تنشر معظم الصحف اليومية أنباء عن بعض وقائع العقاب البدنى الذى يقوم به بعض من المدرسين، ويصل الأمر فى بعض الوقائع إلى حد الإيذاء البدنى، وربما إلى إحداث عاهة للتلميذ قد تلازمه لفترة تطول أو تقصر، ومهما كان الدافع الذى يجعل المدرس يعاقب التلميذ بدنيا، فهو أمر مرفوض من الناحية الإنسانية والتربوية، وقد يكون محرما شرعا كما أفتى بعض علماء الدين، هذا ما يؤكد عليه الدكتور محمد أمين المفتى أستاذ المناهج وإستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية، كما يشير إلى أن العقاب البدنى له آثار خطيرة على نفسية التلميذ فهو يشعره بالمذلة ؛ لأن هذا العقاب البدنى هو إهانة لإنسانية التلميذ وكرامته، ويجعله فيما بعد شخصية خانعة مقهورة لا تصلح لمجتمع يريد البناء التنمية والتقدم، وعلاوة على ذلك يولد سلوكا عدوانيا كامنا داخل التلميذ المعاقب بدنيا يظهره تجاه الآخرين ( المدرس - الزملاء - أفراد الأسرة - الجيران -....) فى أول فرصة تسمح له بممارسته.

ويحصر البعض أسباب لجوء المدرس إلى العقاب البدنى فى طرفين فقط هما المدرس والتلميذ معللين ذلك بسوء سلوك التلميذ أو قسوة المعلم أو عدم تأهيله لمزاولة مهنة التعليم.

فى الحقيقة أن الأسباب متعددة فمثلا الأعداد الكبيرة داخل الفصول توجد بعض المشكلات المتنوعة بين التلاميذ داخل حجرات الدراسة، وبالتالى عدم الانضباط مما يجعل المدرس يلجأ إلى العقاب البدنى لإعادة الانضباط، ومنها العدد الكبير لأفراد الأسرة داخل منازل محدودة المساحة مما يحد من حركة ونشاط الأبناء داخل المنزل، وبالتالى ينفسون عن هذا الكبت فى الحركة والنشاط فى المدرسة، والمنازعات بين الآباء والأمهات وممارسة بعض السلوكيات العنيفة بينهم أمام الأبناء، وهذا ينعكس على سلوك أبنائهم فيظهرونه تجاه زملائهم فى المدرسة، والعنف غير المبرر فى المسلسلات والأفلام التى يشاهدها التلاميذ وتودع فى نفوسهم دون أن يشعروا بذور السلوك العدوانى بينهم كل هذه الأسباب تؤدى إلى لجوء المدرس إلى العقاب البدنى لتقويم سلوك التلاميذ.