أحدث فوز المرشح الاشتراكى، فرانسوا هولاند برئاسة فرنسا، انقلابا سريعا فى القارة العجوز، بعدما تبددت آمال بعض الدول خاصة ألمانيا فى تنفيذ خططها للتقشف التى كانت تعتبرها حلا سحريا لمعالجة الأزمة المالية التى تواجهها أوربا مؤخرا.

هولاند الذى أطاح أمس بنيكولا ساركوزى من قصر الإليزيه كان سريعا فى إعلان تحديه لقادة أوربا "الليبراليين" عندما أكد فى خطاب ألقاه أمام جموع من أنصاره احتشدت فى ساحة الباستيل للاحتفال بالانتصار، أن فوزه فى هو بداية "حركة صاعدة فى كل أوروبا وربما فى العالم"، مؤكدا أن "هذه هى رسالتى، أنتم بالتأكيد أكثر من مجرد شعب يريد التغيير، أنتم حركة صاعدة فى كل أوروبا، وربما فى العالم، لحمل قيمنا وتطلعاتنا ومطالبنا بالتغيير" .

رسالة هولاند من ساحة الباستيل فهمها كثيرون على أنها تبشير لأوربا بعودة الاشتراكية، خاصة عندما قال "تذكروا كل حياتكم هذا التجمع الكبير فى ساحة الباستيل، لأنه سيحفز كذلك شعوبا أخرى فى أوروبا على التغيير"، متعهدا بـ"الانتهاء من التقشف".

وتابع "فى كل العواصم، هناك شعوب تتطلع إلينا وتريد منا الانتهاء من التقشف"، فى إشارة واضحة إلى أن مستقبل أوربا يتجه نحو الاشتراكية.

ويعد فرانسو هولاند، ثانى رئيس فى الجمهورية الفرنسية الخامسة ينتمى للتيار الاشتراكى، ففى نفس الساحة التى وقف فيها أمس الأول للاحتفال بفوزه، احتفل فيها الاشتراكيون قبل 31 عاما بفوز أول رئيس اشتراكى للبلاد هو فرنسوا ميتران.

وعلى ما يبدو أن رسالة هولاند قد أحدثت مفعولا سريعا فى الأوساط الأوربية، بعدما توالت الدعوات إلى إعادة إطلاق النمو فى أوروبا، ما يشير إلى أن هولاند نجح فى تحريك خطوط السياسة فى الاتحاد الاوروبى، بعد أن كانت متمحورة حول التقشف، فبعد تصريحات الرئيس الفرنسى الجديد قال وزير الخارجية الألمانى جيدو فسترفيلى "سنعمل معا على ميثاق للنمو من أجل أوروبا"، رغم أن ألمانيا كانت الداعم الأكبر لخطط التقشف، وهو ما دفع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لرفضها لقاء هولاند خلال الحملة الانتخابية، وذلك بسبب معارضته لمعاهدة الانضباط المالى التى تم التفاوض عليها فى مطلع العام بدفع من ألمانيا، لذلك لم يكن مستغربا أن تصدر الصحف الألمانية أمس لتؤكد أن فوز هولاند يشكل هزيمة لميركل التى دعمت ساركوزى حتى النهاية.