والله دعاء جميل ويمس القلب يا ابو عيدالله
جازاك الله خيراً
Printable View
والله دعاء جميل ويمس القلب يا ابو عيدالله
جازاك الله خيراً
اَللّـهُمَّ اِنّي كُلَّما قُلْتُ قَدْ تَهَيَّأتُ وَ تَعَبَّأتُ وَ قُمْتُ لِلصَّلاةِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ ناجَيْتُكَ اَلْقَيْتَ عَلَيَّ نُعاساً اِذا اَنَا صَلَّيْتُ ، وَ سَلَبْتَني مُناجاتِكَ اِذا اَنَا ناجَيْتُ ، مالي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلَحَتْ سَريرَتي ، وَ قَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابينَ مَجْلِسي ، عَرَضَتْ لي بَلِيَّةٌ اَزالَتْ قَدَمي ، وَ حالَتْ بَيْني وَ بَيْنَ خِدْمَتِكَ سَيِّدي لَعَلَّكَ عَنْ بابِكَ طَرَدْتَني ، وَ عَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّيْتَني اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني مُسْتَخِفّاً بِحَقِّكَ فَاَقْصَيْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني مُعْرِضاً عَنْكَ فَقَلَيْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ وَجَدْتَني في مَقامِ الْكاذِبينَ فَرَفَضْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني غَيْرَ شاكِر لِنَعْمائِكَ فَحَرَمْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَني مِنْ مَجالِسِ الْعُلَماءِ فَخَذَلْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني فِى الْغافِلينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني آلِفَ مَجالِسِ الْبَطّالينَ فَبَيْني وَ بَيْنَهُمْ خَلَّيْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبَّ اَنْ تَسْمَعَ دُعائي فَباعَدْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ بِجُرْمي وَ جَريرَتي كافَيْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَيائي مِنْكَ جازَيْتَني ، فَاِنْ عَفَوْتَ يا رَبِّ فَطالما عَفَوْتَ عَنِ الْمُذْنِبينَ قَبْلي ، لاَِنَّ كَرَمَكَ اَيْ رَبِّ يَجِلُّ عَنْ مُكافاتِ الْمُقَصِّرينَ ، وَ اَنَا عائِذٌ بِفَضْلِكَ ، هارِبٌ مِنْكَ اِلَيْكَ ، مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ اَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً ، اِلهي اَنْتَ اَوْسَعُ فَضْلاً ، وَ اَعْظَمُ حِلْماً مِنْ اَنْ تُقايِسَني بِعَمَلي اَوْ اَنْ تَسْتَزِلَّني بِخَطيئَتي ، وَ ما اَنَا يا سَيِّدي وَ ما خَطَري ، هَبْني بِفَضْلِكَ سَيِّدي ، وَ تَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ ، وَ جَلِّلْني بِسِتْرِكَ ، وَ اعْفُ عَنْ تَوْبيخي بِكَرَمِ وَجْهِكَ .
سَيِّدي اَنَا الصَّغيرُ الَّذي رَبَّيْتَهُ ، وَ اَنَا الْجاهِلُ الَّذي عَلَّمْتَهُ ، وَ اَنَا الضّالُّ الَّذي هَدَيْتَهُ ، وَ اَنَا الْوَضيعُ الَّذي رَفَعْتَهُ ، وَ اَنَا الْخائِفُ الَّذي آمَنْتَهُ ، وَ الْجايِعُ الَّذي اَشْبَعْتَهُ ، وَ الْعَطْشانُ الَّذي اَرْوَيْتَهُ ، وَ الْعاري الَّذي كَسَوْتَهُ ، وَ الْفَقيرُ الَّذي اَغْنَيْتَهُ ، وَ الضَّعيفُ الَّذي قَوَّيْتَهُ ، وَ الذَّليلُ الَّذي اَعْزَزْتَهُ ، وَ السَّقيمُ الَّذي شَفَيْتَهُ ، وَ السّائِلُ الَّذي اَعْطَيْتَهُ ، وَ الْمُذْنِبُ الَّذي سَتَرْتَهُ ، وَ الْخاطِئُ الَّذي اَقَلْتَهُ ، وَ اَنَا الْقَليلُ الَّذي كَثَّرْتَهُ ، وَ الْمُسْتَضْعَفُ الَّذي نَصَرْتَهُ ، وَ اَنَا الطَّريدُ الَّذي آوَيْتَهُ ، اَنَا يا رَبِّ الَّذي لَمْ اَسْتَحْيِكَ فِى الْخَلاءِ ، وَ لَمْ اُراقِبْكَ فِى الْمَلاءِ ، اَنَا صاحِبُ الدَّواهِي الْعُظْمى ، اَنَا الَّذي عَلى سَيِّدِهِ اجْتَرى ، اَنَا الَّذي عَصَيْتُ جَبّارَ السَّماءِ ، اَنَا الَّذي اَعْطَيْتُ عَلى مَعاصِى الْجَليلِ الرُّشا ، اَنَا الَّذي حينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ اِلَيْها اَسْعى ، اَنَا الَّذي اَمْهَلْتَني فَما ارْعَوَيْتُ ، وَ سَتَرْتَ عَلَيَّ فَمَا اسْتَحْيَيْتُ ، وَ عَمِلْتُ بِالْمَعاصي فَتَعَدَّيْتُ ، وَ اَسْقَطْتَني مِنْ عَيْنِكَ فَما بالَيْتُ ، فَبِحِلْمِكَ اَمْهَلْتَني وَ بِسِتْرِكَ سَتَرْتَني حَتّى كَاَنَّكَ اَغْفَلْتَني ، وَ مِنْ عُقُوباتِ الْمَعاصي جَنَّبْتَني حَتّى كَاَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَني .
اِلهي لَمْ اَعْصِكَ حينَ عَصَيْتُكَ وَ اَنَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ ، وَ لا بِاَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ ، وَ لا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌّ ، وَ لا لِوَعيدِكَ مُتَهاوِنٌ ، لكِنْ خَطيئَةٌ عَرَضَتْ وَ سَوَّلَتْ لي نَفْسي ، وَ غَلَبَني هَوايَ ، وَ اَعانَني عَلَيْها شِقْوَتي ، وَ غَرَّني سِتْرُكَ الْمُرْخى عَلَيَّ ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَ خالَفْتُكَ بِجَهْدي ، فَالاْنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُني ، وَ مِنْ اَيْدي الْخُصَماءِ غَداً مِنْ يُخَلِّصُني ، وَ بِحَبْلِ مَنْ اَتَّصِلُ اِنْ اَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنّي ، فَواسَوْاَتا عَلى ما اَحْصى كِتابُكَ مِنْ عَمَلِيَ الَّذي لَوْلا ما اَرْجُو مِنْ كَرَمِكَ وَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ نَهْيِكَ اِيّايَ عَنِ الْقُنُوطِ لَقَنَطْتُ عِنْدَما اَتَذَكَّرُها ، يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داع ، وَ اَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راج .
اِلهي لَوْ قَرَنْتَني بِالاَْصْفادِ ، وَ مَنَعْتَني سَيْبَكَ مِنْ بَيْنِ الاَْشْهادِ ، وَ دَلَلْتَ عَلى فَضايِحي عُيُونَ الْعِبادِ ، وَ اَمَرْتَ بي اِلَى النّارِ ، وَ حُلْتَ بَيْني وَ بَيْنَ الاَْبْرارِ ، ما قَطَعْتُ رَجائي مِنْكَ ، وَ ما صَرَفْتُ وَجْهَ تَأميلي لِلْعَفْوِ عَنْكَ ، وَ لا خَرَجَ حُبُّكَ مِنْ قَلْبي ، اَنَا لا اَنْسى اَيادِيَكَ عِنْدي ، وَ سِتْرَكَ عَلَيَّ في دارِ الدُّنْيا .
سَيِّدي اَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبي ، وَ اجْمَعْ بَيْني وَ بَيْنَ الْمُصْطَفى وَ آلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ خاتَمِ النَّبِيّينَ مُحَمَّد صَلَّى الله ُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ انْقُلْني اِلى دَرَجَةِ الَّتوْبَةِ اِلَيْكَ ، وَ اَعِنّي بِالْبُكاءِ عَلى نَفْسي ، فَقَدْ اَفْنَيْتُ بِالتَّسْويفِ وَ الاْمالِ عُمْري ، وَ قَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الاْيِسينَ مِنْ خَيْري ، فَمَنْ يَكُونُ اَسْوَأ حالاً مِنّي إنْ اَنَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالي اِلى قَبْري ، لَمْ اُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتي ، وَ لَمْ اَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجْعَتي ، وَ مالي لا اَبْكي وَ لا اَدْري اِلى ما يَكُونُ مَصيري ، وَ اَرى نَفْسي تُخادِعُني ، وَ اَيّامي تُخاتِلُني ، وَ قَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأسي اَجْنِحَةُ الْمَوْتِ ، فَمالي لا اَبْكي ، اَبْكي لِخُُروجِ نَفْسي ، اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري ، اَبْكي لِضيقِ لَحَدي ، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَ نَكيرٍ اِيّايَ ، اَبْكي لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْياناً ذَليلاً حامِلاً ثِقْلي عَلى ظَهْري ، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني وَ اُخْرى عَنْ شِمالي ، اِذِ الْخَلائِقُ في شَأنٍ غَيْرِ شَأني { لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } وَ ذِلَّةٌ .
سَيِّدي عَلَيْكَ مُعَوَّلي وَ مُعْتَمَدي وَ رَجائي وَ تَوَكُّلي ، وَ بِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقي ، تُصيبُ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدي بِكَرامَتِكَ مَنْ تُحِبُّ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما نَقَّيْتَ مِنَ الشِّرْكِ قَلْبي ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلى بَسْطِ لِساني ، اَفَبِلِساني هذَا الْكالِّ اَشْكُرُكَ ، اَمْ بِغايَةِ جُهْدي في عَمَلي اُرْضيكَ ، وَ ما قَدْرُ لِساني يا رَبِّ في جَنْبِ شُكْرِكَ ، وَ ما قَدْرُ عَمَلي في جَنْبِ نِعَمِكَ وَ اِحْسانِكَ .
اِلهي اِنَّ جُودَكَ بَسَطَ اَمَلي ، وَ شُكْرَكَ قَبِلَ عَمَلي ، سَيِّدي اِلَيْكَ رَغْبَتي ، وَ اِلَيْكَ رَهْبَتي ، وَ اِلَيْكَ تَأميلي ، وَ قَدْ ساقَني اِلَيْكَ اَمَلي ، وَ عَلَيْكَ يا واحِدي عَكَفَتْ هِمَّتي ، وَ فيـما عِنْدَكَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتي ، وَ لَكَ خالِصُ رَجائي وَ خَوْفي ، وَ بِكَ أَنِسَتْ مَحَبَّتي ، وَ اِلَيْكَ اَلْقَيْتُ بِيَدي ، وَ بِحَبْلِ طاعَتِكَ مَدَدْتُ رَهْبَتي ، يا مَوْلايَ بِذِكْرِكَ عاشَ قَلْبي ، وَ بِمُناجاتِكَ بَرَّدْتُ اَلَمَ الْخَوْفِ عَنّي ، فَيا مَوْلايَ وَ يا مُؤَمَّلي وَ يا مُنْتَهى سُؤْلي فَرِّقْ بَيْني وَ بَيْنَ ذَنْبِيَ الْمانِعِ لي مِنْ لُزُومِ طاعَتِكَ ، فَاِنَّما اَسْاَلُكَ لِقَديمِ الرَّجاءِ فيكَ ، وَ عَظيمِ الطَّمَعِ مِنْكَ ، الَّذي اَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ مِنَ الرَّأفَةِ وَ الرَّحْمَةِ ، فَالاَْمْرُ لَكَ ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، وَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُكَ وَ في قَبْضَتِكَ ، وَ كُلُّ شَيْي خاضِعٌ لَكَ ، تَبارَكْتَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
اِلهي ارْحَمْني اِذَا انْقَطَعَتْ حُجَّتي وَ كَلَّ عَنْ جَوابِكَ لِساني ، وَ طاشَ عِنْدَ سُؤالِكَ اِيّايَ لُبّي ، فَيا عَظيمَ رَجائي لا تُخَيِّبْني اِذَا اشْتَدَّتْ فاقَتي ، وَ لا تَرُدَّني لِجَهْلي ، وَ لا تَمْنَعْني لِقِلَّةِ صَبْري ، اَعْطِني لِفَقْري وَ ارْحَمْني لِضَعْفي ، سَيِّدي عَلَيْكَ مُعْتَمَدي وَ مُعَوَّلي وَ رَجائي وَ تَوَكُّلي ، وَ بِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقي ، وَ بِفَنائِكَ اَحُطُّ رَحْلي ، وَ بِجُودِكَ اَقْصِدُ طَلِبَتي ، وَ بِكَرَمِكَ اَيْ رَبِّ اسْتَفْتِحُ دُعائي ، وَ لَدَيْكَ اَرْجُو فاقَتي ، وَ بِغِناكَ اَجْبُرُ عَيْلَتي ، وَ تَحْتَ ظِلِّ عَفْوِكَ قِيامي ، وَ اِلى جُودِكَ وَ كَرَمِكَ اَرْفَعُ بَصَري ، وَ اِلى مَعْرُوفِكَ اُديمُ نَظَري ، فَلا تُحْرِقْني بِالنّارِ وَ اَنْتَ مَوْضِعُ اَمَلي ، وَ لا تُسْكِنِّىِ الْهاوِيَةَ فَاِنَّكَ قُرَّةُ عَيْني ، يا سَيِّدي لا تُكَذِّبْ ظَنّي بِاِحْسانِكَ وَ مَعْرُوفِكَ فَاِنَّكَ ثِقَتي ، وَ لا تَحْرِمْني ثَوابَكَ فَاِنَّكَ الْعارِفُ بِفَقْري .
اِلهي اِنْ كانَ قَدْ دَنا اَجَلي وَ لَمْ يُقَرِّبْني مِنْكَ عَمَلي فَقَدْ جَعَلْتُ الاْعْتِرافَ اِلَيْكَ بِذَنْبي وَسائِلَ عِلَلي ، اِلهي اِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ اَوْلى مِنْكَ بِالْعَفْوِ ، وَ اِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ اَعْدَلُ مِنْكَ فِي الْحُكْمِ ، ارْحَمْ في هذِهِ الدُّنْيا غُرْبَتي ، وَ عِنْدَ الْمَوْتِ كُرْبَتي ، وَ فِي الْقَبْرِ وَحْدَتي ، وَ فِي اللَّحْدِ وَحْشَتي ، وَ اِذا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَوْقِفي ، وَ اغْفِرْ لي ما خَفِيَ عَلَى الاْدَمِيّينَ مِنْ عَمَلي ، وَ اَدِمْ لي ما بِهِ سَتَرْتَني ، وَ ارْحَمْني صَريعاً عَلَى الْفِراشِ تُقَلِّبُني اَيْدي اَحِبَّتي ، وَ تَفَضَّلْ عَلَيَّ مَمْدُوداً عَلَى الْمُغْتَسَلِ يُقَلِّبُني صالِحُ جيرَتي ، وَ تَحَنَّنْ عَلَيَّ مَحْموُلاً قَدْ تَناوَلَ الاَْقْرِباءُ اَطْرافَ جَنازَتي ، وَ جُدْ عَلَيَّ مَنْقُولاً قَدْ نَزَلْتُ بِكَ وَحيداً في حُفْرَتي ، وَ ارْحَمْ في ذلِكَ الْبَيْتِ الْجَديدِ غُرْبَتي ، حَتّى لا اَسْتَاْنِسَ بِغَيْرِكَ .
يا سَيِّدي اِنْ وَكَلْتَني اِلى نَفْسي هَلَكْتُ ، سَيِّدي فَبِمَنْ اَسْتَغيثُ اِنْ لَمْ تُقِلْني عَثَرْتي ، فَاِلى مَنْ اَفْزَعُ اِنْ فَقَدْتُ عِنايَتَكَ في ضَجْعَتي ، وَ اِلى مَنْ اَلْتَجِئُ اِنْ لَمْ تُنَفِّسْ كُرْبَتي سَيِّدي مَنْ لي وَ مَنْ يَرْحَمُني اِنْ لَمْ تَرْحَمْني ، وَ فَضْلَ مَنْ اُؤَمِّلُ اِنْ عَدِمْتُ فَضْلَكَ يَوْمَ فاقَتي ، وَ اِلى مَنِ الْفِرارُ مِنَ الذُّنُوبِ اِذَا انْقَضى اَجَلي ، سَيِّدي لا تُعَذِّبْني وَ اَنَا اَرْجُوكَ ، اِلهي حَقِّقْ رَجائي ، وَ آمِنْ خَوْفي ، فَاِنَّ كَثْرَةَ ذُنُوبي لا اَرْجُو فيها إلاّ عَفْوَكَ ، سَيِّدي اَنَا اَسْاَلُكَ ما لا اَسْتَحِقُّ وَ اَنْتَ اَهْلُ التَّقْوى وَ اَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ، فَاغْفِرْ لي وَ اَلْبِسْني مِنْ نَظَرِكَ ثَوْباً يُغَطّي عَلَيَّ التَّبِعاتِ ، وَ تَغْفِرُها لي وَ لا اُطالَبُ بِها ، اِنَّكَ ذُو مَنٍّ قَديم ، وَ صَفْحٍ عَظيم ، وَ تَجاوُزٍ كَريم .
اِلهي اَنْتَ الَّذي تُفيضُ سَيْبَكَ عَلى مَنْ لا يَسْأَلُكَ وَ عَلَى الْجاحِدينَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، فَكَيْفَ سَيِّدي بِمَنْ سَأَلَكَ وَ اَيْقَنَ اَنَّ الْخَلْقَ لَكَ ، وَ الاَْمْرَ اِلَيْكَ ، تَبارَكْتَ وَ تَعالَيْتَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
سَيِّدي عَبْدُكَ بِبابِكَ أقامَتْهُ الْخَصاصَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَقْرَعُ بابَ اِحْسانِكَ بِدُعائِهِ ، فَلا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ عَنّي ، وَ اَقْبَلْ مِنّي ما اَقُولُ ، فَقَدْ دَعَوْتُ بِهذَا الدُّعاءِ وَ اَنا اَرْجُو اَنْ لا تَرُدَّني ، مَعْرِفَةً مِنّي بِرَأفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ ، اِلهي اَنْتَ الَّذي لا يُحْفيكَ سائِلٌ ، وَ لا يَنْقُصُكَ نائِلٌ ، اَنْتَ كَما تَقُولُ وَ فَوْقَ ما نَقُولُ .
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ صَبْراً جَميلاً ، وَ فَرَجاً قَريباً ، وَ قَولاً صادِقاً ، وَ اَجْراً عَظيماً ، اَسْاَلُكَ يا رَبِّ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَ ما لَمْ اَعْلَمْ ، اَسْاَلُكَ اللّهُمَّ مِنْ خَيْرِ ما سَأَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصّالِحُونَ ، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَ اَجْوَدَ مَنْ اَعْطى ، اَعْطِني سُؤْلي في نَفْسي وَ اَهْلي وَ والِديَّ وَ وَلَدي وَ اَهْلِ حُزانَتي وَ اِخْواني فيكَ ، وَ اَرْغِدْ عَيْشي ، وَ اَظْهِرْ مُرُوَّتي ، وَ اَصْلِحْ جَميعَ اَحْوالي ، وَ اجْعَلْني مِمَّنْ اَطَلْتَ عُمْرَهُ ، وَ حَسَّنْتَ عَمَلَهُ ، وَ اَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ ، وَ رَضِيتَ عَنْهُ وَ اَحْيَيْتَهُ حَياةً طَيِّبَةً في اَدْوَمِ السُّرُورِ ، وَ اَسْبَغِ الْكَرامَةِ ، وَ اَتَمِّ الْعَيْشِ ، اِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَ لا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُكَ .
اَللّـهُمَّ خُصَّني مِنْكَ بِخاصَّةِ ذِكْرِكَ ، وَ لا تَجْعَلْ شَيْئاً مِمّا اَتَقَرَّبُ بِهِ في آناءِ اللَّيْلِ وَ اَطْرافِ النَّهارِ رِياءً وَ لا سُمْعَةً وَ لا اَشَراً وَ لا بَطَراً ، وَا جْعَلْني لَكَ مِنَ الْخاشِعينَ .
اَللّـهُمَّ أعْطِنِى السِّعَةَ فِي الرِّزْقِ ، وَ الاَْمْنَ فِي الْوَطَنِ ، وَ قُرَّةَ الْعَيْنِ فِي الاَْهْلِ وَ الْمالِ وَ الْوَلَدِ ، وَ الْمُقامَ في نِعَمِكَ عِنْدي ، وَ الصِّحَّةَ فِى الْجِسْمِ ، وَ الْقُوَّةَ فِي الْبَدَنِ ، وَ السَّلامَةَ فِى الدّينِ ، وَ اسْتَعْمِلْني بِطاعَتِكَ وَ طاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله ُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَبَداً مَا اسْتَعْمَرَتْني ، وَ اجْعَلْني مِنْ اَوْفَرِ عِبادِكَ عِنْدَكَ نَصيباً في كُلِّ خَيْر اَنْزَلْتَهُ وَ تُنْزِلُهُ في شَهْرِ رَمَضانَ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَ ما اَنْتَ مُنْزِلُهُ في كُلِّ سَنَةٍ مِنْ رَحْمَة تَنْشُرُها ، وَ عافِيَة تُلْبِسُها ، وَ بَلِيَّة تَدْفَعُها ، وَ حَسَناتٍ تَتَقَبَّلُها ، وَ سَيِّئاتٍ تَتَجاوَزُ عَنْها ، وَ ارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عامِنا هذا وَ في كُلِّ عام ، وَ ارْزُقْني رِزْقاً واسِعاً مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ ، وَ اصْرِفْ عَنّي يا سَيِّدي الاَْسْواءَ ، وَ اقْضِ عَنِّيَ الدَّيْنَ وَ الظُّلاماتِ ، حَتّى لا اَتَاَذّى بِشَي مِنْهُ ، وَ خُذْ عَنّي بِاَسْماعِ وَ اَبْصارِ اَعْدائي وَ حُسّادي وَ الْباغينَ عَلَيَّ ، وَ انْصُرْني عَلَيْهِمْ ، وَ اَقِرَّ عَيْني وَ فَرِّحْ قَلْبي ، وَ اجْعَلْ لي مِنْ هَمّي وَ كَرْبي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً ، وَ اجْعَلْ مَنْ اَرادَني بِسُوءٍ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ تَحْتَ قَدَمَيَّ ، وَ اكْفِني شَرَّ الشَّيْطانِ ، وَ شَرَّ السُّلْطانِ ، وَ سَيِّئاتِ عَمَلي ، وَ طَهِّرْني مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّها ، وَ اَجِرْني مِنَ النّارِ بِعَفْوِكَ ، وَ اَدْخِلْنِى الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَ زَوِّجْني مِنَ الْحُورِ الْعينِ بِفَضْلِكَ ، وَ اَلْحِقْني بِاَوْلِيائِكَ الصّالِحينَ مُحَمَّد وَ آلِهِ الاَْبْرارِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الاَْخْيارِ ، وأصحابه الغر الميامين ، آمين يارب العالمين.
اِلهي وَ سَيِّدي وَ عِزَّتِكَ وَ جَلالِكَ لَئِنْ طالَبَتْني بِذُنُوبي لاَُطالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ ، وَ لَئِنْ طالَبَتْني بِلُؤْمي لاَُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ ، وَ لَئِنْ اَدْخَلْتَنِى النّارَ لاَُخْبِرَنَّ اَهْلَ النّارِ بِحُبّي لَكَ ، اِلهي وَ سَيِّدي اِنْ كُنْتَ لا تَغْفِرُ إلاّ لاَِوْلِيائِكَ وَ اَهْلِ طاعَتِكَ فَاِلى مَنْ يَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ ، وَ اِنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إلاّ اَهْلَ الْوَفاءِ بِكَ فَبِمَنْ يَسْتَغيثُ الْمُسْيؤُنَ ، اِلهي اِنْ اَدْخَلْتَنِى النّارَ فَفي ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ ، وَ اِنْ اَدْخَلْتَنِى الْجَنَّةَ فَفي ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ ، وَ اَنَا وَ الله ِ اَعْلَمُ اَنَّ سُرُورَ نَبِيِّكَ اَحَبُّ اِلَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ .
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ اَنْ تَمْلاََ قَلْبي حُبّاً لَكَ ، وَ خَشْيَةً مِنْكَ ، وَ تَصْديقاً بِكِتابِكَ ، وَ ايماناً بِكَ ، وَ فَرَقاً مِنْكَ ، وَ شَوْقاً اِلَيْكَ ، يا ذَا الْجَلالِ وَ الاِْكْرامِ حَبِّبْ اِلَيَّ لِقاءِكَ وَ اَحْبِبْ لِقائي ، وَ اجْعَلْ لي في لِقائِكَ الرّاحَةَ وَ الْفَرَجَ وَ الْكَرامَةَ .
اَللّـهُمَّ اَلْحِقْني بِصالِحِ مِنْ مَضى ، وَ اجْعَلْني مِنْ صالِحِ مَنْ بَقي وَ خُذْ بي سَبيلَ الصّالِحينَ ، وَ اَعِنّي عَلى نَفْسي بِما تُعينُ بِهِ الصّالِحينَ عَلى اَنْفُسِهِمْ ، وَ اخْتِمْ عَمَلي بِاَحْسَنِهِ ، وَ اجْعَلْ ثَوابي مِنْهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَ اَعِنّي عَلى صالِحِ ما اَعْطَيْتَني ، وَ ثَبِّتْني يا رَبِّ ، وَ لا تَرُدَّني في سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَني مِنْهُ يا رَبِّ الْعالَمينَ .
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ ايماناً لا اَجَلَ لَهُ دُونَ لِقائِكَ ، اَحْيِني ما اَحْيَيْتَني عَلَيْهِ وَ تَوَفَّني اِذا تَوَفَّيْتَني عَلَيْهِ ، وَ ابْعَثْني اِذا بَعَثْتَني عَلَيْهِ وَ اَبْرِىءْ قَلْبي مِنَ الرِّياءِ وَ الشَّكِّ وَ السُّمْعَةِ في دينِكَ ، حَتّى يَكُونَ عَمَلي خالِصاً لَكَ .
اَللّـهُمَّ اَعْطِني بَصيرَةً في دينِكَ ، وَ فَهْماً في حُكْمِكَ ، وَ فِقْهاً في عِلْمِكَ ، وَ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَ وَرَعاً يَحْجُزُني عَنْ مَعاصيكَ ، وَ بَيِّضْ وَجْهي بِنُورِكَ ، وَ اجْعَلْ رَغْبَتي فيـما عِنْدَكَ ، وَ تَوَفَّني في سَبيلِكَ ، وَ عَلى مِلَّةَ رَسُولِكَ صَلَّى الله ُ عَلَيْهِ وسلم .
اَللّـهُمَّ اِنَّهُ لا يُجيرُني مِنْكَ اَحَدٌ ، وَ لا اَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً ، فَلا تَجْعَلْ نَفْسي في شَي مِنْ عَذابِكَ ، وَ لا تَرُدَّني بِهَلَكَةٍ وَ لا تَرُدَّني بِعَذابٍ اَليم .
اَللّـهُمَّ تَقَبَّلْ مِنّي وَ اَعْلِ ذِكْري ، وَ ارْفَعْ دَرَجَتي ، وَ حُطَّ وِزْري ، وَ لا تَذْكُرْني بِخَطيئَتي ، وَ اجْعَلْ ثَوابَ مَجْلِسي وَ ثَوابَ مَنْطِقي وَ ثَوابَ دُعائي رِضاكَ وَ الْجَنَّةَ ، وَ اَعْطِني يا رَبِّ جَميعَ ما سَاَلْتُكَ ، وَ زِدْني مِنْ فَضْلِكَ ، اِنّي اِلَيْكَ راغِبٌ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
اَللّـهُمَّ اِنَّكَ اَنْزَلْتَ في كِتابِكَ اَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمْنا ، وَ قَدْ ظَلَمَنا اَنْفُسَنا فَاعْفُ عَنّا ، فَاِنَّكَ اَوْلى بِذلِكَ مِنّا ، وَ اَمَرْتَنا اَنْ لا نَرُدَّ سائِلاً عَنْ اَبْوابِنا ، وَ قَدْ جِئْتُكَ سائِلاً فَلا تَرُدَّني إلاّ بِقَضاءِ حاجَتي ، وَ اَمَرْتَنا بِالاِْحْسانِ اِلى ما مَلَكَتْ اَيْمانُنا ، وَ نَحْنُ اَرِقّاؤكَ فَاَعْتِقْ رِقابَنا مِنَ النّارِ .