يوضح الدكتور جمال شفيق أحمد، أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، أن إذا أخطأ الطفل فى سلوك ما، وفعله مرة على سبيل النسيان، فلا يصح أن يهول الوالدين من ذلك.

فعلى سبيل المثال إذا أخذ الطفل حاجة صاحبه فى المدرسة مرة، واكتشف ذلك الأب أو الأم، نعم الصغير يلام على ذلك ويعنف فى حينها، وحينئذ ينتهى الطفل عن هذا الفعل ولا يعود إلى هذا السلوك مرة ثانية، أما إذا مكث الأبوان كل يوم يؤنبون الطفل ويذكرونه بفعلته، واتهامه بأنه لص يسرق حاجيات أصحابه، أو وصفه بأنه غير أمين، فإن هذا يؤدى إلى تحطيمه معنويا، ولكثرة الاتهامات الموجهة إلى الطفل فإنه يقتنع بأنه لص وغير أمين، وأن صفته كذا وكذا مما قبح من الصفات، كذلك الحال لو كذب الطفل مرة، أو تلفظا لفظ قبيحاً مرة، وغير ذلك مما قد يصدر من الكبار قبل الصغار.


إن الدكتور جمال شفيق ينبه إلى أن تصرفات الأسرة هكذا لا تشجع على السلوك السيئ الذى يرتكبه الطفل، وإنما هم يقومونه بأسلوب سليم، مع التنبيه أيضا على التشديد على ضرورة زجره ونهيه وقت صدور السلوك المسىء منه، عندها يعلم الطفل أنه أخطأ وقصر، فيرتدع، ويعود من قريب، وينتهى ويكف عن الخطأ، على ألا يكون النعت للطفل طوال الوقت بل أن الأمر يقتصر على تصحيح الخطأ والتنبيه للصواب فى حينه وينتهى الأمر، ولا يكون له أى معقبات، أى ألا تجعل الأسرة من سلوك صدر من الطفل خطأ ملازما له مؤنبا عليه طوال الوقت، فهذا ليس من التربية فى شىء، حيث هذا يكون مؤثر سلبيا على الصغير، ويظل يلازمه طيلة طفولته، بل وفى شبابه، وبعد تخرجه من دراسته، وممارسة حياته العملية .

إننا يجب أن نتعامل مع الطفل فى إطار من التقويم السليم والتوجيه الرشيد الذى يجعل منه شخصية سوية مستقيمة، تفرق بين النافع والضار، وبين الخطأ والصواب، وبذلك نكون قد تحاشينا صناعة الطفل الذى لا يفكر ولا يبتكر ولا يتحمل مسؤولية.