يبدو أن القدر قد كتب على اللواء عمر سليمان الاختلاف فى كل شئ، فمنذ إعلان وفاته فجر الخميس الماضى تضاربت الأنباء عن وصول جثمانه وأكتنفه الكثير من الغموض فى موعد الوصول والرحلة التى من المتوقع القدوم عليها من ولاية أوهايو حيث تقع مستشفى كليفلاند.

حيث أعلن مطار القاهرة حالة الطوارئ فى استقبال جثمان الجنرال، وبدأ رجال الأمن الانتشار بمطار القاهرة فى المنطقة المحيطة بقاعة كبار الزوار، حيث قررت جهات سيادية أن يكون خروج جثمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات العامة من الباب المجاور لقاعة كبار الزوار مباشرة، وليس من الباب الخاص بخروج الجثامين بقرية البضائع كماهو المعتاد مع الجثامين الأخرى.

وقبل الفجر بنحو الساعة كانت إحدى الجهات السيادية هى الوحيدة التى تقوم بتأمين هذه المنطقة بمساعدة بعض ضباط شرطة المطار، وتم إخلاء قاعة كبار الزوار إلا من مستقبلى جثمان سليمان سواء من أقاربه أو المسئولين الذين عملوا معه وقيادات جهاز المخابرات العامة الذى ترأسه فترة طويلة.

فى تلك الأثناء سمحت قوات التأمين المتواجدة حول قاعة كبار الزوار بوجود مجموعة من مؤيدى عمر سليمان وأنصار حملته الانتخابية أمام القاعة والذين لم يزد عددهم عن 30 فقط وهم يرتدون الـ "تيشيرتات" السوداء المرسوم عليها علم مصر وعلقوا عليه صور سليمان، ووقفوا فى صف واحد وأخذوا يدعون له و يرددون الشعارات المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل وأعداء مصر، واتهموهما أنهما وراء قتل الجنرال، على حد تعبيرهم.

كما أخذ أنصار سليمان ينددوا بالإعلام المصرى الذى تجاهل نقل وصول جثمان عمر سليمان من المطار رغم ما أفناه طوال عمله لصالح مصر، بحسب تعبيرهم، وأكدوا أن الإعلام الرسمى الذى يمثله التليفزيون المصرى قد تعمد عدم تغطية الحدث بتعليمات من رئاسة الجمهورية.

وانتقد مؤيدو سليمان أيضاً عدم وجود شخصيات كبيرة تمثل الدولة مثل رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء أوحتى الخارجية المصرية، فى الوقت الذى انتقدوا أيضاً عدم وجود أحد من أعضاء المجلس العسكرى فى المطار ممثلا للمؤسسة العسكرية التى كان ينتمى إليها عمر سليمان.

ومع آذان الفجر هبطت الطائرة التى أقلت جثمان سليمان التى تحركت من ولاية أوهايو وتوقفت فى احدى العواصم الأوربية للتزود بالوقود، ورفضت الجهات السيادية تماما توجه أحد من الاعلاميين الذين تواجدوا لتغطية الحدث بما فيهم محرروا شئون الطيران بالمطار الدخول إلى منطقة الطائرة أوالتصوير بها.

وفى تلك الأثناء توجهت قيادات الأجهزة السيادية مع أهل الجنرال سليمان الذين جاؤوا إلى قاعة كبار الزوار من بينهم زوجته وكريمته وزوجها الذين وصلوا أمس من لندن إلى الطائرة التى وصلت وعليها الجثمان، وكان من بين المتواجد ين معهم بقاعة كبار الزوار الذين تم السماح لهم بالتواجد النائب السابق بالبرلمان محمد أبو حامد ورامى لكح والمطرب عمرو مصطفى.

وأسفل الطائرة كانت هناك سياراتى إسعاف فى انتظار الجثمان الذى كان بصحبته كريمتي سليمان اللتين وصلتا معه من الولايات المتحدة و تم إدخال الجثمان فى إحدى السيارتين.

وفى سرعة فائقة خرج موكب من السيارات من أمام البوابة المجاورة لقاعة كبار الزوار ومن بينها إحدى سيارات الاسعاف ومعها عدد من السيارات الخاصة التى حملت الشخصيات التى توجهت إلى الطائرة، بينما لم تخرج السيارة الثانية من نفس الباب والتى يبدو أنها هى السيارة التى حملت الجثمان، وتوجهت به إلى مستشفى وادى النيل من صالة الوصول رقم 4 دون أن يدرى أحد من الموجودين فى انتظار الجثمان أمام كبار الزوار أن الجثمان ليس بهذه السيارة التى خرجت أمامهم لكنها فى السيارة الأخرى. .