"الاندفاع، افتقاد الهدف، إثبات الذات، تناقض القيم، أحلام اليقظة، تذبذب العواطف، تقليد أحد الأبوين، الفراغ" أهم ما يميز مرحلة المراهقة، تلك السنوات التى تعد من أخطر السنوات التى يمر بها الإنسان، وهى ترسخ فيه العديد من السلوكيات سواء كانت سوية أو غير سوية، متسقة مع التقاليد والأنماط الاجتماعية أو مخالفة لها، وذلك من خلال محاولة من المراهق لإثبات ذاته، وأنه أصبح شخصية مستقلة يعتمد على نفسه، وأن له الحق فى اتخاذ قرارات مصيرية فى حياته، وهناك مشاكل تفسد على المراهق تلك الفترة من حياته المشوبة بالترقب والحذر من قبل الأهل.
ويوضح طارق مصطفى، خبير التنمية البشرية، أن المراهق يعانى من 5 مشكلات أساسية فى تلك الفترة العمرية حيث:
- الاغتراب الذى يعيش فيه بسبب عدم تفهم الأبوين لطبيعة المرحلة، وهو على الجانب الآخر يقوم باستخدام جميع الوسائل للتأكيد على استقلاليته وإثبات ذاته وهذا يسبغ على سلوكه العناد، والعدوانية والتمرد.
- عدم الاهتمام بمشاعر الآخرين إذا كانت حائلا أمام تحقيق رغباته التى يسعى لتنفيذها كنوع من إثبات الذات.
- الصراع الداخلى وهو من أهم ما يميز تلك المرحلة، حيث يتأرجح المراهق بين الاستقلالية التى يثبت فيها أنه أصبح رجلا أو أنها أصبحت فتاة راشدة، وبين الاعتماد على الأهل، حيث الأبوين هما فقط اللذان يتحملان أعباء المعيشة.
- رابع المشكلات التى يواجهها المراهق الانطواء والعزلة، حيث يرغب فى تقرير مصيره بنفسه، معتمدا على ذاته، راغبا فى الاستقلال، مما يؤدى به الانسحاب من العالم المحيط، فاقدا الهوية والانتماء.
وكل تلك المشكلات التى تواجه المراهق تجعله واقعا تحت ضغط نفسى كبير مما يعكس عليه حدة الطبع والتوتر والعصبية الزائدة.
لذا من الأهمية أن يهتم الأبوان بتلك المرحلة فى حياة ابنهما أو بنتهما، متفهمين تلك المشاكل حتى يستطيعا تقديم العون المناسب لتمر تلك المرحلة بسلام.