عـمّـــان彡مدينة الجبال السبعة

[المجازف 2011]

المقدمة

عندما نتحدث عن مدينة مثل (عمّان) فإننا نتحدث عن مدينةٍ عاشت تاريخاً حافلاً بالحضارات المتعاقبة على مدى (8000) ثمانية آلاف سنة حيث شهدت هذه المدينة معظم التطورات والتحولات المهمة في تاريخ البشرية بدءاً بالإنسان الأول الذي اتخذ من جبالها بيوتاً مروراً بالعصر الحجري الحديث (4500 ق.م) ثم العصر البرونزي (3000 - 1200 ق.م) ثم العصر الحديدي. وهذه العصور يشهد لها الكثير من الأثار والحفريات التي مازالت ماثلة للعيان في أنحاء المدينة العصرية (مدينة الجبال السبعة) / عمّان

وفي العصر الحديث تعاقبت على عمّانالعديد من الحضارات الإنسانية ومن أهمها ( العمونيون - اليونان - الرومان ) ثم استقرت فيها أشرف الحضارات وأسماها ( الحضارة الإسلامية )




الموقع الجغرافي والتضاريس الطبيعية/

تــقع مدينة عمّان على خط طول 32ْ درجة شمالا و خط عرض 37ْ درجة شرقا ، و يشتمل موقعها على مجموعة من الجبال و السهول و الاودية ، حيث يبلغ ارتفاع هذه الجبال ما بين 850-1000 متر فوق سطح البحر ، و هذه الجبال ما هي الا جزء من سلسلة جبال البلقاء التي تمتد ما بين نهر الزرقاء شمالا الى نهر الموجب جنوبا ، و هناك العديد من الاودية التي تتخلل هذه الجبال و يصل منسوب الارض فيها ما بين 550-800 متر فوق سطح البحر ، و من اشهر هذه الاودية :
وادي عمّان ( السيل )
وادي عبدون و يمر الى الشرق من منطقة عبدون
وادي الملفوف ويـمر الى الغرب من جبل عمّان
وادي صقرة و يمتد بين جبلي عمّان و اللويبدة
وادي الحدّادة و يمتد بين جبلي الحدّادة و القصور
وادي الرمم
وادي السلط و يمتد بين جبلي اللويبدة و الحسين
وادي ماركا يمتد الى الجنوب من ماركا الجنوبية
وادي الذراع و يمتد بين جبلي نزال و راس العين
وادي المربط و يمتد بين الهاشمي الشمالي و الهاشمي الجنوبي




لمحة تاريخية /

إن التاريخ المدون لمدينة عمّان يبدأ عندما أسس العمونيون مملكتهم في المنطقة قبل ثلاثة آلاف ومئتي عام واتخذوا من عمان عاصمة لهم حيث اطلقوا عليها اسم ( ربّة عمون ) وبنوا فيها القلعة التي لازالت رابضة وسط المدينة ، وقبل الميلاد بثلاثمائة عام غزاها اليونانيون واطلقوا عليها اسم ( فيلادلفيا ) نسبة الى الحاكم اليوناني بطليموس فيلادلفيوس كما ان "فيلادلفيا"تعني المحبة الأخوية ، شهدت المدينة مجدها الحقيقي في عهد الرومان الذين احتلوها عام 63 قبل الميلاد فأنشأوا فيها المعابد والمسارح والقلاع واعتبروها احدى مدن (( الديكابوليس )) وهو اتحاد بين عشر مدن رومانية - يونانية لكن معظم آثارهم تعرض للتدمير نتيجة الحروب والزلازل فلم يبق من عمان الرومانية سوى المدرج الروماني ومعبد هرقل وسبيل الحوريات وكنيسة بيزنطية وكل هذه المعالم في منطقة وسط البلد حاليا.

عندما قدمت الجيوش العربية لفتح بلاد الشام عام 636 للميلاد أطلق العرب عليها اسم "عمّان " وخضعت المدينة لحكم يزيد بن ابي سفيان واقام الامويون فيها القلاع والحصون وبنوا قصرا كبيرا فوق جبل القلعة الا أن الصراع بينهم وبين العباسيين أدى لتدمير معظم معالم المدينة وتراجع اهميتها خلال العصور اللاحقة أي العصر العباسي والمملوكي والعثماني.

مع قدوم القبائل الشركسية عام 1876 للمنطقة نهضت عمّان مرة اخرى وظهر فيها عدد من الاحياء ابرزها حي المهاجرين ومحلة الشابسوغ ومحلة القبرطاي وغيرها وفي العام 1909 تأسست بلدية عمّان ( أمانة عمان الكبرى حاليا ) ومع قدوم الامير عبدالله بن الحسين الى المنطقة بعد سقوط الحكم التركي نتيجة للثورة العربية الكبرى قرر ان تكون عمّان عاصمة الدولة الاردنية عام 1921 والتي عرفت باسم امارة شرق الاردن واخذ الامير على عاتقه تحويل القرية البسيطة الى مدينة كبيرة ومزدهرة فأنشئت الدوائر الحكومية والمدارس والمستشفيات وشقت الطرق كما أعيد ترميم الكثير من الآثار الرومانية والعربية فيها وازداد تدفق المهاجرين من المدن الاردنية والسورية والفلسطينية على عمّان فبرزت احياء جديدة منها جبل عمان وجبل اللويبدة وحي جبل القلعة وجبل الاشرفية وجبل التاج وغيرها ، وتطورت عمّان بصورة لافته بعد الاستقلال عام 1948 ، واليوم تعتبر عمّان احدى اهم وأبرز المدن العربية وأكثرها تطورا على مستوى العالم العربي والشرق الاوسط وهي مقصد لآلاف من طلبة العلم ومئات الآلاف من السواح العرب والاجانب.


أهم المعالم الأثرية في عمان

تشتهر مدينة عمان بالكثير من المعالم الاثرية والتي ترجع بتاريخها إلى الحضارات و الأمم السابقة التي سكنتها خلال تاريخها الطويل مثل : العمونيين و اليونان , الرومان , الدول الاسلامية المتعاقبة .

ومن أبرز هذه المعالم :
المدرج الروماني ، الاديون ، جبل القلعة ، هيكل هرقل ، القصر الاموي ، بقايا سور القلعة ، الأبراج العمونية , الكهف و الرقيم ، عراق الامير ، وادي السير .


مقتطفات عن بعض المعالم التاريخية في عمان

المدرج الروماني





قام ببنائه الامبراطور انطونيوس بيوس ( 138-161م) على احد التلال المقابلة لقلعة عمان ، و قد بني على شكل نصف دائري من حجارة ضخمة قسمت قواعد هذا المدرج الى ثلاثة اقسام عرضية و تفصل بين كل طبقة و اخرى عتبة تقارب المترين ، كما يتخلل الطبقات ممرات يبلغ عددها ثمانية ، كما زود المدرج بثلاثة مداخل ضخمة و هي المداخل التي تفضي الى شارع الاعمدة ، و يتسع هذا المدرج لحوالي عشرة الاف متفرج ، و قد اقيم في موضع تزحف اليه الظلال بعد الظهيرة بوقت قصير ، مما يسهل اقامة الحفلات عليه بين ساعات العصر الباكرة في فصل الصيف .


جبل القلعة


سمي الجبل بهذا الإسم بسبب وجود قلعة عمّان عليه في السابق, والآن يوجد في جبل القلعة آثار من عهد العمونيين ثم الرومان واليونان فالعرب وفيه عشرات المنازل التي تعود لبدايات القرن لعائلات قوقازية لاسيما الشابسوغ وعائلات شامية.

من أهم معالم جبل القلعة المطل على المدرج الروماني معبد هرقل والقصر الأموي والكنيسة البيزنطية والحصن وعليه يتربع متحف الآثار الاردني الذي اسس عام 1951 م ليضم كنوز الحضارات التي مرت على الأردن ومنها تماثيل عين غزال وتمثال تايكي وإله الانباط ولفائف البحر الميت وغيرها.

قصر النويجيس



يـقع هذا المعلم الاثري قرب مثلث طبربور في منطقة طارق ، وهذ القصر عبارة عن ضريح يعود الى عائلة رومانية ، و يرجع تاريخه الى القرن الثالث الميلادي ، و تبلغ مساحته مع الارض التي يقوم عليها حوالي اربعين دونما .
و قد بني الضريح بايدي فنية بارعة ، فهو مزدان بالزخارف و النقوش ، و مبني على الحجارة المشذبة ، وله اربعة اقواس داخلية و ثلاث طاقات للتهوية ، و تغطي سقفه قبة الفلك التي تشبه قبة قصر عمرة ، و هناك تمثال يقبع على اعلى الواجهة الامامية للضريح ، لكن عوادي الايام نالت منه ، كما لحق الخراب معظم اجزائه ، لكنه رغم ذلك مكان يستحق الزيارة .

قصر رغدان



بناه الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين ، حيث كان يسكن أول أمره - لدى قدومه إلى مدينة عمّان: في دار متواضعة من البناء العثماني مقابل المدرج الروماني . وبعد أن نجح الملك عبد الله الأول في مفاوضاته مع الإنجليز ، والحصول على إعتراف بريطاني بحكومة مستقلة في شرق الأردن ، عمد الملك عبد الله الأول سنة م1924 إلى اختيار مكان مرتفع يطلّ على وسط مدينة عمان ليبني فيه مقرّاً لقصر الحاكم ، وسمّي القصر الجديد باسم رغدان ، بمعنى الرغد والهناء وليكون مبعثاً للأمل والتفاؤل: كما أراد أن يكون تصميم بناء القصر متمتعاً بالفخامة والجماليات المتسمة بالبساطة ومنسجماً مع التاريخ العظيم لمدينة عمّان.

تكلف بناء القصر 1600 جنيه وبني على الطراز الجبلي اللبناني كما عكس جماليات الفن العربي - الاسلامي وتحيط به حاليا حديقة كبيرة وغابات من اشجار السرو الا ان واجهته ومعالمه الرئيسة لم تتعرض لأي تغيير.


سد الملك طلال



يعتبر سد الملك طلال هو أكبر سدود الأردن الثمانية. وهذا السد من النوع الركامي الصخري. تستعمل مياهه للري ولتوليد الكهرباء. وتبلغ سعته التخزينية حوالي 86 مليون متر مكعب.

المسجد الحسيني الكبير



يقع في وسط البلد وقد بني عام 1923 على انقاض مسجد اموي قديم وقد تعرض للتدمير نتيجة لزلزال عام 1927 ولكن تمت اعادة ترميمه بداية الاربعينيات كما شهد اعمال تجديد عام 1986 .

يبلغ طول المسجد الحسيني 85 متراً ونصف , وعرضه 12 متراً ونصف ، وله رواق أمامي ورواقان جانبيان وفي الوسط ساحة سماوية ومئذنتان ترتفع اليمنى 70 متراً واليسرى 35 متراً.


كهف أهل الرقيم



تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من عمّان بمسافة عشرة كيلو مترات في قرية تسمى (الرجيب) مجموعة من الكهوف الأثرية ، و قد امتد العمران إلى هذه القرية حتى اصبحت ضاحية من ضواحي عمان ، و تشتهر هذه القرية بالكهوف و المدافن الاثرية حيث احتوت على ثلاثة كهوف و يعتقد ان احد هذه الكهوف هو الكهف الذي ورد ذكره في القرآن الكريم حيث و جد فوقه مسجدان يعودان الى العصر الاموي ، و قد اكتشفت هذه الكهوف اثناء شق طريق الحزام الاخضر الذي يحيط بعمان .


صور حديثة ومنوعة من عمان



مسجد الحسين بن طلال


مجمع بنك الاسكان / الشميساني

الجسر المعلق في عبدون

[المجازف 2011]

الثلوج في الأردن

















مسجد الملك عبد الله / العبدلي