كثير من الآباء والأبناء يعانون من عدم وجود تفاهم بينهم، وكلا الطرفين يرمى باللوم على الآخر، حيث يردد الأبناء عن الكبار أنهم لا يفهمون وجهات نظرهم ولا أفكارهم، وعلى الجانب الآخر فإن الآباء حيارى فى عدم طاعة الأبناء لهم، ودائما الصغار يأخذون موقف المعارض من كل ما يقوله الأب أو الأم .
ويوضح الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، أن تلك المشكلة تظهر جلية فى فترة المراهقة التى يمر بها الأبناء، وأن السبب فى حدوثها يكمن فى اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء، واختلاف البيئة التى نشأ فيها الأهل، وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأبناء، وهذا طبيعى لاختلاف الأجيال والأزمان، فإن الوالدين يحاولان تسيير أبنائهما بموجب آرائهما وعاداتهما وتقاليد مجتمعاتهما، وبالتالى يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها، أو أنهم - حتى إن فهموها - ليسوا على استعداد لتعديل مواقفهم.