بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - أخي المسلم :

- ربما تشعر بعقدة نقص لأنك لا تملك مالاً أو شهادة أو نفوذاً أو نسباً مثل فلان أو
- أن ليس لديك أولاداً أو سكناً أو أثاثاً أو سيارة أو شهرة أو زبائناً مثل فلان أو
- أن ليس لديك زوجة جميلة و أنك لست وسيماً مثل فلان أو
- أنك لا تلبس و تأكل و تتنزه و تشتري مثل فلان أو
- أنك لست بذكاء و علم فلان و أنك لا تقدم أعمالاً فنية أو أدبية أو علمية مثل فلان أو
- أن ليس لديك أتباع أو مريدين مثل فلان .
ربما تقرر يا أخي و أنت تشعر بعقدة النقص هذه أن تحقق ذاتك و تتغلب على فلان أو فلان فتعيش حياتك و أنت تجاهد نفسك هنا و هناك كي تثبت له و لنفسك أنك لست أقل شأناً منه و أن لك صولة لا تقل عنه , فهل عملك هذا مبرور و سعيك مشكور ؟
أخي المسلم :
أولاً : عليك أن تعرف أن هذه المنافسة هي شيطانية و ليست ربانية حيث قال الله عزوجل : أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) التكاثر
ثانياً : عليك أن تكون متأكداً أنك لست الوحيد بل هذا حال كل البشر ينقصون في شيء ويعوضه الله عز وجل و بالتالي فالكل في الهواء سواء و ما هذا النقص الذي تجده إلا لحكمة بالغة و ما كان أبداً عبثياً , فمن ينجح في الاختبار و الابتلاء سيجد ما يسره في دار القرار و العكس صحيح .
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) الأنعام
ثالثاً : ابحث عن عقدة النقص التي في داخلك و تخلص منها مستعيناً بالله عزوجل و من ثم و أنت تتذكر أنك عبدً لرب السموات و الأرض , عبدً لرب الأرباب , الذي يبتليك محبة و كفارة لذنوبك إن شاء الله حتى يدخلك جنانه و تكون جاره , يبتليك محبة و ليس كرهاً و لا بغضاً إلا أن تبارزه بالمعاصي و الآثام .
ارفع رأسك يا أخي عالياً فأنت عبدً لجبار السموات و الأرض , هو سندك , هو جاهك , هو الذي و يحب لك أكثر مما تحب لنفسك و يريد أن يعطيك حتى ترضى و يعطيك بعد الرضا و لكن بشرط أن تكون له عبداً كما يحب و يرضى .
أخي المسلم : إياك أن تشك في وعد و عطاء الله عزوجل للصابرين المحتسبين المؤمنين يوم القيامة و ما أقربه من يوم و إياك أن تشك في حكمة و تدبير ملك الملوك الحكيم العليم فإن حكمته تتقاصر عنها عقولنا الضئيلة الهزيلة .
كن متيقناً أن هذه الآلام التي تعيشها لها ثمن و أجر إن شاء الله , فإن اشتد الألم و صبرت عليه لوجه الله تعالى زاد أجرك إن شاء الله إ و ما أحوجنا يوم الحساب لأطنان من الأجر و الحسنات يكن لنا عوناً بعد الله عز وجل في الوصول لبر السلامة و تذكر قول الله عز وجل : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر
رابعاً : عليك بتوجيه قدراتك فيما يريده الله عز وجل و الاشتغال بالمنافسة التي ترضيه جل جلاله حيث قال :
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد
يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) المطففين