مدخل
ايليا ابو ماضي شاعر المهجر
ولد شاعر المهجر الأكبر في قرية المحيدثة في لبنان سنة 1890
ورحل إلى مصر عام 1902 وعمل في بيع السجائر والدخان. هاجر إلى أمريكا عام 1911 واتخذها مهجراً. ولذلك فهو من شعراء المهجر وهم الشعراء العرب الذين هاجروا إلى أمريكا وكتبوا وألّفوا هناك باللغة العربية، وتوفي عام 1957 في نيويورك

وهذي القصيدة احدا روائعة
حرّ ومذهب كلّ حرّ مذهبي
ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
أني لأغضب للكريم ينوشه
من دونه وألوم من لم يغضب
وأحبّ كلّ مهذب ولو أنّه
خصمي، وأرحم كلّ غير مهذب
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
حبّ الأذية من طباع العقرب
لي أن أردّ مساءة بمساءة
لو انني أرضى ببرق خلب
حسب المسيء شعوره ومقاله
في سرّه : يا ليتني لم أذنب
أنا لا تغشّني الطيالس والحلى
كم في الطيالس من سقيم أجرب؟
عيناك من أثوابه في جنّة
ويداك من أخلاقه في سبسب
وإذا بصرت به بصرت بأشمط
وإذا تحدثه تكشّف عن صبي
إني إذا نزل البلاء بصاحبي
دافعت عنه بناجذي وبمخلبي
وشددت ساعده الضعيف بساعدي
وسترت منكبه العريّ بمنكبي
وأرى مساوئه كأني لا أرى
وأرى محاسنه وإن لم تكتب
وألوم نفسي قبله إن أخطأت
وإذا أساء إلّي لم أتعتّب
مقترب من صاحبي فإذا مشت
في عطفه الغلواء لم أتقرب
أنا من ضميري ساكن في معقل
أنا من خلالي سائر موكب
فإذا رآني ذو الغباوة دونه
فكما ترى في الماء ظلّ الكواكب