حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من أن الجدار الإسرائيلى العازل المقام فى الضفة الغربية يهدد شبكة قنوات للرى ببلدة "البتير"، جنوب غرب مدينة القدس، والتى يعود تاريخها للعصر الرومانى.

وذكرت الصحيفة فى سياق تقرير لها اليوم الأحد، أن بلدة "البتير" الفلسطينية تعتبر محور صراع بين القرويين والمدافعين عن البيئة من جانب، ومخططى جدار الفصل الإسرائيلى من جانب آخر.. مشيرة إلى أن الجدار الأسمنتى المخطط له يتهدد منظرا طبيعيا نادرا من الأراضى الزراعية التى يتم ريها بشكل طبيعى والموجودة منذ آلاف السنين كما سيفصل القرويين عن حوالى ثلث الأراضى المزروعة والتى ستقع فى الجانب الآخر من الحاجز.

وردا على الالتماسات التى تقدم بها القرويون وجماعة حماية البيئة "أصدقاء الشرق الأوسط"، منحت المحكمة العليا الإسرائيلية وزارة الدفاع 90 يوماً لإيجاد بديل للجدار المخطط له يضع فى الاعتبار السمة الفريدة للمنطقة فى بلدة "البتير".

ولفتت إلى أنه فى حكمها وهو تدخل نادر من جانب المحكمة العليا فى مشروع الجدار حثت المحكمة المسئولين الأمنيين على إعادة النظر فى طبيعة الفصل والترتيبات الأمنية فى المنطقة شديدة الحساسية والمرشحة لأخذ توصيف موقع تراث عالمى من جانب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".

وأشارت إلى أن سلطة "الطبيعة والحدائق" الإسرائيلية وهى كيان حكومى يقف فى صف الملتمسين اعتبرت أن جدار الفصل سيخلق جرحا فى المنظر الطبيعى القديم، كما سيفصل المزارعين عن أراضيهم بما يؤدى إلى تدمير الثقافة الزراعية القديمة.

وذكرت الصحيفة أن وزارة الدفاع الإسرائيلية دفعت بأن إكمال الحاجز فى منطقة "البتير" سيغلق فجوة بجنوب القدس، ويحمى المدينة من هجمات محتملة ويحصن مسارات القطارات التى تعمل على الجانب الإسرائيلى من الحاجز..موضحة أن حكم المحكمة قد يفرض على مسئولى وزارة الدفاع دراسة وسائل لمراقبة المنطقة مثل كاميرات الاستطلاع والدوريات التى تستخدم بالفعل لحماية القطارات.