي البريطاني بالأمس اصدر بيان بالغ الأهمية بعد قرار تثبيت سعر الفائدة أكد فيه بأن رفع سعر الفائدة من شأنه أن يؤثر سلبا على النمو مستقبلا، وتطرق البيان إلى قلق المجتمعين من ارتفاع عوائد السندات في الفترة الأخيرة وقال ((انه ليس له ما يبرره في حالة الاقتصاد البريطاني ولمح إلى أنه قد يصدر المزيد من التوجيهات بخصوص أسعار الفائدة الشهر المقبل)).
أما دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي فقد كان غاية في الوضوح والصراحة في المؤتمر الصحفي الذي عقدة وكانت كلاماته تخرج مباشرة وغير قابلة للتأويل حين أكد على أن البنك سيبقى على أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة وقد يتم خفضها دون المستوى الحالي وان لا يرى مخاطر ألان أن تم تطبيق أسعار فائدة بالسالب.
وان تطرقنا للمركزي الياباني ، فانه لا يخفى على احد سياسة التيسير وعمليات الضخ الكبيرة التي يمارسها المركزي بهدف أخراج البلاد من أزمتها المالية وإيصال نسبة التضخم لمستويات 2% كهدف ياباني معلن .
وهنا يبرز السؤال الأهم ما تأثير سياسة تقليص السياسة النقدية الأمريكية التوسع في السياسة النقدية لباقي الاقتصاديات للدول الأخرى (الأوربية ،البريطانية ،اليابانية ) على تحركات العملات ؟
الأثر المباشر لهذه السياسات النقدية يعني القوة والمزيد من القوة للدولار الأميركي مع كل خطوة يتخذها احد طرفي المعادلة تطبيقا لها .
بتداولات اليوم لا بيانات هامة من المنطقة الأوربية مع ميول لاستمرار التحركات الايجابية السلبية (للجنية الإسترليني واليورو ) بتأثير من تصريحات المركزي الأوروبي والمركزي البريطاني بالأمس .
أمريكيا نترقب نتيجة بيان التغير في ألعماله الغير زراعية حيث يتوقع انخفاضها إلى 162 ألفا بعد الارتفاعات القوية السابقة حيث تم تسجيل 175 ألف ويعتبر رقم 162 مقبولا حيث لا نميل للتعامل معه كخبر سلبي , بذات الوقت سيتم التركيز على معدل البطالة والذي يتوقع انخفاضة إلى 7.5% هبوطا من 7.6% , والاهتمام سيكون على حمل مفاجئة بنتيجته إيجابا كانت أو سلبا .
نظرة اليوم على الذهب
بعد وصولة لمستويات 1180 دولار للاونصة وخسارة ما يقارب 15% من قيمته كرد مباشر على قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة حول إنهاء برنامج التيسير الكمي ,استقرت الأسعار أخيرا قرب مستويات 1245 خصوصا بتداولات الأسبوع الحالي .
بتداولات اليوم خصوصا إن حمل صدرت تقارير سوق العمل على ايجابية نميل لمشاهدة تراجعات بتحركات الذهب كرد مباشر على التقرير ، والعكس من ذلك إن بحال كانت النتائج سلبية .