صدر حديثًا عن الدار التونسية للكتاب، للباحثة التونسية نزيهة الخليفى "شعرية البدايات فى ترنيمة الطائر الجريح". تحاول فيه أن تركز على دراسة خطاب البدايات فى مجال الشعر، وتسعى إلى تحديده ومحاورته، من خلال فتقه والالتفاف حوله، والبحث عن ماهيته وتأمّله ورتقه، والتغلغل فى أعماقه خصوصا وأنّه خطاب يهمس ويومئ بالدّلالة التى ستتّضح فى المتن.

وتخلص من بحثها إلى أن البدايات تعدّ طاقة تعبيرية موحية، وجد فيها الشاعر الحديث ضالته بوصفها رمزًا يحمل دلالة النص كله، وبوصفه بناء ودلالة، وبوصفها كونًا وعالمًا، وبوصفه لغة ونصًّا وإبداعًا. وعلى هذا الأساس، يتناول الكتاب خطاب البدايات وتسعى الباحثة إلى إبراز جمالياته فيما هو يتشكّل، فتفكّك وتحلّل لتبنى وترتق علاقته بمتن النص، باعتبار أنّ البدايات فى الشعر العربى الحديث تعدّ أكثر حضورًا وحركية وجمالاً وإيحاءً، تتحرّك فى أفق الاحتمالات وكثرة التأويل والقدرة على الاختزال، إنّها بدايات إيحائية تصل إلى الرّمز أحيانًا. تلك البدايات التى تسيّج الدّيوان الشعرى، تخرج من صمتها فتتحوّل إلى بدايات دائمة الحركة والانتشار، بدايات لم تبح بسرّها على الرّغم من القراءة الدّائمة والتأويل المستمر.

يذكر أن نزيهة الخليفى باحثة أكاديمية تونسية متخصّصة فى الأدب العربى الحديث، وحاصة على الأستاذية فى اللغة والآداب العربية، وهى بصدد إنهاء أطروحة الدكتوراه فى الأدب العربى الحديث، وشاركت فى مؤتمرات وملتقيات علمية وثقافية وطنية ودولية مختلفة. ومن إصداراتها: البناء الفنّى ودلالاته فى الرواية العربية الحديثة، وشعرية البدايات فى ترنيمة الطائر الجريح، والمرأة فى الخطاب الصوفى (قيد النشر).