أى إنسان حى عاقل لابد وأن يكون ممارساً لفعل ما فى كل لحظة من حياته، حتى وإن كان جالساً لا يفعل شيئاً، فهذا فى حد ذاته فِعل، هذا ما يوضحه دكتور إيهاب فكرى الخبير فى علوم الإدارة.

ويشير فكرى إلى أن أى شىء تقوم به فى وقت معين، يعنى أنك تركت أشياءً أخرى قررت التضحية بها فى سبيل ما تفعله فى ذلك الوقت.. فمثلاً، لكى تقرأ هذا المقال يجوز أنك قررت ترك العمل لبعض الوقت.. أو قررت ترك مشاهدة التلفاز أو النوم أو الخروج مع الأصدقاء أو التحدث فى التليفون أو الدخول على الفيسبوك، أى القيام بأى عمل آخر، أى أن قرار القيام بشىء معين معناه أنك غالباً قد قررت بكامل إرادتك أن تترك اختيارات أخرى كثيرة ومتعددة فى مقابل اختيار واحد.

وقرار الترك يحتاج إلى امتلاك قدرة على اتخاذه، وهناك من الناس من يجلس أمام التليفزيون لوقت متأخر من الليل، هو يعلم تماماً أنه لابد وأن يترك مقعده والتلفاز ليذهب إلى السرير فى موعد محدد لينام ويستيقظ فى الصباح نشيطاً، ولكنه قد لا يفعل ذلك، فيظل جالساً أمام التلفاز حتى يغلبه النعاس أو تنتهى المادة التى يشاهدها.

هذا الشخص إذن لم يتخذ قرار الترك، وإنما ترك الأمر مفتوحاً حتى يغلبه النوم أو حتى تنتهى المادة التى كان يشاهدها، فماذا لو لم يغلبه النوم؟.. وماذا لو لم تنته المادة التى يشاهدها واستمرت لساعات وساعات؟ سوف يظل جالساً حتى يأتى أى عامل خارجى ويجبره على القيام بشيء آخر، فيمكن لنا حينئذٍ أن نقول : "هذا الإنسان لا يمتلك القدرة على الترك؟".